من الملاعب الأوروبية إلى قائمة كبار المستثمرين العقاريين، رسم ديفيد بيكهام لنفسه مسارًا مختلفًا بعد اعتزاله كرة القدم، تتداخل فيه الفخامة مع الذوق الرفيع، وتنعكس ملامحه بوضوح في مجموعة من العقارات التي يملكها حول العالم. 
ما بين ناطحات السحاب في دبي، وأحياء لندن الراقية، والريف الإنجليزي الساحر، وأفق ميامي المضيء، بنى النجم الإنجليزي وزوجته فيكتوريا إمبراطورية عقارية تعكس شخصيتهما المتطلعة إلى التميز والخصوصية.

بداية الرفاهية من الأعلى: شقة في برج خليفة

في عام 2009، سجّل ديفيد بيكهام حضوره في دبي من خلال شراء شقة فاخرة داخل برج خليفة، أعلى مبنى سكني في العالم. لم يُكشف عن المساحة الدقيقة أو الصور الخاصة بشقة بيكهام، إلا أن تقديرات الخبراء أشارت إلى أن قيمتها قُدّرت حينها بنحو 5 ملايين دولار أمريكي.

يُعرف برج خليفة بمرافقه المتكاملة التي تجمع بين الفخامة والراحة، والتي كانت أحد العوامل الرئيسة التي جذبت النجم الإنجليزي نحو هذا الاستثمار. 

من أبرز المزايا التي يقدمها البرج وجود أربعة مسابح بتصميمات عصرية توفر بيئة مثالية للاسترخاء، ومكتبة خاصة تحتوي على مجموعة مختارة من الكتب النادرة، ومتجر بقالة مخصصًا، وعددًا من المطاعم الفاخرة التي تقدم أطباقًا من مختلف مطابخ العالم.

أما المركز الصحي، فيُعد واحدًا من المراكز الأشد تميزًا في المدينة، إذ يمتد على مساحة أربعة طوابق ويحتوي على صالتين رياضيتين مجهزتين بأحدث الأجهزة، إلى جانب ناد صحي يوفر باقات متنوعة من العلاجات وجلسات التدليك، ما يضمن تجربة شاملة للسكان الباحثين عن أعلى درجات الراحة الجسدية والنفسية. 

هذه التفاصيل الدقيقة في أسلوب الحياة كانت كافية لدفع بيكهام لاختيار هذا الموقع ليكون أول موطئ قدم له في عالم الاستثمارات الفاخرة خارج أوروبا.

بداية الرفاهية من الأعلى: شقة في برج خليفة

عودة للجذور.. عنوان الأناقة في هولاند بارك

بعد تجربة السكن الفاخر في دبي، اتجهت بوصلة بيكهام في عام 2013 نحو العاصمة البريطانية لندن، حيث اختار لنفسه ولعائلته فيلا مميزة فيكتورية الطراز في حي هولاند بارك الراقي، بتكلفة وصلت إلى نحو 38 مليون دولار. 

الفيلا، المصنّفة ضمن الدرجة الثانية من المباني التراثية، تمثل قطعة معمارية نادرة تجمع بين عبق التاريخ ومتطلبات الحياة العصرية.

خضعت الفيلا لعملية تجديد شاملة، جرى تنفيذها بدقة للحفاظ على روحها الكلاسيكية مع إدخال أحدث تقنيات الراحة. تضم الفيلا الفارهة ست غرف نوم بتصميمات داخلية مشرقة وفسيحة، تتناغم فيها الألوان الهادئة مع الإضاءة الطبيعية، في حين يأتي المطبخ بتجهيزات متطورة تواكب أحدث اتجاهات التصميم، ما يجعله مثاليًا لتحضير الولائم أو حتى وجبات العائلة اليومية.

لا تقتصر مزايا الفيلا على الداخل فحسب؛ فهي تحتوي على مسبح دافئ يمكن استخدامه طيلة العام، وصالة رياضية مكتملة المواصفات تلبّي احتياجات ديفيد بيكهام للحفاظ على لياقته البدنية من دون الحاجة لمغادرة المنزل. كما تضم الفيلا صالون تجميل مخصصًا للاستخدام العائلي، ما يضيف بعدًا إضافيًا من الراحة والخصوصية.

واحدة من أبرز الإضافات التي أدخلها الزوجان على الفيلا هي غرفة الملابس التي تتميز بإضاءة ذكية موزعة بعناية، لخلق جو من الراحة والتميز عند اختيار الإطلالات اليومية. 

ولتعزيز استقلالية أبنائهما، جرى إنشاء منزل صغير منفصل بجانب المنزل الرئيس، مخصص لابنهما الأكبر بروكلين، ليعيش بالقرب من العائلة من دون التنازل عن خصوصيته.

