تتعدّد الابتكارات والتقنيات في السيارات الخارقة بهدف رفع مستوى الأداء وتحسين تجربة القيادة، من دون المساس بالروح الحسية والفخامة التي يطمح إليها كل عاشق للسرعة. من المحركات الهجينة المتطورة إلى التصميمات الديناميكية والهندسة الميكانيكية المتقنة، تسعى كل علامة إلى إعادة تعريف ما يمكن أن يقدمه الطراز الجديد من تجربة قيادة لا تُنسى.
نستعرض في ما يأتي أقوى السيارات الخارقة في 2025 في السوق حاليًا، بدءًا من لامبورجيني ريفويلتو وصولاً إلى بورشه 911GT3 مستكشفين التطورات الهندسية والفنية التي تجعل كل واحدة منها فريدة في فئتها.
لامبورجيني ريفويلتو.. نظام هجين بلا تنازلات
في عالم السيارات الخارقة، غالبًا ما ترتبط كلمة "هجينة" بتقليل الانبعاثات أو تحسين استهلاك الوقود، وربما خفض الضجيج؛ لكن لامبورجيني ريفويلتو Lamborghini Revuelto تُعيد تعريف هذا المفهوم، مقدمة تجربة قيادة تجمع بين الأداء الفائق والطابع الحسي المميز للعلامة.
من اللحظة الأولى خلف المقود، يبدو كل شيء في ريفويلتو طبيعيًا وسلسًا: لا ثغرات في الاستجابة، ولا تردد في الأداء، ولا أي إحساس بأنك تقود سيارة هجينة. كل تفصيل مصمم ليبرز الطابع الميكانيكي الصافي للسيارة، ليجعل تجربة القيادة مباشرة ومتصلة بكل حركة.
في قلب هذه التجربة يعمل محرك V12 بسعة 6.5 لتر، يجمع بين القوة العالية والاستجابة الفورية، فيما تُضفي نغماته المميزة بعدًا صوتيًا يعكس شخصية السيارة في أثناء القيادة.
النظام الهجين هنا مختلف؛ فهو لا يقلل من قوة المحرك، بل يعززها من خلال دعم ذكي في اللحظات الحرجة، إلى جانب إضافة دفعة إضافية عند الحاجة، مع الحفاظ على الطابع العدواني والفريد للمحرك الأساسي. والنتيجة، سيارة هجينة لا تتنازل عن روحها الخارقة.
Lamborghini
ماكلارين 750S.. تطور يتجاوز التوقعات
تميل السيارات الرياضية متفوقة الأداء إلى البقاء في الأسواق لفترات أطول من نظيراتها من السيارات العائلية، إذ غالبًا ما تحتفظ هذه الطرز بتصاميمها الأساسية لسنوات، مع تحديثات تدريجية على الأداء أو التقنيات.
وفي هذا السياق، قد يبدو لك للوهلة الأولى أنّ McLaren 750S من ماكلارين ليست سوى نسخة مكرّرة من سابقتها، خصوصًا مع التشابه البصري الواضح. لكن هذا الانطباع سرعان ما يتبدّد عند التعمّق في التفاصيل. فالواقع مختلف تمامًا.
لا يُعد الطراز الجديد مجرّد تحديث شكلي، بل هو تطوير حقيقي جاء ليخلف طراز 720S الذي ظلّ حاضرًا منذ عام 2017. ووفقًا لما تؤكده ماكلارين، فإن أكثر من ثلث مكوّنات 750S جديدة كليًا من حيث التصميم والهندسة، ما يمنحها قاعدة تقنية محدثة ترتقي بها إلى مستوى جديد من الأداء والدقة.
من الناحية التصميمية، حصلت السيارة على واجهة أمامية أطول، بفضل موزع هواء أكثر بروزًا، وفتحات تهوية مستوحاة من ماكلارين آرتورا McLaren Artura ومدمجة أعلى أقواس العجلات الأمامية، إلى جانب تصميم جديد وخفيف الوزن للعجلات المصنوعة من سبائك الألمنيوم، فضلاً عن فتحة جانبية سفلية أكبر، تساعد على تحسين تدفق الهواء وتبريد المحرك بشكل أكثر كفاءة.
أما القلب النابض للسيارة التي تعد من أقوى السيارات الخارقة في 2025، فهو المحرك نفسه المستخدم في 720S، وهو محرك V8 بسعة 4.0 لترات مع شاحنَين توربينيين. لكن الأداء ارتفع بوضوح، إذ زادت القوة من 711 حصانًا إلى 740 حصانًا، ما ينعكس مباشرة على الأداء الديناميكي للسيارة ويُرسّخ مكانتها ضمن فئة السيارات الرياضية متفوقة الأداء.
McLaren
McLaren Artura.. بداية جيل جديد
فيما تستمر ماكلارين في ترسيخ إرثها في الأداء الخالص، تمثل أرتورا بداية جيل جديد من السيارات الهجينة متفوقة الأداء، جامعًة بين القوة والتقنية الحديثة.
تجمع السيارة بين محرك V6 بسعة 3.0 لترات، معزز بشاحن توربيني مزدوج ومحرك كهربائي مدمج لتقدّم تجربة قيادة متوازنة تناغم بين القوة، والرشاقة، والكفاءة. ورغم أن ماكلارين تؤكد أنها ليست بديلاً مباشرًا عن طرز الفئة الرياضية مثل 570S، إلا أن واقع الأداء يجعلها منافسًا جادًا في هذا القطاع.
