تعود دار الساعات السويسرية العريقة أوديمار بيغه، التي تتخذ من لو براسوس مقرًا لها وتحتفل هذا العام بمرور 150 عامًا على تأسيسها، إلى المشاركة في معرض واتشز آند وندرز أو ساعات وعجائب Watches and Wonders في نسخته لعام 2026، بعد غياب دام خمس سنوات. 

وكانت الدار قد انسحبت قبل انعقاد نسخة 2019، حين كان المعرض لا يزال يُعرف باسم الصالون الدولي للساعات الراقية SIHH Salon International de la Haute Horlogerie، مبرّرة قرارها آنذاك بقولها "أعمال أوديمار بيغه تشهد تغييرات، لذا قررت الشركة استكشاف اتجاهات جديدة من أجل بناء علاقات أوثق وأكثر مباشرة مع الزبائن النهائيين وعشاق الساعات حول العالم".

لكن الزمن تغيّر. فالعالم مرّ بجائحة كوفيد-19، وظهرت تحديات جمركية جديدة، كما تولّت قيادة الدار رئيسة تنفيذية جديدة هي إيلاريا ريستا. ومع هذه التحولات، يبدو أن العودة اليوم تحمل في طياتها رمزية كبرى تعكس ديناميكية المرحلة المقبلة لأحد الأسماء المرموقة في صناعة الساعات.

ومع إطلاقها لساعة Royal Oak Perpetual Calendar التي وُصفت بالثورية، يُتوقع أن تحمل عودتها المزيد من المفاجآت، وعلى محبيها أن يستعدوا لقوائم الانتظار الطويلة التي لطالما ارتبطت بإبداعاتها.

انضمام أوديمار بيغه إلى المعرض يرفع عدد العلامات الكبرى المشاركة إلى أربع من بين أكبر خمس علامات سويسرية في قطاع الساعات. 

ويمثل قرارها بالعودة توسعًا لافتًا في نطاق العلامات العارضة، ويعزز مكانة واتشز آند وندرز كأكبر وأهم تجمع صناعي على روزنامة عالم الساعات، لا سيما بعد أن أصبح يشمل أيامًا مفتوحة أمام الجمهور إلى جانب الأيام المهنية المخصصة للقطاع.

يضم المعرض مجموعة من العلامات الرائدة التي ترسخ مكانته، على رأسها رولكس وباتيك فيليب، إلى جانب علامات مجموعة ريشمونت Richemont SA السويسرية، بما في ذلك آي. لانغيه أند صونه وكارتييه وآي دبليو سي شافهاوزن وفاشرون كونستانتين، إضافة إلى علامات مجموعة إل في إم إتش مثل بولغري وتاغ هوير وزينيث، فضلًا عن هيرميس وشانيل. 

بعد انقطاع دام خمس سنوات.. أوديمار بيغه تعود إلى معرض واتشز آند وندرز

Audemars Piguet

ولا يقتصر المعرض على المجموعات الكبرى فحسب، بل يفتح المجال أمام الصناع المستقلين مثل أوريس Oris ونوركان Norqain، والعلامات الدولية البارزة بما فيها غراند سيكو Grand Seiko اليابانية ونوموس Nomos الألمانية.

ومع ذلك، ليست أوديمار بيغه وحدها من ستنضم إلى أجواء جنيف في أبريل المقبل، إذ ستشارك أيضًا علامات رفيعة المستوى مثل L’Epée 1839، صانعة الساعات المكتبية الفاخرة، إلى جانب Credor، وCorum، وFavre Leuba، وCharles Girardier، وBehrens، وBianchet، وB.R.M Chronographes، وMarch LA. B، وSinn Spezialuhren، وبذلك، سيرتفع العدد الإجمالي للعلامات المشاركة من 60 في عام 2025 إلى 66 علامة في 2026.

في المقابل، ستغيب أربع علامات سبق أن شاركت في المعرض عن نسخة العام المقبل، وهي مون بلان التابعة لمجموعة ريتشمونت، وبيل أند روس الفرنسية-السويسرية، وSpeake-Marin السويسرية، وMeisterSinger الألمانية.

كما ستعزز بعض العلامات، مثل إتش موزر آند سي وفريدريك كونستانتين، حضورها من خلال الانتقال إلى داخل قاعات باليكسبو، وهي مساحات أكبر وأكثر مركزية. أما منطقة Carré des Horlogers المخصصة لصانعي الساعات المستقلين، فستشهد توسعًا لافتًا بزيادة عدد العارضين من 16 إلى 23 علامة، مع امتداد إضافي إلى الطابق النصفي حيث سيرتفع عدد المشاركين من 9 إلى 15.

في المقابل، تواصل مجموعة سواتش، بما في ذلك علامتها الأكثر مبيعًا أوميغا، مقاطعة المعرض، كما أن بريتلينغ السويسرية، لا تزال خارج قائمة المشاركين.

بالمقارنة، فقد استضاف معرض بازل Baselworld في نسخته الأخيرة عام 2019 ما بين 130 و150 علامة. لكنّ كثيرين يرون أن حصرية واتشز آند وندرز  وارتباطه بالقطاع الفاخر يمنحانه جاذبية خاصة، حتى وإن ظل أصغر حجمًا. 

ولا يتوقف الطموح عند حدود المعرض وحده، بل يتجاوز ذلك ليشمل مدينة جنيف بأكملها. فإلى جانب البرنامج الرسمي الممتد من 14 حتى 20 أبريل 2026، سيشهد الزوار فعاليات خاصة في المتاحف والمتاجر والمطاعم، إضافة إلى برامج تعليمية وتجارب غامرة لعشاق الساعات، ولا سيما أولئك الذين لا يتمكنون من دخول قاعات المعرض. 

وفي هذا السياق، صرّح ماثيو هومير، الرئيس التنفيذي لمؤسسة واتشز آند وندرز  لمجلة Robb Report قائلًا: "إن نسخة 2026 ستتوسع لتشمل المزيد من الفعاليات والاجتماعات والتجمعات في مدينة جنيف خارج قاعة المؤتمرات بالقرب من المطار حيث يقام الصالون، ما يشكل نقطة تحول في سعينا لترسيخ مكانة جنيف بوصفها وجهة رائدة".