حين تُعرض لوحة واحدة بسعر 21.5 مليون دولار داخل آرت بازل ميامي بيتش Art Basel Miami Beach، فالأمر لا يتعلق بمجرد قطعة فنية، بل بمؤشر واضح على ما وصلت إليه سوق جان ميشيل باسكيا. هنا تحديدًا تصعد لوحة Onion Gum (علكة البصل) إلى الواجهة بوصفها واحدة من أغلى الأعمال في النسخة الثالثة والعشرين من المعرض، في وقت باتت فيه أسعار باسكيا خلال العقد الماضي تتحرك بثبات صاعد لا يهدأ.
وما يزيد اللوحة حضورًا هو أنها ليست عملاً يظهر ثم يختفي، بل قطعة ظلّت تتنقل باستمرار بين المعارض والمزادات، لتراكم حولها تاريخًا سوقيًا لا يقل إثارة عن حضورها البصري. تعود لوحة "علكة البصل" إلى عام 1983، وتأتي في تكوين مربع كبير يهيمن عليه رأس أبيض ضخم تحيط به علامات وإشارات ونصوص مكتوبة بخط اليد، من بينها عبارة صُنع في اليابان، إلى جانب جملة أخرى تحمل عنوان العمل وتربط مذاق العلكة بطعم البصل.
Sotheby’s
وعند تتبّع مسارها العلني، تظهر أول محطة بارزة في مزاد عام 2012، حين بيعت في سوذبيز مقابل 7.36 مليون دولار. وبعد سنوات، أعاد مالكها طرحها للبيع في 2016 ضمن مجموعة أعمال أخرى لدى سوذبيز أيضًا؛ ورغم أن التقديرات عندها راوحت بين 7 ملايين دولار و10 ملايين دولار، فإن المطرقة توقفت عند 6.6 مليون دولار. ومع ذلك، لم يتحول الفرق إلى خسارة فعلية، إذ إن صفقة الشراء الأولى، كما ذُكر، كانت موفقة بما يكفي لتمنح المالك هامش أمان.
لكن مسيرة "علكة البصل" لا تُقرأ عبر أرقام المزادات فحسب، لأن اللوحة دخلت لاحقًا في مساحة أكثر تعقيدًا من السوق: التمويل المضمون بـالأعمال الفنية. ففي عام 2017، أدرجت شركة فان دي ويغي Van de Weghe, Ltd، العمل ضمن ضمانات قرض حصلت عليه من بنك People’s United Bank, National Association، قبل أن تعود اللوحة نفسها لتظهر مجددًا لتكون ضمانًا لقرض جارٍ من بنك M&T Bank قُدم في مارس 2024، وفقًا للوثائق العامة. وبذلك، تتحول اللوحة الفنية من عمل يُقتنى للعرض إلى أصل يُستند إليه ماليًا، وهو تفصيل يشرح لماذا تُعامل اليوم بوصفها إحدى القطع الثقيلة في سوق باسكيا.







