عندما تقلّد مايكل بورك منصب رئيس مجلس إدارة دار لويس فويتون ورئيسها التنفيذي في عام 2012، كان ثمة سؤال تتردد أصداؤه منذ سنوات فيما يتعلق بالصانع الفرنسي للمنتجات الفاخرة: لماذا لا تبيع العلامة العريقة الأثاث الذي يزيّن متاجرها؟

لطالما تمثلت النقطة الشائكة في أن تلك القطع كانت بمنزلة ديكور مسرحي قوامه طاولات وكراس فاخرة المظهر تفتقر إلى تصميم عملي وشهادات سلامة تخوّل الدار تصنيعها وبيعها للعامة.

لذا أثار بورك، الأمريكي الذي سبق له العمل في دار ديور وفندي وبولغري، فكرة إنتاج خط جديد، مستوحى من هذه القطع، لا يضم مقاعد ومصابيح وطاولات فحسب، لكن تصميمات راقية أيضًا تستهدف هواة جمع الفرائد.

وكان بورك يأمل أن تصبح هذه القطع روائع شهيرة في القرن الحادي والعشرين على ما كانت عليه صناديق الأمتعة المتفردة من لويس فويتون في القرن التاسع عشر من حيث كونها ابتكارات نادرة وجميلة موجهة لزبائن يمتلكون ذائقة رفيعة. في مقابلة حصرية مع مجلة Robb Report عبر تطبيق زوم، قال بورك: "في هذا العالم الرقمي، أعتقد أن القيمة النفيسة لهذه الابتكارات ستزيد بمرور الوقت".

عرضت لويس فويتون أولى هذه القطع في عام 2012 وتطلق عليها اليوم اسم Objets Nomades حيث جرى اختياره لأن كل قطعة مستوحاة بطريقة ما من السفر، وتعيد إلى الذاكرة صناديق الأمتعة المبتكرة. على مدار السنوات التسع الماضية، أصبحت المجموعة تضم طُرزًا وفيرة من قطع الأثاث وأغراض الزينة المنزلية المرغوبة التي ابتكرتها بعض أبرز الأسماء في هذا المجال - من أرجوحة Atelier Oï الشبكية المنسوجة من الجلد (سعرها 48,500 دولار)، إلى كرسي Bulbo من استوديو Campana Brothers الشبيه ببتلات زهرة نادرة متفتحة، والمتوافر بلون توت العليق الأحمر وألوان أخرى (مقابل 103,000 دولار) – ما يرقى بجاذبية العلامة على مستوى التصميم ويستقطب زبائن جددًا من الشباب الموسرين. وفي غضون ذلك، قد يؤجج خط Objets Nomades إحدى أطول المنافسات في صناعة المنتجات الفاخرة وأشدها ضراوة.

مجموعة Objets Nomades متاحة للنخبة فحسب

شرعت لويس فويتون، بوصفها علامة تجارية، نافذتها على النزعة الاستهلاكية والثقافة الشعبية بموازاة الحفاظ على أصالة تصميماتها الراقية. تنتشر الحقائب والمحفظات الجلدية المزدانة بشعار الدار في المطارات ومراكز التسوق من حول العالم بأسعار معقولة تُمكّن التواقين إلى كسب رموز المكانة الراقية في المجتمع من اقتنائها بوفرة. وكان فيرجيل أبلو، المدير الإبداعي لخط الملابس الرجالية، قد أعاد بث طابع حيوي في تصاميم الأزياء والأمتعة والكماليات المزدانة بنقوش الحرفين الأولين لاسم الدار، فأثرى الحقائب برسومات كرتونية ملونة، وأضفى على الملابس الراقية حيوية أزياء الشارع الفاخرة التي اعتمدها مغنو الراب زيّا لهم وارتداها نجوم أمثال جاي زي وتيموثي شالاميه. في المقابل، لاقت الفساتين الشبيهة بالدروع الواقية، التي صممها نيكولا جيسكيير، المدير الإبداعي لخط الملابس النسائية، استحسانا كبيرا على السجاد الأحمر: ارتدت أغاث روسيل، نجمة فيلم Titane الحائز جائزة السعفة الذهبية لعام 2021، تصميمات جيسكيير في العروض الأولى للفيلم وفي مهرجانات الأفلام في مختلف أنحاء العالم.

