منذ أن ظهرت بنتلي كونتيننتال جي تي Bentley Continental GT للمرة الأولى عام 2002، شكّلت هذه السيارة نقطة تحوّل مصيرية في تاريخ العلامة البريطانية العريقة، إذ يُمكن القول إنها أنقذت بنتلي من شبح الاندثار، وفتحت أمامها بوابة العبور إلى القرن الحادي والعشرين بثقة وقوة.
ومع تدشين الجيل الرابع من كونتيننتال جي تي في العام الماضي، يبدو أن هذه الأيقونة لم تبلغ ذروة إمكانياتها بعد. فبنتلي ترى أن ثمة هامشًا واسعًا لمزيد من التطوير، خصوصًا على صعيد الأداء والقوة الحصانية.
رؤية بنتلي
حالياً، تعتمد بنتلي كونتيننتال جي تي على محرك V8 معزز بشاحن توربيني مزدوج ومدعوم بنظام هجين، لإنتاج قوة 671 حصانًا، ما يمكّن السيارة من الانطلاق من حالة السكون إلى 100 كيلومتر في الساعة في غضون 3.7 ثانية فقط، وتحقيق سرعة قصوى تبلغ 270 كيلومترًا في الساعة.
هذه الأرقام لا يُستهان بها على الإطلاق، خصوصاً في سيارة تنتمي إلى عالم الفخامة المطلقة. ومع ذلك، فإن بنتلي لا تكتفي بهذه الإنجازات، بل تضع نصب عينيها تقديم إصدارات أخرى من كونتيننتال جي تي، قد تكون أكثر قوة، أو أكثر فخامة، أو ربما تجمع بين هذين العالمين في تناغم استثنائي.
Bentley Motors
سيارة بالغة التميز
يبدو أن فرانك-ستيفن فاليسر، الرئيس التنفيذي الجديد لبنتلي، والقادم من مسيرة مميزة في أروقة بورشه، يحمل في جعبته طموحات كبيرة للعلامة البريطانية. فمع خلفيته العميقة في تطوير طرز مثل بورشه 911، فإن رؤيته لسيارة كونتيننتال جي تي تتجاوز حدود المألوف. يقول فاليسر في مقابلة مع مجلة Evo: "نستطيع الدفع بحدود السيارة إلى أقصى درجات التميّز، سواء من حيث الفخامة أو الأداء".
لكن طموحات فاليسر لا تتوقف عند بنتلي كونتيننتال جي تي وحدها، إذ يجد نفسه أمام تحديات استراتيجية واسعة تشمل التفكير في احتمالية عودة بنتلي إلى عالم السباقات، وإن لم يكن ذلك ضمن الأجندة القريبة، فضلاً عن قيادة المرحلة الانتقالية الكبرى للعلامة نحو عالم السيارات الكهربائية، وهي مرحلة تمضي بوتيرة أبطأ مما خُطط لها في الأصل.
ورغم توجه الصناعة نحو التحوّل الكهربائي، إلا أن فاليسر تؤكد أن بنتلي ستواصل إنتاج سيارات بمحركات احتراق داخلي طالما أن القوانين التنظيمية تسمح بذلك. ومن المتوقع أن تكشف بنتلي عن أول طراز كهربائي بالكامل خلال العام المقبل أو بحلول عام 2027 كحد أقصى، في إطار خطة شاملة تتضمن تقديم مجموعة من الطرز الكهربائية والهجينة بين اليوم وعام 2035.
كما أن اللافت هو أن أول سيارة كهربائية من بنتلي ستكون طرازًا جديدًا كليًا، وليس نسخة معدّلة من أي طراز حالي، وقد جرى تصميمها لتكون مركبة SUV فاخرة مخصصة للتنقل في شوارع المدن الكبرى.
Bentley Motors
مرحلة جديدة بانتظار بنتلي
وحول انطباعه عن وضع الشركة عند توليه القيادة، قال فاليسر: "الشركة كانت في وضع أفضل بكثير مما توقعت. كنت أعلم أنها تحقق أداءً قوياً، بفضل استثمارات ناجحة في المنتجات وفي منشآت كرو، كما أن استراتيجية Beyond100+ تبدو راسخة ومتماسكة".
في المحصلة، يبدو أن بنتلي، بقيادة فاليسر، تستعد لمرحلة جديدة من التوسع والتميّز، تلتقي فيها الفخامة الرفيعة بالأداء الفائق في قالب يعكس إرث العلامة العريق، مع نظرة مستقبلية تراعي متغيرات الصناعة من دون التفريط بجوهر بنتلي الأصيل.