قد يبدو ذلك الطوق الرفيع المصقول بطلاء اللك الأسود، والذي يحتضن ألماسة ضخمة باللون الأصفر الزاهي وكأنه تصميم عصري وُلد في السنوات الخمس الماضية، لا سيّما أن الكثير من دور الجواهر الراقية تقدم اليوم نسخًا مشابهة.
لكنّ لهذا العقد اللافت من بيلبيرون جذورًا تصميمية ترجع إلى عام 1933، وهو ليس سوى مثال واحد على التأثير الدائم لحركة الآرت ديكو في عالم الجواهر المعاصر.
هذا العام، ومع احتفال هذا الأسلوب الفني بمئوية "المعرض الدولي للفنون الزخرفية والصناعات الحديثة" الذي أقيم في باريس، والذي انبثق عنه اسم هذه الحركة، لم يعد المصممون مضطرين إلى الاحتفاء بهذه المدرسة الفنية التي أبصرت النور في مطلع القرن الفائت. فخطوطها النقية، وأشكالها الهندسية، والمزج غير التقليدي بين المواد، باتت من ثوابت التصميم المعاصر.
يرجع العديد من الأشكال الزخرفية الأكثر شيوعًا اليوم إلى المشهد التحولي الذي غلب على فن الآرت ديكو في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
آنذاك، تراجعت مصادر الإلهام النباتية المميزة لحقبة الزمن الجميل لصالح تصاميم أكثر جرأة وإثارة مثل نمر كارتييه. هذا القط المفترس تحوّل إلى رمز راسخ في الخارطة الجينية لدار كارتييه، وجاء ليمثل استقلالية المرأة المتنامية في تلك الفترة، وهي قضية تبنّتها إحدى أشهر نساء القرن الماضي، واليس سيمبسون، دوقة وندسور، التي عُرفت بشغفها بجمع الجواهر المزدانة بشكل النمر الرشيق. يشبه مشبك Cartier Panthère عتيق الطراز من Yafa Signed Jewels سوارًا نادرًا كانت تمتلكه سيمبسون، الأمر الذي أسهم في تقدير قيمته بملايين الدولارات.
فضلاً عن ذلك، أدت التقنيات الحديثة في تلك الحقبة دورًا بارزًا في الدفع قدمًا بتصميم الجواهر بأساليب لا تزال أصداؤها تُسمع حتى اليوم. فعصر السيارات الوليد آنذاك فجّر شغفًا بالآلات، ما انعكس في تفاصيل مثل قَطع الكابوشون الكروي الذي يستحضر محامل الكرات والذي تباهى به العديد من إبداعات كارتييه في تلك الفترة.
اليوم، تكشف أحجار كريسوبراس بقطع كابوشون، التي يتزيّن بها عقد من مجموعة كارتييه لعام 2025 من الجواهر الراقية عن التماثل الأنيق لهذا الشكل الذي حافظ على استمرارية حضوره. أما الأقواس الألماسية المتدرجة في سوار جديد من غراف، فتذكر بالقمة المستدقة لمبنى كرايسلر، في إشارة إلى رمز كلاسيكي آخر من رموز الآرت ديكو.
قد يُصدم صنّاع الجواهر الذين تركوا بصماتهم على تلك الحقبة لرؤية سيارات ذاتية القيادة..
وهواتف ذكية وحواسيب خارقة في العصر الرقمي.
لكن من المؤكد أنهم كانوا سيُسرّون بمعرفة أن إبداعاتهم، التي استلهمت من روح زمانهم، لا تزال تلهم عالم الجواهر في القرن الحادي والعشرين، وكأنها خرجت من تحت أيديهم قبل مئة عام.
الألماس الملوّن
Harry Winston
الألماسة الزهرية
اكتسب هاري وينستون شهرته بوصفه ملك الألماس بسبب اقتنائه الأحجار الأشد ندرة في العالم، وأبرزها ألماسة هوب Hope الشهيرة بلونها الأزرق العميق ووزنها البالغ 45.52 قيراط، والتي تبرّع بها لمتحف التاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة عام 1958.