لكن مجموعة Objets Nomades لا تنتمي إلى ذلك العالم الصاخب، إذ إن إنتاجها يكون حسب الطلب أو بكميات محدودة، فيما يحتاج مشتروها إلى الانتظار شهورا قبل استلامها. لذا فإنها تستقطب الزبائن الذين يؤثرون الخصوصية والتقدير الرزين. يقول بورك من مكتبه في باريس: "ما نقدمه في هذا الإطار ليس موضة، وليس هندسة معمارية، بل تصميمًا".  إنه يرى أن هذه الجهود ستعيد لويس فويتون إلى جذورها في مجال تصميم أمتعة سفر مبتكرة، وغريبة أحيانا، مثل صندوق الأمتعة Bed Trunk - هو في الأساس سرير يظهر من الصندوق عند فتحه - الذي طلبه في عام 1874 المستكشف الفرنسي بيار سافورنيان دي براتزا الشهير بتوقيع المعاهدات التي أقرّت الكونغو مستعمرةً فرنسية.

لا تحقق اليوم صناديق الأمتعة المميزة من العلامة سوى جزء ضئيل من مبيعاتها، كما أن الزبائن يبتاعونها في المقام الأول بوصفها أغراضًا للزينة المنزلية أكثر منها أمتعة تُستخدم في السفر. ومع ذلك، شكلت هذه الصناديق، بجودتها، وحس الابتكار المميز لها، والميل إلى التجوال الذي توحي به، مصدر إلهام للدار في أثناء تحولها إلى إنتاج الملابس الجاهزة والجواهر والعطور على امتداد الـسنوات الخمس والعشرين الماضية، وصولاً إلى الحقبة الحالية مع مجموعة Objets Nomades. ويقول بورك: "أبصرت الدار النور حقيقة في عالم التصميم، وليس في عالم الأزياء".

Stevens Frémont / Objets Nomades

تمثل Objets Nomades مواهب إبداعية وذائقة رفيعة

تسعى لويس فويتون من خلال خط Objets Nomades إلى استقطاب مجموعة متنوعة من أصحاب المواهب في مجال التصميم، وذلك خلافًا لما هو عليه حال الرؤى المتفردة للمديرين الإبداعيين في أقسام الأزياء المنضوية تحت رايتها. تمثل أحد أبرز ابتكاراتها الأولى ضمن هذا الخط بكرسي Concertina الدائري القابل للطي الذي يستحضر في الأذهان شكل أوريغامي من الجلد مثبّت فوق دعائم من خشب الدردار. بعيدًا عن تحديد ماهية القطعة، طلبت لويس فويتون من استوديو التصاميم Raw Edges في لندن الإتيان بفكرة وتطويرها.

يقول فريق الاستوديو إن العمل على الكرسي استغرق أربع سنوات، وكانت النسخ الأولى منه غير مريحة على الإطلاق. خلال العمل على المزايا الميكانيكية للكرسي، تجاوز الفريق موعد التسليم النهائي بعامين، لكنه فوجئ بالصبر الذي قابلته به الدار التي بدت غير مبالية بالتكاليف الإضافية والمواعيد النهائية التي جرى تفويتها. نصّت التعليمات التي تلقّاها الفريق على أن يصمم أولًا كرسيًا جميلًا ثمّ يجعله بنيويًا ومريحًا. يتوافر كرسي Concertina اليوم عند الطلب بسعر 20,500 دولار. ومن الممكن أن يأخذ المرء هذا المقعد القابل للطي معه في رحلة سفاري أو أن يغوص فيه خلال رحلة تخييم فاخرة، لكن المرجح أن مشتريه سيحتفظ به في غرفة المعيشة حيث سيضيف ثراء ومسحة لونية أنيقة.

لكن مجموعة Objets Nomades ليست ممارسة تطبيقية في عالم التصميم فقط. فإلى هذه المجموعة المبهجة التي يغلب عليها طابع فني ينسب بورك الفضل في فتح أبواب لويس فويتون أمام الجيل الجديد من الشباب العصاميين الموسرين. إنهم زبائن في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر يضعون طلبات تراوح قيمتها بين 100,000 دولار ومليون دولار. يقول بورك: "نستقطب أغنى زبائننا من خلال مجموعة Objets Nomades"، مشيرًا إلى أن الجواهر الراقية التي تبتكرها الدار تجتذب الفئة نفسها.

