من متجر ومقهى إلى معرض ذي رؤية، يقدّم "ذا لوي" The Louis تجربة متعددة الحواس في قلب شنغهاي، تدمج بين إرث لويس فويتون العريق وروح المدينة المتجددة.
صُمّم الفضاء الجديد على هيئة باخرة أسطورية ترسو عند شارع ووجيانغ في المنطقة التجارية المركزية، ليعيد تخيّل السفر بوصفه رحلة إبداعية لا تنفصل عن التاريخ والثقافة.
وفي هذا المشروع، تُكرّم الدار الفرنسية بداياتها في صناعة الحقائب العابرة للمحيطات فيما تحتفل بروح شنغهاي بوصفها ميناء عالميًا يمزج الشرق بالغرب.
يُجسّد The Louis مفهوم السفر عبر الزمن من خلال تصميم معماري يستوحي ملامحه من البواخر الفاخرة، إذ تلتف واجهته المعدنية المزدانة بنقوش المونوغرام حول هيكل يشبه صندوقًا أسطوريًا عملاقًا، فيما تتراص أسطحه العليا على هيئة حقائب متراكبة تستدعي ذاكرة الرحلات العابرة للقارات.
من الشرفة الخارجية المطلة على نهر هوانغبو..
إلى الخطوط الانسيابية التي تحاكي المقدّمة البحرية، تتماهى الباخرة مع روح شنغهاي المينائية، في مشهد بصري يُحيي إرث المدينة بوصفها "بوابة الشرق" منذ عهد أسرتي سوي وتانغ، ويربطه برؤية عصرية للسفر الثقافي.
LOUIS VUITTON
تجربة حسّية مترفة
داخل الباخرة، تتحول المساحات إلى فضاءات لتجارب حسّية وثقافية: على السطح الثالث، يفتح مقهى لويس فويتون أبوابه ليشكل واحة تذوّق أنيقة تستحضر أجواء البواخر الكلاسيكية، من خلال دفء الخشب، والإضاءة الناعمة، ورفوف الكتب الفنية التي تحيط بالمكان. بين المقاعد الوثيرة، وترتيبات الطاولات المتنوعة، ينعم الزوار بتجربة ضيافة تحمل توقيع الطاهي ليوناردو زامبرينو والطاهية زوي زو، اللذين صاغا قائمة طعام تُجسّد أسلوب "شانغهاي العصري" في تمازج الشرق والغرب.
من "رافيولي المونوغرام" المصمّم على هيئة جياوزي صينية، إلى "سلطة سيزر إكليبس" المُعزّزة بصلصة يووزو، تتوالى الأطباق التي تجمع بين الابتكار والمذاق الراسخ، وصولاً إلى طبق "لويس هاو" المكوّن من شرائح الكارباشيو مع الخضار الموسمية، و"كنز القاعة" المستوحى من مطعم الدار الحائز نجمة ميشلان في تشنغدو.
LOUIS VUITTON
أما معرض Visionary Journeys (رحلات ذات رؤية)، فيفتح أمام الزائرين بوابة زمنية وحسية تمتد على سطحين، إذ تنطلق الرحلة من خلال منشأة Trunkscape الغامرة، التي صمّمها المعماري شوهي شيغيماتسو من مكتب OMA، على هيئة قوس مهيب من صناديق سفر عملاقة مزدانة بالمونوغرام، يعبره الزائر ليدخل عالمًا تتشابك فيه الحِرَف والذكريات.
بمجرّد الدخول إلى المعرض، يتوالى على الزائر مشهد غني بالتفاصيل والرموز: حقائب Keepall وNeverfull تُعرض كأنها بوابات لذاكرة السفر، فيما النماذج المعمارية لبواخر الثلاثينيات تكشف عن أناقة عابرة للعصور.
في أحد الأركان، تحتشد القوارير العطرية في عرض بصري يُجسّد فن التقطير كما تراه الدار: ترف ناعم ينتمي للحواس، فيما تنبض مكتبة غاستون-لويس فويتون بروح الاكتشاف الأدبي، محتضنة مجموعة نادرة من المخطوطات، والرسومات، والمحاضرات التي تناولت أدب الترحال.
LOUIS VUITTON
ومن بين أبرز المعروضات نسخة نادرة من كتاب A Moveable Feast (عيد متنقّل) للكاتب الأمريكي إرنست همنغواي، تُعرض تكريمًا لعلاقته بالدار، في إشارة إلى الواقعة التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي..
حين عُثر على مخطوطاته المبكّرة داخل حقيبة سفر من لويس فويتون في أحد فنادق باريس، بعدما تُركت هناك لسنوات.
ويمتد مسار المعرض إلى قسم الرياضة، إذ تُعرض صناديق الجوائز التي ابتكرتها الدار خصوصًا لبطولات مثل الفورمولا 1، وكأس العالم، والألعاب الأولمبية، ثم إلى ركن الموضة والجلديات.
هناك، تتجلى التحولات الإبداعية تحت إشراف نخبة من المصممين الذين تركوا بصمتهم على رموز الدار، من مارك جايكوبس ونيكولا جيسكيير، إلى كيم جونز، وفيرجيل أبلوه، وفاريل ويليامز.
وتختتم الرحلة في قسم الورشة، إذ تنكشف أسرار "فن الصنعة" على أيدي حرفيين يبدعون مباشرة أمام الزوار، في فضاء يحاكي مشاغل أسنيير Asnières الأصلية، وتحت إشراف آلات "لويز" و"لويسيت" الدقيقة التي تضمن أعلى معايير الجودة.
ولمن يرغب في لمسة شخصية، يمكن ختم المشتريات برموز مستوحاة من شنغهاي والسفينة، كتذكار دائم من هذه التجربة الفريدة.