وعلى خطى والده، قدّم ابنه رونالد وينستون (الذي لم يعد مرتبطًا بالدار) في عام 2023 ألماسة وينستون الحمراء Winston Red النادرة التي تزن 2.33 قيراط إلى المتحف نفسه، حيث عُرضت للمرة الأولى هذا العام.
والحقيقة هي أن الرئيسة التنفيذية للدار، نايلة حايك، التي تشغل أيضًا منصب رئيسة مجلس إدارة مجموعة سواتش المالكة، بقيت وفية لشغف المؤسس بالألماسات الملوّنة الفاخرة.
ومن بين كنوز الدار اليوم ألماسة وينستون الزرقاء Winston Blue البالغ وزنها 13.22 قيراط وألماسة Winston Pink Legacy التي تزن 18.96 قيراط وتتباهى بلون زهري زاهٍ.
وقد أضافت الدار أخيرًا إلى مجموعتها حجرًا باللون الزهري الزاهي المكثّف، يتمايز بقطعه الوسادي ويزن 5.22 قيراط. رُصّع هذا الحجر على خاتم من البلاتين والذهب الوردي عيار 18 قيراطًا وأحاطت به حجارة من الألماس الأبيض تزن نحو 1.64 قيراط، ليجد مكانه المنتظر في مجموعة تليق بمتحف.
DAVID BRINN WILLIAMS
خاتم من البلاتين والذهب الوردي، مرصّع بحجارة من الألماس الأبيض في محيط ألماسة زهرية بالقطع الوسادي تزن 5.22 قيراط.
السوار
Santi
سوار من الإسبنيل
يعكس هذا السوار - المرصّع بعشرة أحجار عتيقة الطراز من الإسبنيل بالقطع ثماني الأضلاع، مصدرها أفغانستان (طاجيكستان حاليًا) وتعود إلى القرن التاسع عشر - مقدرة المصمّم كريشنا تشودري في دار سانتي على الوصول إلى أحجار تاريخية متفردة.
تتخذ عائلة تشودري من جايبور مقرًا لها منذ عشرة أجيال، وقد دأبت على تزويد مهراجات الهند والنبلاء بالجواهر على مدى قرون.
أما تشودري، البالغ من العمر 36 عامًا والذي درس الفنون قبل أن يتحوّل إلى عالم الجواهر، فقد اختار شقّ طريقه الخاص عبر توظيف الأحجار القديمة في تصاميم هندسية معاصرة.
بسبب طابع التصميم المعقّد لهذا السوار الهيكلي المصنوع من التيتانيوم والمزدان بشبكة متداخلة من الألماس بقطع باغيت المعدّل، استغرق إنجازه ثلاث سنوات من العمل. لكن النتيجة كانت تستحق الانتظار.
PHOTOGRAPHED BY JANELLE JONES \ STYLED BY MIAKO KATOH
سوار من سانتي، صيغ هيكله من البلاتين المزادن بشبكة متداخلة من الألماس، ورُصّع بعشرة أحجار من الإسبنيل عتيق الطراز.
الحلي التاريخية
Glenn Spiro
Materials of the Old World
لأكثر من عقد من الزمن، دأب صانع الجواهر البريطاني غلين سبيرو وابنه جو على جمع مشغولات ذهبية تعود إلى قبائل باولي Baoulé في القرن السابع عشر، مشغولة يدويًا ومزخرفة بنقوش دقيقة نفّذها حرفيون أفارقة.
وفي هذا العام، جمع سبيرو بين تلك العناصر الزخرفية وقطع من الألماس العتيق وكنوز أخرى تعود إلى قرون مضت، ضمن مجموعته الجديدة Materials of the Old World (مواد من العالم القديم).