أمضى هؤلاء الزبائن، وأغلبهم في سن الثلاثين، العقد الأول، أو أكثر، من مرحلة الرشد في بناء شركاتهم. ويقول بورك إنهم يجدون المتعة اليوم في تنمية ذائقتهم: لم يعد يستهويهم الإشباع الفوري أو الإصدارات الحصرية. فالمنتجات المبتكرة حسب الطلب، والتي تستغرق صناعتها المتقنة والدقيقة وقتًا، تتيح مستوى آخر من الإشباع. وفي هذا يقول بورك: "إنهم يدفعون مقابل الانتظار. فهم لا يريدون منتجًا صُنع بين عشية وضحاها. كما أنهم يرغبون في بناء علاقة ملموسة مع العلامة، ويودون اكتشاف أصل المنتج، وتصميمه، ومواده الخام. إنهم حقا مولعون ببناء علاقة مع العلامة، على نسق العلاقات التقليدية التي كانت تقيمها الطبقات الثرية في الماضي".

لكن تلك العلاقات قد تتطور بالطرق الأحدث، من خلال تقنية الواقع المعزز، مثلاً، في حال كان الزبون يرغب في رؤية ما ستبدو عليه الأريكة في غرفة معيشته فيما يستخدم لاكتشاف ذلك الهاتف أو الحاسوب المحمول.

Stevens Frémont / Objets Nomades

Objets Nomades.. معارض مبتكرة ورموز مستقبلية  

صحيح أن قطعًا عديدة من مجموعة Objets Nomades متاحة على موقع لويس فويتون الإلكتروني، إلا أن الدار تشجع الزبائن على استكشافها من خلال زيارة أسابيع التصميم التي تُنظم حول العالم ومن خلال مجموعة من معارض "Savoir Faire" المتنقلة والتجمعات الأخرى التي تقيمها في منازل خاصة ومواقع مؤقتة. خلال عرض أقامته الدار مؤخرا في لوس أنجليس، جرى تحويل أحد المستودعات إلى سلسلة من الغرف المفروشة بمنتجات لويس فويتون. وقد بدت الغرفة التي عُرضت فيها مجموعة Objets Nomades أقرب إلى مزيج من غرفة جلوس عائلة جيتسون في مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي الشهير The Jetsons ومعرض في متحف الفن الحديث.

الجدير بالذكر أن لويس فويتون لا تملي على مصمميها ما عليهم فعله، بل تترك مجال التلاقح مفتوحًا فيما تفتح أمامهم أبواب مقر سجلاتها التاريخية في ضواحي باريس، الذي يحتوي على 300,000 قطعة. بمرور الوقت، ومثلما استلهم أبلو وجيسكيير صناديق الأمتعة التراثية، مستعيدين أقفالها في موسم، وخامتها المزدانة بشعار العلامة في موسم آخر، يأمل بورك أن تحفز مجموعة Objets Nomades الإبداع مستقبلاً. وفي هذا يقول: "نطمح لأن يكون كل ابتكار في المجموعة قطعة أيقونية أخرى تصمد لقرون". كما يسعى بورك إلى أن تتفوق الدار في إنتاج قطع تُعمّر لفترة أطول من عمر مصمميها، على ما هو عليه حال الفوانيس الورقية التي صممها إيسامو نوغوشي، وطاولات كاسينا Cassina الخشبية التي ابتكرتها شارلوت بيريان، وكراسي الاسترخاء من طراز Eames التي تحمل توقيع هيرمان ميلر.

