إعادة طرح فكرة قديمة برؤية مستقبلية أكثر نضجًا وجرأة هو ما تراهن عليه شركة ساينس Science اليابانية اليوم، وهي تعيد إلى الواجهة مشروعًا طُرح قبل أكثر من خمسة عقود في اليابان، لكن بصياغة جديدة بالكامل تحت مسمى "الغسالة البشرية".

في غسالة البشر المستقبلية، يتحول المستخدم إلى ضيف داخل كبسولة خاصة أشبه بجناح مصغّر للعناية الذاتية. يستلقي الشخص في حجرة مبطّنة ومريحة قبل أن يُغلق الغطاء من الأعلى، لتبدأ المنظومة الذكية في تنظيف الجسد بالكامل بشكل آلي يحاكي مبدأ عمل غسالات الملابس لكن من دون مرحلة العصر أو الحركة العنيفة. في المقابل، تُهيّأ بيئة صوتية، مع تشغيل موسيقى هادئة طيلة الجلسة، لخلق حالة انسجام بين الإحساس الجسدي والتجربة السمعية، ما يرفع من جودة الراحة والاسترخاء.

النموذج الأولي من الغسالة البشرية جذب اهتمامًا واسعًا خلال طرحه في معرض إكسبو الذي استمر ستة أشهر في أوساكا واختُتم في أكتوبر، إذ اصطف الزوار في طوابير طويلة لتجربة هذا الشكل غير التقليدي من طقوس الاستحمام. وجاء ذلك ضمن فعالية استقطبت أكثر من 27 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم. ويُقدّر سعر الجهاز بنحو 385 ألف دولار أمريكي، ليضع الغسالة البشرية بوضوح في فئة التجارب التكنولوجية الفاخرة الموجّهة للمنتجعات الصحية الراقية، والفنادق الفاخرة، والمرافق التي تستثمر في مفاهيم الرفاهية المستقبلية.

الغسالة البشرية من شركة ساينس.. رفاهية الاستحمام في عصر التكنولوجيا

AFP

ساتشيكو مايكورا، المتحدثة باسم شركة ساينس اليابانية، تؤكد أن الغسالة البشرية لا تتعامل مع الاستحمام بوصفه عملية تنظيف سطحية للجسد فحسب، بل جلسة شاملة للعناية بالحالة الذهنية للمستخدم أيضًا، إذ تصفها بأنها آلة تنظف جسدك وروحك في آن واحد.

وتعكس هذه الرؤية البُعد الصحي الذي تراهن عليه الشركة، مع تزويد الجهاز بمستشعرات قادرة على مراقبة معدل نبضات القلب وبعض المؤشرات الحيوية الأخرى خلال الجلسة، ما يضفي طبقة تحليلية وطبية خفيفة إلى تجربة الاستحمام المستقبلية، ويمهّد لمرحلة جديدة من تقاطع تقنيات العافية مع الرفاهية التي تدور حول المستخدم.