يقول سبيرو الأب، المعروف بأسلوبه غير التقليدي في ترصيع الأحجار النادرة: "بإمكانك ارتداء قطعة عمرها آلاف السنين بطريقة معاصرة وأنيقة".
بين يديه، تتحوّل التصاميم اللافتة، مثل هذا العقد الذي يتزيّن بشظايا من مشغولات باولي الذهبية، وخرز من الكهرمان العتيق، وأحجار من الألماس، إلى أعمال تلفت الأنظار ليس بسبب سعرها أو وزنها، بل بسبب تركيبتها المبهرة.
PHOTOGRAPHED BY JANELLE JONES \ STYLED BY MIAKO KATOH
عقد من غلين سبيرو يتزيّن بشظايا من مشغولات باولي الذهبية، وخرز من الكهرمان العتيق، وأحجار من الألماس.
جوهرة العام
Van Cleef & Arpels
عقد Noeuds Marins
يشكّل هذا العقد الفاخر درّة التاج في مجموعة الجواهر الراقية Treasure Island (جزيرة الكنز) التي أطلقتها فان كليف أند آربلز في ميامي مطلع هذا العام ضمن أمسية فاخرة أقيمت في متحف فيزكايا وتخللتها عروض لراقصين بزي القراصنة.
صيغ العقد من الذهب الأبيض ورُصّع بالألماس، وبحجر من زمرد كولومبيا بالقطع الزمردي يزن 31.99 قيراط، واكتمل بقلادة ضخمة من الفيروز بقطع كابوشون. ويُعد هذا التصميم خير مثال على الجمع المتقن بين البراعة في الترصيع واختيار الألوان.
وبالرغم من أن عُقده الملتوية، التي تحاكي عُقد الحبال البحرية، تعكس موضوع المجموعة، إلا أن مصدر الإلهام الحقيقي هو تصميم من سجلات الدار يعود إلى عام 1979.
وعلى غير ما هو عليه حال سلفه ذي الطابع المتحفظ نوعًا ما، يتميّز هذا العقد بقيمة أعلى من حيث الأحجار والحرفية، ويُمكن التزيّن به من دون القلادة الفيروزية، أو مع قلادة منفصلة بشرّابة، مرصّعة بالألماس والفيروز والزمرد.
PHOTOGRAPHED BY DAVID SCHULZE \ STYLED BY SALLY MORRIS CLARK
عقد مشغول من الذهب الأبيض ومرصّع بالألماس وبحجر من زمرد كولومبيا بالقطع الزمردي، وتكمّله قلادة ضخمة من الفيروز.
انبعاث القديم
Belperron
عقد Toggle Torque
يعرف هواة جمع الجواهر هذا التصميم حق المعرفة. فقد ابتكرته سوزان بيلبيرون عام 1933 على هيئة سلك أسود مطلي باللك يلتف حول زر من الألماس، فجسّد مفهومًا بدا بالغ الحداثة وغريب الأطوار آنذاك.
وما لبثت أن استحوذت عليه مصمّمة الأزياء الطليعية إلسا شياباريللي وأدرجته في مجموعتها الخاصة. اليوم، يمكن تلمّس تأثير هذا العقد في العديد من مجموعات المصممين الذين يحاكون عبقرية بيلبيرون.
لكن من أقدر على تكريمه من نيكو لاندرغان، الرئيس الحالي لدار بيلبيرون؟ فعندما اقتنى ألماسة ضخمة من منجم قديم، تتمايز بلون أصفر زاهٍ، وقطع براق، ودرجة نقاء VS2فيما تزن أكثر من 65 قيراطًا، اختار لها تصميم Toggle Torque البسيط بوصفه أفضل إطار لإبراز تفرّد الحجر الثمين.