Stevens Frémont / Objets Nomades

منافسة شرسة

تُتيح اليوم مجموعة Objets Nomades لدار لويس فويتون التمايز عن باقي العلامات الفاخرة المنافِسة، ما عدا واحدة، وذلك لأن Objets Nomades لا تجسّد فكرة أصلية بالكامل. تغوص لويس فويتون عميقًا في مجال يُعد من اختصاص هيرميس، الدار الفرنسية الأخرى التي تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر بالرغم من أن اختصاصها كان ابتكار سروج الأحصنة وليس الأمتعة. تصدر هيرميس مجموعات أزياء وتقيم عروضًا خلال أسبوع الموضة في باريس، لكن تركيزها يظل منصبًا بوجه عام على تغذية نمط الحياة الفاخرة. تذكرنا صالات عرضها الداخلية في باريس - يستخدمها المسؤولون عن البيع بالتجزئة حول العالم لطلب المخزون لمتاجرهم - بمتاجر كبرى ذات طابع باذخ ومرح، وتحتشد فيها قطع الأثاث والأدوات المنزلية، والأعمال الفنية والمعدات الرياضية وألعاب الأطفال، فضلاً عن المنتجات الجلدية والجواهر والأوشحة والألبسة.

لا جانب من جوانب الحياة المترفة يبقى خارج دائرة اهتمام هيرميس التي توفر قطعًا مختلفة كثيرة لكل جانب، بما في ذلك العديد من القطع النادرة محدودة الإصدار. يمكنك مثلاً تأثيث غرفة المعيشة بأريكة Sellier ذات المقاعد الثلاثة، والبالغ ثمنها 83,100 دولار، أو الاستمتاع بلعبة ماجونغ بسعر 40,000 دولار التي صُنعت قطعها من خشب الورد الصلب، أو رمي طبق فريسبي مشغول من جلد العجول وسعره 620 دولارًا. يقول مستشار المنتجات الفخمة روبرت بورك (لا علاقة له بمايكل بورك)، ومؤسس الشركة التي تحمل اسمه في نيويورك: "لا تكاد توجد أي مجموعة أخرى بوسعها التأثير في طريقة عيش الزبائن بقدر هيرميس".

لا ودّ متبادل بين إل في إم إتش LVMH، الشركة الأم للويس فويتون، ودار هيرميس. فعلى مر سنوات عدة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استحوذت مجموعة إل في إم إتش، بقيادة رئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي برنارد أرنو، علانية – وقبل ذلك في السر - على حصة كبيرة من دار هيرميس، الشركة العامة التي تديرها عائلة، الأمر الذي انتقده كثيرون بشدة. انتهى المطاف بعملاقي المنتجات الفاخرة إلى مقاضاة أحدهما الآخر في عراك قانوني استمر لسنوات، وشابهت أحداثه قصة حب مريرة من طرف واحد. وفي النهاية، وافقت مجموعة إل في إم إتش على كف يدها وبيع جزء كبير من حصتها في دار هيرميس.

يعترف اليوم مايكل بورك بأن الشركتين تتشاركان "حتمًا" الزبائن وأن لويس فويتون تجتهد في التعلم من هيرميس. ويضيف: "إن العكس صحيح أيضًا. فهيرميس تقتني منتجاتنا. إنهم يدركون تماما ما نفعله، وأعتقد أنهم يعرفون عنا أكثر مما نعرف عنهم". الجدير بالذكر أن هيرميس رفضت تقديم تصريح لهذا المقال.

وبعد الإشادة بهيرميس لتمسكها بإرثها، يسارع بورك إلى التأكيد على ما يعدّه نقطة الاختلاف الأهم بين إبداعات هيرميس ومجموعة Objets Nomades، فيقول: "إنهم يقاربون ابتكاراتهم من منظور مختلف، لكنه يتوافق إلى حد كبير مع خارطتهم الجينية، لذا لا أنتقدها. إن مقاربتهم في الأساس امتداد لما كانوا يفعلونه لمدة طويلة، وأنا أثني على ذلك. لكني أعتقد أن مقاربتنا أكثر جرأة وتعتمد على منح المصممين مساحة أكبر من الحرية. لذا تنحصر توجيهاتنا لهم في كلمة واحدة: فاجئونا".

Stevens Frémont / Objets Nomades

غاية أسمى

ضمنت هذه المساعي لدار لويس فويتون الارتقاء فوق عروض أزيائها ومصممي الأزياء البارزين الذين شكلوا منظور الجمهور للعلامة، ابتداءً من مارك جاكوبس، الذي أطلق أولى مجموعات الملابس الجاهزة في الدار بعد توليه منصب المدير الإبداعي في عام 1997.

