من الريفييرا الفرنسية إلى دبي

تستحضر صالة العرض الجديدة بدبي روح الريفييرا الفرنسية الساحرة التي كانت لها مكانة مميزة في وجدان صائغ المجوهرات.

فعبر واجهة من الحجر الرملي اللون، يكسو الذهب الزهري ثلاثة أقواس ضخمة مستوحاة من عالم البحر الأبيض المتوسط وتكشف خطوطها النقية عن النمط المتكرر لأقواس مصغرة تنفتح بأسلوب الآرت ديكو على مشاهد لأشجار النخيل ومغيب الشمس.

أما في الداخل، حيث يخال الزائر أنه يطأ واحة ارتحلت عن الريفييرا إلى صحراء دبي، فتتجلى المساحة التي تمتد على 115 مترًا مربعًا، والتي تزاوج في عناصرها التصميمية بين ألواح من الخشب فاتح اللون والجص المزخرف بأشكال الحبال، والسجاد الذي تستعير زخارفه شكل زبد الموج، تتجلى نافذة عبور بحرية إلى عالم فريد سامويل ونجليه هنري وجان، وإلى إرث من البراعة في ابتكار قطع مجوهرات تزهو بألوان حجارتها الكريمة وتصاميمها المرنة.

في المتجر تنفتح تصوينتان من المعدن زهري اللون تزدانان بالنمط الزخرفي المميز للدار على صالون تمزج عناصره التصميمية بين الفن والتكنولوجيا ويزيّنه عمل فني أصلي لمهندس الديكور الفنان فانسان داريه الذي صوّر فيه فريد سامويل مبحراً في خليج Baie des Anges في نيس.

هنا أيضًا تتيح مرآة تفاعلية تحتجب داخل تجويف استكشاف إبداعات ميزون فريد من خلال لعبة رقمية تدعو الزائرة إلى اختيار عالم مجوهرات Pretty Woman أو منظر طبيعي من الريفييرا الفرنسية، وتشخيص تصميمها برسائل أو ملصقات أو وجوه معبّرة والتقاط صور لها وهي تتزيّن بقطعها المفضّلة ومشاركتها لاحقاً كذكرى تجسّد لحظات سعيدة وقيّمة.

وفيما يزخر صالونا Soleil d’Or وPar Amour بابتكارات الدار من الجواهر الراقية والقطع الخاصّة بحفلات الخطوبة والمناسبات الشاعرية، تُعرض أيضًا في قسم من المتجر ابتكارات متفرّدة تشهد على مستوى الإتقان الحرفي العالي الذي تتمتّع به الدار.  تشمل هذه القطع فسيفساء تصوّر مغيب الشمس على البحر، ومرآة في هيئة حراشف أو قطعة أثاث مزخرفة بأوراق ذهبية في غرفة نوم سرية حيث تجتمع بعض التصاميم التاريخية، بالإضافة إلى صور لأفراد العائلة أو لأصدقاء الدار.

إنّها رحلة إلى عالم فريد، تتخلّلها محطّات مستوحاة من حياة مؤسس الدار وتكشف أيضاً عن رؤية إبداعية جريئة، من خلال مجموعات مثل Force 10 وChance Infinie وPretty Woman.

القوة والبهجة

تمثلت روح مجوهرات ميزون فريد في الإتيان بتجربة يومية أنيقة ومريحة وتنضح بالبهجة. وقد شكلت مجموعة "Force 10"، منذ إطلاقها سنة 1966 ترجمة صادقة لهذه الفلسفة الإبداعية مستحضرة إياها في تصميم من ابتكار هنري، أحد أبناء فريد سامويل.

يغلب على التصميم، المثالي للزينة اليومية، طابع مبسّط يميّزه في الأساور مثلاً حبل مضفّر مستوحى من عالم البحار، ويتكامل مع مشبك من الذهب الزهري أو الأبيض تُرصعه في بعض الطُرز حبيبات من الألماس الأبيض، أو الأسود، ومرات الألوان المشرقة للأحجار الكريمة.

في سياق الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ابتكرت ميزون فريد سوار Force 1 في نماذج حصرية ازدانت فيها الحبال بألوان علم البلاد: الأحمر، والأسود، والأخضر والأبيض، فيما المشبك أتيح في نموذج من الذهب الأبيض وآخر من الذهب الأبيض أيضًا، ولكنه مرصّع جزئيًا ببريق الألماس.

منحنيات أنيقة

ألهم التفاؤل الذي كان يلازم فريد سامويل مجموعة Chance Infinie، فتجلى التصميم الجريء الذي اختارته الدار لها في عقود، وأقراط وأساور تتمايز بأشكالها المنحنية التي تعكس نبلًا أنثويًا، وتثريها عروة مزدوجة ابتُكرت في هيئة الرقم 8 في إشارة إلى تاريخ ميلاد فريد سامويل في الشهر الثامن من سنة 1908، وإلى أول متجر افتتحه عام 1936 في قلب الدائرة الثامنة في باريس.

أما أحدث إضافة إلى هذه المجموعة، فتمثلت بقلادة Chance Infinie Malachite UAE، الإصدار الخاص بالاحتفالية الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي صيغت من الذهب الزهري المرصّع بالألماس، على ما هو عليه أيضًا حال منحنيات الرقم 8 التي تلتف بأناقة فوق خلفية مشغولة من حجر الملكيت الأخضر.

قلوب متوقّدة

تشتهر أيضًا ضمن إبداعات الدار من المجوهرات الفاخرة مجموعة Pretty Woman. وعن هذا الخط من المجوهرات تقول فاليري سامويل، نائبة رئيس ميزون فريد والمديرة الإبداعية فيها: "عندما زار فريق إنتاج فيلم Pretty Woman متجرنا في شارع روديو درايف في بيفرلي هيلز عام 1990 بحثًا عن قطعة مجوهرات لبطلة الفيلم، لم نكن نعلم أن عقد القلوب المرصّع بالألماس والياقوت الأحمر الذي وقع عليه الاختيار سيغدو جزءًا مميزًا من شهرة الفيلم الذي جمع بين جوليا روبرتس وريتشارد غير. بطبيعة الحال، حمل العقد اسم Pretty Woman، وتحوّلت المجموعة إلى جزء من إرث الدار وإلى رمز للحب أعيد تفسيره على مرّ السنين".

في التصاميم الاثنين والعشرين المكوّنة للمجموعة، اختارت الدار ترجمة رمز الحب في هيئة "قلب داخل القلب" وألهب القلوب بوهج حجارة الروبيليت التي تتفاوت تدرجاتها اللونية بين الزهري المائل إلى القرمزي والأحمر المائل إلى البنفسجي.

هذا ما هو عليه مثلاً حال تصميم Glamorous المبتكر على نسق قوس من ست قطع والذي يكشف عن شريط من اللفافات المتداخلة والقلوب المرصّعة بحبيبات من الألماس والروبيليت. يتحوّل هذا العقد القابل للإطالة إلى سوار وأقراط ومشبكين أو يجتمع مع قلب ثانٍ متحرك في هيئة خاتم يستدير من حول إصبع واحد أو يمتد عبر إصبعين، مستحضرًا في الأذهان مشابك الزهور المتفتّحة التي شاعت في ستينيات القرن العشرين.