PHOTOGRAPHED BY JANELLE JONES\ STYLED BY MIAKO KATOH
طوق مصقول باللك الأسود، يتوّج مركزه حجر ألماسي بالقطع البراق، ويتباهى بلون أصفر زاهٍ، ويزن أكثر من 65 قيراطًا.
الترصيع
Hemmerle
خاتم من البرونز المنحوت والذهب الأبيض والتورمالين
في تجسيد متقن للجماليات المعمارية التي تشتهر بها تصاميم هيمرلي، يحتضن هذا الخاتم المصنوع من البرونز المنحوت في تصميم جريء حجرًا من تورمالين الكروم يزيد وزنه على ستة قراريط، ويتميّز بلونه الأخضر المكثّف والمشبع الذي ينبعث ضياؤه في محيط أحجار من التسافوريت تزن خمسة قراريط.
يقول كريستيان هيمرلي، الذي يمثل الجيل الرابع في الدار: "إن التفاعل بين الأشكال الحادة البنيوية وبريق الأحجار المتدفق يخلق توترًا بصريًا حيويًا".
مع زوجته ياسمين، يضع الثنائي بصمتهما الخاصة على اسم العائلة مع الحفاظ على إرثها الحداثي. وفي خطوة لافتة لتجربة أكثر حصرية، انتقلت الدار هذا الربيع من موقعها التاريخي في متجر ماكسيميليانشتراسه، الذي شغلته على مدى 120 عامًا، إلى صالون مشرق في الطابق العلوي من الشارع نفسه في ميونخ.
Hemmerle
خاتم مشغول من البرونز المنحوت والذهب الأبيض، ومرصّع بأحجار من التسافوريت في محيط حجر من تورمالين الكروم.
حس الابتكار
Nikos Koulis
Wish Collection
بدأت فكرة التصميم من ذكرى طفولة عن زهرة الهندباء، وبذورها الناعمة المتطايرة في مهبّ الريح. يتذكر الصائغ اليوناني نيكوس كوليس تلك اللحظة قائلاً: "كان ذلك أول لقاء لي مع السحر"، في إشارة إلى انبهاره بجمال الطبيعة البسيط.
وقد أثّرت فيه تلك اللحظة لدرجة أنه أمضى العامين الماضيين في إعادة تجسيد هذه الروح الشفافة باستخدام المعدن والألماس.
تمثلت النتيجة في مجموعة Wish المشغولة من الألمنيوم المنحوت خفيف الوزن، والمرصّعة بأحجار من الألماس تبدو كأنها تطفو فوق قواعدها (ثُبّتت الحجارة باستخدام مخالب ذهبية معلّقة).
بين الجرأة والرقة، يقدّم كوليس وهجًا بصريًا خادعًا، تكشف تفاصيله الدقيقة عن براعة تقنية متفردة، وقدرة مدهشة على تحويل لمحة من الحنين إلى تحفة معاصرة بمختلف المقاييس.
Nikos Koulis
سوار من مجموعة Wish، مشغول من الألمنيوم المنحوت ومرصّع بألماسات تبدو كأنها تطفو فوق قواعدها.
التصميم المستلهم من السجلات التاريخية
Tiffany & Co.
عقد Star Burst
يقّدم عقد Star Burst من تيفاني آند كو أصدق تفسير لما ينبغي أن تكون عليه الجواهر الراقية: أحجار متفردة، وحرفية متقنة، ولعبة آسرة من الألوان والتوهج والتصميم الخيالي.
استُلهمت هذه التحفة من رسومات أرشيفية للمصمم الأسطوري جان شلومبرجيه الذي لمع اسمه في القرن العشرين، وقد صيغت باستخدام 64 قيراطًا من أحجار الأوبال البلوري التي تتلألأ بتدرجات الأحمر والبرتقالي والأزرق والأخضر فيما تحيط بها أشكال نجمية من الألماس.
ويهدف تصميم القلادة إلى استحضار صورة مجرّة متوهّجة في قطعة فنية قابلة للارتداء، بموازاة الإيحاء إلى الطابع الكوني للأحجار الكريمة.
