تمتد الجزيرة وسط مشهد طبيعي آسر، تحيط بها الغابات الكثيفة ومياه الأطلسي المتلألئة، وتضم قلعة حجرية مشيّدة عام 1892 تُعد من روائع العمارة القوطية الجديدة في الحقبة الحديثة.

تحمل القلعة بين جدرانها ذاكرة فنية وثقافية ضاربة الجذور؛ فقد بناها العالم والمهندس الليتواني–البولندي برونو أبدانك أباكانوفيتش، الذي مزج في تصميمها بين دقة العلم وشغف الإبداع. وسرعان ما تحوّلت القلعة إلى ملتقى للنخبة الفكرية والفنية البولندية آنذاك، إذ استضافت الكاتب هنريك سينكيفيتش، الحائز جائزة نوبل للأدب، والذي كتب روايته الشهيرة Quo Vadis "كوفاديس" بين جدرانها عام 1895، حين كانت عامرة بالحياة الثقافية والنقاشات الأدبية.

تمتاز القلعة بتفاصيلها المذهلة المصنوعة من الغرانيت الوردي المحلي، بإيقاع يعززه حضور الأبراج المدببة والنوافذ المقوسة والحواجز المسننة، ما يمنحها طابع القلاع الأوروبية الكلاسيكية بروح معاصرة. داخلها تمتد المساحات الرحبة على أكثر من 2.35 فدان، لتضم خمس غرف نوم وقاعات استقبال تحافظ على طراز القرن التاسع عشر مع لمسات حداثية أنيقة. وتُعد قاعة الفرسان أبرز معالم التصميم الداخلي، بمدفأتها الحجرية الضخمة وأرضياتها الخشبية الفاخرة، فيما تنفتح غرفة المعيشة على شرفة فسيحة تغمرها أشعة الشمس وتُطل على مشهد بحري يأسر العين ويدعو إلى التأمل.

ورغم عمرها الطويل، لا تزال القلعة في حالة ممتازة تعكس العناية التي حظيت بها عبر السنين، وقد جرى تزويدها بمرافق حديثة تضفي إلى فخامتها طابعًا عصريًا متكاملاً؛ إذ تضم ناديًا صحيًا وصالة رياضية وغرفة تلفزيون ومساحة مشاهدة بواجهات زجاجية تطل مباشرة على البحر، إلى جانب شرفات خارجية أنيقة وحدائق مخصصة للاسترخاء. 

وفي الخارج، تحيط بالقلعة حدائق ساحرة مزروعة بأكثر من مئتي نوع من الأشجار والشجيرات والزهور، لتكون الجزيرة لوحة متكاملة من الطبيعة والفن والعمارة، تجسّد المعنى الحقيقي للترف الأوروبي.