في قرية أركفيل الصغيرة والهادئة بمقاطعة ألباني الأمريكية، التي تبعد حوالي ساعتين عن مدينة نيويورك وتقع في منطقة كاتسكيل الغربية، تقع ما يُعتقد أنها أكبر متاهة حجرية في العالم. تمتد المتاهة لمسافة نحو 518 مترًا، ويصل ارتفاع جدرانها إلى حوالي 3 أمتار، وقد صممها الفنان مايكل أيرتون، الذي ادعى أنها أول متاهة حجرية تُبنى منذ القرن الرابع أو الخامس الميلادي.
بُني هذا العمل المتعرج بتكليف من المصرفي الاستثماري وجامع الأعمال الفنية الراحل أرماند إيربف، وذلك ضمن ملكيته الريفية الواسعة، التي عُرضت أخيرًا للبيع بسعر 10 ملايين دولار.
وقد عرضها للبيع أبناؤه، تولومي وكورنيليا للبيع تحت إشراف كاثرين جونسون من ويليام بيت سوذبيز إنترناشونال ريالتي William Pitt Sotheby’s International Realty. وإذا بيعت الملكية التي تمتد على مساحة 280 فدانًا بهذا السعر، فإنها قد تسجل رقمًا قياسيًا في مقاطعة ديلاوير.
المنزل الرئيس، الذي بُني في الأصل عام 1970، خضع لتجديد شامل في عام 2016. تبلغ مساحته نحو 492 مترًا مربعًا، وتميزه غرف المعيشة والطعام ذات الطابع الكلاسيكي المستوحى من الطراز الاستعماري المحدث مع مطبخ عصري فاخر يغلب عليه تصميم خشبي ولمسات من الكروم.
William Pitt Sotheby’s International Realty
كما يضم المنزل ثماني غرف نوم وسبعة حمامات، إلى جانب درج حلزوني صغير يقود إلى قبة مراقبة تُشبه عش الغراب وتُتيح إطلالات ساحرة على الغابات المحيطة.
أما في الخارج، فتتكامل تجربة العيش في الطبيعة مع مسبح أنيق يحيط به فناء واسع من الحجر الأزرق، ومسبح أنيق آخر مرفق ببيت ضيافة يضم مطبخًا صغيرًا.
كما تحتضن الملكية بضعة مواقف للسيارات، وإسطبل خيول يتسع لخمسة أحصنة، بالإضافة إلى ملاعب تنس مكن تحويلها إلى ملاعب بيكل بول حسب الحاجة. ويتصل المنزل الرئيس عبر درج مغطى من خشب الأرز، بمنزل ضيافة يضم ثلاث غرف نوم إضافية.
William Pitt Sotheby’s International Realty
على أن ما يُضفي طابعًا فريدًا على العقار هو ما يحيط به من طبيعة خلابة. يشمل ذلك ممرات من الحجر الأزرق تتناغم مع بركة مياه هادئة ومجريين مائيين يُمكن استخدامهما للصيد والسباحة، وأكثر من 16 كيلومترًا من المسارات الطبيعية المشذبة.
يُذكر أن إيربف كان جامعًا فنيًا وعضوًا في مجلس إدارة متحف ويتني للفن الأمريكي، وقد زوّد الملكية بحوالي 20 منحوتة معاصرة، إلى جانب المتاهة، وتُعرض جميعها للبيع مع العقار. ومن بين الفنانين الذين أنجزوا تلك الأعمال، النحات الفرنسي جيان روبرت، والنحات الأمريكي هانز فان دي بوفينكامب.
توفي آرماند إيربف بشكل مفاجئ في عام 1971، بينما كان يشغل منصب الشريك الرئيس في شركة الاستثمارLoeb, Rhoades & Co، بحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز.
وبالإضافة إلى عمله في مجال الاستثمار وجمع الأعمال الفنية، فقد أدى دورًا بارزًا في تمويل إعادة إطلاق مجلة نيويورك أواخر الستينيات. وإلى جانب المنزل الفاخر في أركفيل، كانت عائلته تمتلك مقرًا رئيسًا في العنوان الفخم 820 فيفث أفينيو بمدينة نيويورك، أحد أرقى المباني السكنية الكلاسيكية المطلة على سنترال بارك.