Tiffany & Co.
عقد Star Burst المرصّع بأحجار من الألماس تستحضر شكل نجوم تغتسل بالضياء وتزيدها ثراء أحجار من الأوبال البلوري.
التصميم عتيق الطراز
Yafa Signed Jewels
مشبك Cartier Panthère
على مدى أربعة عقود، كانت Yafa Signed Jewels وجهة مفضلة لاقتناء القطع القديمة القابلة للجمع والتي تحمل توقيع دور مرموقة مثل كارتييه، وفان كليف أند آربلز، وهاري وينستون.
ومثال بارز على الجواهر التي يمكن العثور عليها في متجر الدار في بالم بيتش أو في مدينة نيويورك، هذا المشبك النادر للغاية من كارتييه، الذي يتخذ شكل النمر والذي يُعتقد أنه قطعة متفردة من ثمانينيات القرن الفائت.
يتميز المشبك بشكله المفصلي الذي يسمح له بالانسياب فوق الكتف أو الالتفاف بذيله على طية الصدر فيما يستحضر في تصميمه سوار Panthère الشهير الذي كان مملوكًا لدوقة ويندسور.
يبلغ طول المشبك سبع بوصات وعرضه بوصة واحدة، وقد صيغ من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا ورُصّع بألماسات بيضاء وصفراء وبنية، فضلاً عن حجرين من الزمرد للعينين. من الآمن القول إنك لن تشاهد قطعة مماثلة في العلن قريبًا.
PHOTOGRAPHED BY DAVID SCHULZE \ STYLED BY SALLY MORRIS CLARK
مشبك Cartier Panthère، صيغ من الذهب الأصفر، ورُصّع بألماسات بيضاء وصفراء وبنية، فضلاً عن حجرين من الزمرد للعينين.
مجموعة الجواهر الراقية
Cartier
Nature Sauvage
يسهل على دار عريقة مثل كارتييه أن تنقب عن الإلهام في سجلاتها التاريخية الزاخرة بمعاني الإبداع. لكن التحدي يكمن في تطوير التصاميم بطرق معاصرة. على أن كارتييه أنجزت هذه المهمة بنجاح، إذ تكشف مجموعة Nature Sauvage من الجواهر الراقية عن تطور في الرموز والتصاميم الأيقونية للدار الفرنسية بأساليب مرحة وغنية بالألوان.
ثمة إحساس بالحركة في الأشكال المنحنية التي تلتف حول الأذن أو تنسدل حول العنق كأنها وشاح حريري ناعم. وما يلفت الأنظار هو حس معاصر راسخ. فاعتماد كارتييه على الأحجار الخرزية يعود إلى بدايات القرن العشرين، غير أنه لا يزال يبدو نابضًا بالحيوية إلى يومنا هذا على ما يشهد عقد Le Voyage Recommencé الذي يتكون تصميمه الانسيابي من أحجار العقيق والإسبنيل والألماس والمشغول من البلاتين، إذ إنه يحقق توازنًا مثاليًا بين اللون والملمس والشكل.
ANTOINE PIVIDORI
عقد Le Voyage Recommencé، صيغ من البلاتين وازدان بأحجار من العقيق والإسبنيل والألماس.
الياقوت الأزرق
Graff
سوار من الألماس والياقوت
من غير المستغرب أن تقدّم غراف أحجارًا نفيسة متفردة. لكن عندما كشفت الدار عن مجموعتها الجديدة من الجواهر الراقية في مدينة نيويورك في نوفمبر الماضي، خطف حجر الياقوت الأزرق السيلاني غير المعالج، الذي يزهو بقطع وسادي ويزن 118.17 قيراط، الأضواء حتى في غرفة تعج بأحجار كريمة كفيلة بإبهار هواة الجمع الأشد خبرة.
