عادةً ما يقترن اسم الطائرات القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا VTOL مع المحركات الكهربائية كونها المفضلة للشركات التي تعمل في هذا القطاع. ولكن Sirius Aviation كان لها وجهة نظر أخرى، إذ فضلت الاعتماد على الهيدروجين ليكون مصدر الطاقة لطائراتها المستقبلية. 

الشركة السويسرية كشفت عن طرازين من الطائرات القادرة على الإقلاع والهبوط عموديًا والتي تعتمد على محركات الهيدروجين. وبحسب تصريحات الشركة، فإن هذه الطائرات ستكون جاهزة للإقلاع والاستخدام التجاري بدايةً من عام 2025 رغم البدء في تطويرها هذا العام. 

تأتي الطائرات الجديدة بالتعاون مع ورشة بي إم دبليو للتصميم ومجموعة Sauber الشهيرة. وبينما تقول الشركة إن المحركات تعتمد على الهيدروجين، إلا أنها في الحقيقة ستكون هجينة إذ تجمع بين الهيدروجين والطاقة الكهربائية، وذلك من أجل ضمان رحلة خالية من الانبعاثات الكربونية. 

طراز Sirius Business Jet

تخطط الشركة لإطلاق طرازين خلال العام المقبل: الطراز الأول وهو Sirius Business Jet مخصص لرجال الأعمال على ما يوحي اسمه. تسع الطائرة من هذا الطراز 3 ركاب فقط، وتحلق على ارتفاعات تصل إلى 48 ألف كيلومتر بسرعة تصل إلى 520 كيلومترًا/الساعة، فيما يتجاوز مداها 1800 كيلومتر. ولكن نقطة التميز الحقيقية في الطائرة هي انخفاض الضوضاء التي تنتجها، إذ لا تتجاوز 60 ديسبل. 

أول طائرة VTOL في العالم تعمل بالهيدروجين تستعد للإقلاع في العام المقبل

Sirius

طراز Sirius Millennium

أما طائرة Sirius Millennium، المخصصة للرحلات التجارية، فتسع 5 ركاب، ولكنها تقدم أداء مماثلاً لما يتيحه طراز Sirius Business Jet باستثناء مدى السفر، وذلك لأن خزان الوقود أصغر قليلاً مما هو عليه في شقيقتها بفضل زيادة عدد المقاعد، ليصبح بذلك المدى الذي يمكن تحقيقه في حدود ألف كيلومتر فقط، وهو مدى مناسب للعديد من الرحلات الداخلية والدولية. 

تؤذن طائرات سيريوس Sirius الجديدة بمستقبل باهر للطيران المستدام بفضل سرعتها الكبيرة والمدى المرتفع الذي تستطيع تغطيته وذلك مقارنةً بالطائرات الكهربائية بالكامل التي تنتمي إلى الفئة ذاتها eVTOL. على سبيل المقارنة، فإن أسرع طائرة eVTOL قيد التطوير حاليًا تستطيع الوصول إلى سرعة قصوى قدرها 330 كيلومترًا/الساعة في مدى لا يزيد على 240 كيلومترًا، وهي طائرة Joby S4. 

تمايز طائرات Sirius يأتي بفضل اعتمادها على الهيدروجين بشكل رئيس بدلاً من الوقود الأحفوري أو البطاريات الكهربائية فحسب، وهو ما يجعلها تحصل على 3 أضعاف القوة من نسبة الوقود نفسها مقارنة بوقود الطائرات التقليدي. وربما كان هذا السبب الذي دفع الكثير من شركات الطيران للاستثمار في تصميم محركات الهيدروجين لطائراتها. وبعكس Sirius، فإن هذه المحاولات لم تحصل على شهادات الوقود أو الضوء الأخضر بعد. 

رغم وفرة المعلومات عن منظومة الطاقة والمحركات، إلا أن التفاصيل عن هيكل وتصميم طائرات Sirius تظل شحيحة، إذ اكتفت الشركة بالتأكيد على مراعاة قوانين المقاومة الهوائية والمزج في التصميم بين الطائرات النفاثة والطائرات المروحية، فضلاً عن الاعتماد على 20 مروحة كهربائية من أجل الإقلاع العمودي.