يقول روبرت بورك، الذي سبق له العمل مع دار مارك جاكوبس التابعة لمجموعة إل في إم إتش: "أصبحت دار لويس فويتون أكبر من الأزياء أو الكماليات التي تبتكرها"، مشيرًا على سبيل المثال إلى متجر لويس فويتون الواقع بساحة فاندوم في باريس، والذي يُعدّ معرضًا بقدر ما هو متجر، على ما عليه حال فنادق شوفال بلان Cheval Blanc المنضوية أيضًا تحت مظلة مجموعة إل في إم إتش، وحيث مستويات الفن والديكور والخدمة تجعل السلع الفاخرة جزءا من نمط الحياة. يقول روبرت بورك: "إذا كنت على معرفة بالأعمال الفنية والأثاث النادر الذي يستحق الجمع، فإنك ستنبهر بما تراه فور دخولك إحدى هذه الواحات".

عُرضت أحدث الإضافات إلى مجموعة Objets Nomades بمتاجر لويس فويتون في ميامي بالتزامن مع أسبوع ميامي للتصميم الذي انعقد في شهر ديسمبر الفائت. والتحق كرسيان مدوّران للمجالس الخارجية يغلب عليهما طابع الرسوم المتحركة وألوان جريئة، وأريكة من تصميم الصيني فرانك تشو إلى قطع المجموعة التي عملت عليها نخبة من المصممين المرموقين، أمثال استوديو كامبانا براذرز، وباتريشيا أوركيولا، ومارسيل واندرز، واستوديوRaw Edges.

وكانت لويس فويتون قد طرحت في عام 2018 مجموعة Petits Nomades البهيجة، التي احتوت على قطع أصغر صممها بعض مصممي مجموعة Objets Nomades. أصبح ممكنا الآن تأثيث منزلٍ بمنتجات من المجموعتين تشمل مصابيح ومرايا وكراسي متأرجحة ومقاعد.

يقول مايكل بورك إن الأمر استغرق قرابة أربع سنوات حتى أصبح هذا الخط مربحًا، لكنه يشير إلى أن العلامة كانت لتنتظر بكل سرور مدة أطول، فيقول: "كانت المدة لتصل إلى 10 سنوات." علاوة على هذا، لم يكن الربح هدفها، ذلك أن الغرض من خط Objets Nomades كان الارتقاء بالعلامة، لذا لم تحدد ميزانية سنوية للمشروع. يصف بورك مقاربة الدار بقوله: "لا مبالاةَ بالعواقب، وإلا نصبح حقيقة أسرى التصميم".

تستطيع الدار تحمّل الإنفاق الباهظ، والسبب في ذلك يُعزى بالطبع إلى كون مجموعة إل في إم إتش تخضع لسيطرة عائلة أرنو الصّبورة، على عكس مديري صناديق الاستثمار في وول ستريت. يُصنف برنارد أرنو بين أغنى خمسة أشخاص على قوائم بلومبيرج وفوربس لأصحاب المليارات في العالم، وتقدّر ثروته حالياً بين 160 مليار دولار و180 مليار دولار. يقول بورك: "دائما ما يردّد برنارد أنه إذا هبط سعر أسهم الشركة، فإنه سيشتري المزيد منها. فعلى المدير التنفيذي أن يفكّر لعقود، وليس لسنوات".

يضع هذا الواقع مصممي العلامة، العاملين فيها والمنتدبين من خارجها على حد سواء، في موقع يُحسدون عليه، إذ إنهم يتمتعون بالاستقلالية من الناحية الإبداعية والمالية. يشير بورك إلى أن هذه المساحة من الحرية عادة ما تخيف المصممين في البداية، موضحًا: "إنها أشبه بورقة بيضاء تفزع المصممين في البداية، لأن التصميم يكون أسهل بكثير إذا عُرفت الحدود. مع ذلك، أعلم أنني حتى وإن لم أضع لهم حدودا فإنهم سيضعونها بأنفسهم. كل ما نقوله لهم هو: اجعلونا نبتسم، ولا غير". ويستطرد بورك قائلًا: "في النهاية، ما يعكس مستوى النجاح هو إذا ما كان أحد اشترى التصميم أم لا."