فحجر ياقوتي بهذه الضخامة والنقاء يُعد نادرًا للغاية. وللتأكيد على تفرده، ثبّتته غراف فوق سوار من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطًا، تتوسطه أقواس معدنية متدرجة تحيط بالحجر المركزي، وتثريه ألماسات زنة 39.70 قيراط.
PHOTOGRAPHED BY DAVID SCHULZE \ STYLED BY SALLY MORRIS CLARK
سوار من الذهب الأبيض مرصّع بالألماس ويتوّج مركزه حجر من الياقوت الأزرق السيلاني زنة 118.17 قيراط.
مزيج الأحجار
Reza
خاتم Stride
على مدى عقود، حظيت دار ريزا بمكانة مرموقة بسبب تفرّد الأحجار الكريمة الملوّنة التي تقدّمها. واليوم، وتحت الإدارة الإبداعية لأوليفييه ريزا، نجل المؤسّس الراحل ألكسندر ريزا، تكتب الدار فصلاً جديدًا وجريئًا في مسيرتها إذ تثري إرثها العريق بروح معاصرة.
خير مثال على ذلك هذا الخاتم اللافت، الذي يوازن ببراعة بين اللون والتناسب والطابع العصري. يتوسط الخاتم حجر رائع من زمرد كولومبيا يزن 11.67 قيراط، وتحرسه ياقوتتان ورديتان زنة 1.71 و1.39 قيراط على التوالي.
وقد ثُبت هذا الثلاثي الحيوي في هيكل من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا يزهو بتشطيبات غير لامعة وأخرى مصقولة. يصف ريزا التزاوج بين اللونين الأخضر الحيوي والوردي العذب قائلاً إنه "تناغم غير متوقع"، ويسهل تبيّن السبب. أما ما يرقى بجاذبية الخاتم، فهو وضع الحجر الزمردي بين الأصابع، ما يخلق إيحاءً بأن الحجر يطفو برقة في مكانه.
CHRISTIE OLIVIERI
خاتم من الذهب الأصفر مرصّع بحجر من زمرد كولومبيا وحجران من الياقوت الوردي.
اللآلئ
Albert Boghossian & Edmond Chin
قرطان مرصعان باللؤلؤ والألماس والزمرد
يمثّل صانع الجواهر السويسري ألبرت بوغوصيان والمصمّم المقيم في هونغ كونغ إدموند تشين الثنائي الأكثر ديناميكية في عالم الجواهر الراقية. ففي العام الماضي، كشفا عن مجموعة Palaces Voyages الطموحة التي تضمّ جواهر ملوّنة استُوحيت من قصور تاريخية تمتد من الرياض إلى جايبور.
وفي الذكرى العاشرة لتعيينه مديرًا إبداعيًا لدى بوغوصيان، يستعرض تشين مهاراته الفنية في قطع لافتة، منها هذان القرطان المرصّعان بلؤلؤٍ طبيعي نادر على شكل قطرة بزنة 16 قيراطًا لكلّ منهما.
Albert Boghossian & Edmond Chin
قرطان للأذنين يزاوجان بين لؤلؤتين نادرتين، وألماستين إجاصيتي الشكل، وأحجار زمردية رُصفت على شكل أوراق.
وتثري القرطان أحجار زمردية منحوتة على شكل أوراق وألماستان إجاصيتا الشكل يزن كل منها 3 قراريط. يقول بوغوصيان، الذي يشرف على تنفيذ القطع في مشغله السويسري: "طورنا معًا تقنيات تتيح تفاعل الضوء مع الأحجار إلى أقصى حد، وذلك باعتماد أساليب ترصيع مبتكرة".
بعض هذه الأعمال يتطلّب إنجازه شهورًا عدة في سياق عملية دقيقة تستلزم مهارة الحرفيين، وتجريبًا إبداعيًا، وبالطبع، الكثير من الصبر.