من حيث التصميم، تحمل أرتورا لمسات مألوفة من طرز ماكلارين السابقة، من مقدمتها إلى جناحها الأمامي وخطوط الهيكل، مع أبعاد قريبة من 570S ولمسات أمامية مستوحاة من 750S. هذا المزيج يعكس لغة التصميم الرياضية للعلامة، لكنه يطرح تحديًا في التمييز بين الطرز، ما قد يؤثر على جاذبية السيارة لمن يبحث عن تجربة جديدة كليًا.
أما الهيكل، فهو أبرز نقاط القوة، وهو مصنوع بالكامل من ألياف الكربون في مركز ماكلارين لتكنولوجيا المركبات، ويتميز بصلابة فائقة تعزز ديناميكية القيادة.
الهندسة الميكانيكية بدورها تعكس مستوى دقة فائقًا، فقد جرى استبدال محرك V8 بسعة 4.0 لترات بمحرك V6 جديد بزاوية ميل 120 درجة، مع إعادة وضع الشواحن التوربينية لتحسين توزيع الوزن وكفاءة التبريد.
ناقل الحركة أصبح بثماني سرعات، مع دمج المحرك الكهربائي الذي ينتج قوة 94 حصانًا، مستمدًا طاقته من بطارية بقدرة 7.4 كيلوواط في الساعة خلف المقاعد، ما يضمن التوازن الديناميكي ويتيح القيادة الكهربائية الصامتة عند الحاجة.
McLaren
فيراري 296GTB.. ثورة المحركات الوسيطة
منذ نحو 47 عامًا، انطلقت سلسلة سيارات فيراري ذات المحرك الوسطي مع طراز 308، واستمرت بلا انقطاع حتى اليوم، مرورًا بمحطّات أيقونية مثل 458Speciale لتصل اليوم إلى 296GTB التي تجمع بين الإرث العريق والابتكار الحديث.
لكنّ 296GTB تمثّل نقطة تحوّل لافتة في هذه المسيرة، إذ تحمل تحت هيكلها أول محرّك V6 إنتاجي في تاريخ فيراري الحديث.
وبنظرة فاحصة تحت الغطاء، يظهر المحرك وقد أعيدت هندسته بزاوية انفتاح بين المصرفين تبلغ 120 درجة، ما أتاح مساحة لوضع لوحة حرارية معدنية مصقولة تتوسّط حجرة المحرك وتمنحها حضورًا فنيًا خاصًا.
النتيجة؟ أداء مذهل بقدرة إجمالية تبلغ 819 حصانًا، تُوزّع بين 654 حصانًا من محرّك V6 معزز بشاحن توربيني مزدوج و165 حصانًا إضافيًا من محرّك كهربائي مدمج.
ومع كل هذا، يظلّ الإحساس خلف المقود طبيعيًا بشكل مُدهش، فلا يوجد ضجيج توربيني، ولا إحساس كهربائي مبالغ فيه، بل سلاسة في التنفس الطبيعي تخدعك لتظنّ أنك تقود محركًا من المدرسة القديمة، مع مدى ثوري يصل حتى 8,500 دورة في الدقيقة.
Ferrari
بورشه 911GT3.. أداء متكامل على الطريق
في زمنٍ باتت فيه بعض الشركات تكتفي برفع قوة المحرك لتسويق طرزها الجديدة، اختارت بورشه مسارًا أكثر نضجًا وذكاءً. لم تُضاعف القوة، بل أعادت صياغة قدرات السيارة في مجالات أخرى أكثر تأثيرًا، مثل التماسك، والتوجيه، والانسيابية الهوائية، لتظهر Porsche 911 GT3 بوصفها سيارة فريدة، تتميز بأداء متكامل على الطريق.
تعتمد السيارة على محرك مسطح سداسي الأسطوانات بسعة 4.0 لترات، يعمل بالتنفس الطبيعي ويولّد قوة 502 حصان وقوة عزم دوران قدرها 346 نيوتن متر. هذه القوة الفورية واستجابة المحرك الدقيقة تشكل أساس تجربة القيادة، وتتفاعل بشكل مباشر مع بقية عناصر السيارة لتحقيق أداء متكامل.
Porsche
انحناءات الهيكل والجناح الخلفي محسّنة للانسيابية الهوائية، ما يمنح السيارة ثباتًا ممتازًا عند السرعات العالية ويعزز القدرة على التحكم في المنعطفات.
نظام التعليق ينقل هذا الثبات إلى شعور مباشر ومسيطر للسائق، فيما الهيكل يوازن بين الصلابة والمرونة، ما يسمح للسيارة بامتصاص تحديات الطريق من دون فقدان رشاقتها أو شخصيتها الرياضية المميزة.
هذه العناصر كلها تتضافر لتقدّم تجربة قيادة متكاملة، تتناغم فيها قوة المحرك مع الانسيابية ومزايا الديناميكية الهوائية ليشعر السائق بالتحكم الكامل، مع الحفاظ على الطابع الرياضي الفريد للسيارة، ولذا تعد من أقوى السيارات الخارقة في 2025.