أكثر من 280 قطعة تذكارية من تاريخ الفورمولا 1، تجمع بين المجد والسرعة، ستُطرح في مزاد استثنائي تنظمه دار آر إم سوذبيز تحت عنوان The Champions – Schumacher and F1 Legends (الأبطال - شوماخر وأساطير الفورمولا 1)، الذي ينطلق في 24 يوليو المقبل ويُختتم على مرحلتين في 29 و30 من الشهر نفسه.
كما تُعرض 35 قطعة من أبرز المعروضات للجمهور ضمن فعالية Concours of Elegance (مسابقة الأناقة للسيارات الكلاسيكية) التي تُنظم في غوت كالتنبرون بألمانيا يومي 25 و26 يوليو، لتمنح عشاق الرياضة فرصة نادرة لمعايشة إرث الأساطير عن قرب.
إرث الفورمولا 1 ينبض من جديد
يشكل هذا المزاد محطة استثنائية لهواة الفورمولا 1 بفضل مجموعة نادرة من البدلات والخوذات الأصلية التي ارتداها مايكل شوماخر في محطات حاسمة من مسيرته. تتقدّم القائمة بدلة فريق فيراري من طراز OMP التي ارتداها خلال فوزه التاريخي في سباق موناكو عام 1996، في إحدى أبرز جولات الموسم، وتُقدّر قيمتها بين 32.4 ألف دولار و43.2 ألف دولار أمريكي.
ومن الموسم نفسه، تُعرض بدلة أخرى استخدمها خلال عطلة نهاية الأسبوع في سباق هوكنهايم، حين تأهّل على منصة الانطلاق وأنهى السباق رابعًا. وتُمثّل تلك الجولة إحدى المحطات التي تجلّى فيها أسلوبه الهجومي وثقته المتصاعدة على الحلبة، فيما تُقدّر قيمة البدلة بين 21.6 ألف دولار و32.4 ألف دولار أمريكي.
RM Sotheby's
وتأخذنا المجموعة إلى عام 1995، موسم تتويجه بلقبه العالمي الثاني، إذ تُعرض بدلة من تصميم سباركو Sparco استخدمها شوماخر في واحد من أبرز أعوامه على الإطلاق، حين قاد فريق بينيتون إلى لقبه الوحيد في بطولة الصانعين.
وتُقدّر قيمة هذه القطعة ذات البعد التاريخي بين 16.2 ألف دولار إلى 21.6 ألف دولار أمريكي. أما البدلة الأقدم زمنيًا في هذه السلسلة، فهي تعود إلى عام 1992 حين صعد شوماخر إلى منصة التتويج في سباق المكسيك محققًا المركز الثالث، وتُقدّر قيمتها بين 12.9 ألف دولار و16.2 ألف دولار أمريكي، ما يجعلها شاهدًا مبكرًا على صعود أسطورة الفورمولا 1 الألمانية.
الساعات، بدورها، تُعد من المعروضات الأشد تفردًا في هذا المزاد، إذ تضم قطعًا نادرة ارتبطت بأسماء بارزة في تاريخ الفورمولا 1. وتتصدر القائمة ساعة جيرار - بيريغو الأوتوماتيكية التي اقتناها جان تود، مدير فريق فيراري السابق وأحد أبرز العقول الاستراتيجية في تاريخ البطولة.
تُعد الساعة نموذجًا أوليًا من إصدار خاص، وتحمل الرقم "00"، فيما نُقش على صندوقها الخارجي تاريخ 4 يوليو 1993، وهو ما يعزّز من قيمتها التوثيقية. ويُقدَّر أن تُباع هذه القطعة بين 21.6 ألف دولار و32.4 ألف دولار أمريكي.
RM Sotheby's
كنوز نادرة من أرشيف الأساطير
أما القطعة الأكثر ندرة من حيث القيمة الرمزية، فهي ساعة Ferrari Formula من تصميم كارتييه، وكانت هدية شخصية من إنزو فيراري إلى الصناعي الإيطالي الشهير جياني أنييلي، أحد أبرز رموز صناعة السيارات ومالك مجموعة فيات.
الساعة أنتجت في إصدار محدود يضم 50 قطعة فقط، والنموذج المعروض في المزاد يحمل نقشًا باسم المحامي جياني أنييلي "L’Avvocato Gianni Agnelli"، ورقمه 30 من أصل 50 نموذجًا.
تُقدَّر قيمة هذا النموذج بين 10.8 ألف دولار و21.6 ألف دولار أمريكي، وهو يمثّل تجسيدًا أنيقًا للتقاطع بين عالم السباقات والدبلوماسية الصناعية الإيطالية.
وتتصدّر خوذات السباق المشهد بدورها، بما في ذلك خوذة موقعة من عام 2005، وأخرى أقدم تعود لعام 1991 تُحيي لحظة ظهور شوماخر الأول في الفورمولا 1، إلى جانب خوذة حديثة لتشارلز لوكلير من موسم 2022، جميعها ضمن نطاق تقديري يراوح بين 10.8 ألف دولار و16.2 ألف دولار أمريكي.
RM Sotheby's
ومن القطع التي تحمل طابعًا شخصيًا عميقًا، تُعرض قفازات ارتداها شوماخر في سباق ألمانيا لعام 2000 بسعر يصل إلى 6.5 ألف دولار أمريكي كحد أقصى، إلى جانب حذاء سباق موقع من لويس هاميلتون يعود لعام 2014، وآخر من توقيع آيرتون سينا حين كان مع ماكلارين هوندا، يُتوقع أن يُباعا بأسعار تراوح بين 7.5 ألف دولار و12.9 ألف دولار أمريكي.
واحدة من أبرز المفاجآت التي تضمنها المزاد تمثّلت في إدراج دراجة نارية فريدة من طراز Honda CBR 1000RR SC59 تعود لعام 2010، صُممت خصوصًا لمايكل شوماخر لاستخدامها خلال أيام الاختبارات خارج مسارات الفورمولا 1، في فترة انشغاله برياضة الدراجات النارية بعد اعتزاله الأول.
هذه الدراجة النادرة، التي تُعد بمثابة تجسيد لولع شوماخر بالسرعة على عجلتين، تُعرض في المزاد بقيمة تقديرية تراوح بين 27 ألف دولار و38 ألف دولار أمريكي، لتُقدّم لهواة جمع المحركات فرصة استثنائية لامتلاك آلة حملت توقيع أحد أعظم الأسماء في تاريخ الرياضة.
ومع وجود تذكارات تبدأ أسعارها من 50 دولار فقط، بين قبعات، وزجاجات مياه، وتصاريح موقعة، يُعد هذا المزاد فرصة نادرة لهواة السرعة لامتلاك جزء أصيل من تاريخ الفورمولا 1، في جلسة تُطرح فيها القطع بلا حد أدنى، تاركة الكلمة النهائية لشغف الجمهور.