عودة للجذور.. عنوان الأناقة في هولاند بارك

Savills

حين تتجسد الرفاهية وسط الطبيعة: منزل كوتسوولدز

في عام 2016، قرر بيكهام وزوجته الابتعاد قليلًا عن زخم المدن الكبرى، واختارا الانتقال إلى الريف الإنجليزي باقتناء عقار فريد في منطقة كوتسوولدز الساحرة، مقابل 12 مليون جنيه إسترليني. 

المنزل لم يكن سكنًا عاديًا، بل عبارة عن مزرعة تاريخية جرى تحويلها بعناية إلى قصر يجمع بين الطابع الريفي العتيق والفخامة الحديثة.

يتكوّن القصر من ثلاثة مبانٍ أصلية، جرى دمجها بإتقان لتوفير مساحة معيشة مترامية تشمل تسع غرف نوم بتوزيع ذكي يراعي الخصوصية والانسيابية. 

ومن الداخل، تحتوي المساحات على عناصر ديكور جرى اختيارها بعناية لتعكس الذوق البريطاني الكلاسيكي، وفيها تتداخل المواد الطبيعية مثل الخشب والحجر مع تقنيات التصميم العصري.

ومن حيث الترفيه، يحتوي القصر على صالة رياضية خاصة، وغرفة سينما جرى تجهيزها لتوفير تجربة عرض سينمائي منزلية متكاملة. أما في الهواء الطلق، فيضم المكان مسبحًا خارجيًا محاطًا بمساحات خضراء واسعة، وبرك سباحة طبيعية توفر إحساسًا بالانتعاش في قلب الطبيعة، إلى جانب ملعب جرى تحويله من ملعب تنس إلى ملعب كرة قدم صغير لعشاق الرياضة من أفراد العائلة والضيوف. كما جرى إنشاء حمام تقليدي على الطريقة الإستونية يعكس اهتمام العائلة بأدق تفاصيل الاستجمام.

حين تتجسد الرفاهية وسط الطبيعة: منزل كوتسوولدز

Google Earth

أفق ميامي الحديث.. تجربة جديدة مع One Thousand Museum

مع توسع استثمارات بيكهام في الولايات المتحدة، كانت الخطوة التالية عام 2020 شراء شقة بنتهاوس فاخرة في برج One Thousand Museum في مدينة ميامي، الذي يُعد أحد أبرز المعالم المعمارية في المدينة، من تصميم المهندسة الراحلة زها حديد. بلغت قيمة الشقة 19.8 مليون دولار، وهي تعكس مرحلة مختلفة من حياة العائلة، تتجه نحو الذوق الأمريكي المعاصر. 

وتضم شقة البنتهاوس خمس غرف نوم بتصميم داخلي مفتوح ونوافذ زجاجية ممتدة من الأرض إلى السقف، تطل على مشهد بانورامي رائع لخليج بيسكاين، كما تحتوي على ستة حمّامات، ما يضمن توزيعًا مثاليًا للمساحة يلبي احتياجات العائلة والضيوف على حد سواء.

البرج نفسه يقدّم مجموعة مرافق فائقة الجودة، أبرزها مركز "أكوا" الرياضي المجهز بأحدث ما توصلت إليه صناعة اللياقة البدنية، وناد صحي فاخر يقدم علاجات متنوعة، بالإضافة إلى صالة "سماء" الراقية التي تتيح للسكان الاستمتاع بإطلالات خلابة في أثناء الاسترخاء. كما يضم البرج مهبطًا للطائرات المروحية، يُعد ميزة نادرة تسهّل عملية التنقل وتضفي على التجربة مزيدًا من التميز والخصوصية.

أفق ميامي الحديث.. تجربة جديدة مع One Thousand Museum

The Beverly Hills Estates

خطوة نحو القمة: قصر الواجهة البحرية في ميامي

لم تكتفِ العائلة بهذا القدر من التوسع في ميامي. ففي عام 2024، عززت حضورها في المدينة من خلال شراء قصر فاخر على الواجهة البحرية في شارع نورث باي رود، بقيمة وصلت إلى 72.25 مليون دولار، ليُصبح هذا العقار أحد أكبر استثمارات بيكهام العقارية.

خطوة نحو القمة: قصر الواجهة البحرية في ميامي

Choeff Levy Fischman

يمتد القصر على مساحة 12,500 قدم مربعة، ويضم تسع غرف نوم فخمة و11 حمامًا مصممًا بأعلى المعايير. التصميم الداخلي يعكس أسلوب حياة متكامل؛ فالمطبخ يحتوي على ثلاث جزر لتسهيل عملية الطهي والضيافة، فيما حوض السباحة غير المتناهي يضفي لمسة استوائية وسط أشجار النخيل المحيطة.

وتشمل المرافق أيضًا قاعة سينما خاصة، وصالة رياضية تحتوي على أحدث الأجهزة، إلى جانب مساحة خارجية مجهزة بمطبخ مفتوح مثالي لتنظيم حفلات الشواء والمناسبات العائلية في الهواء الطلق. 

يوفر هذا القصر مختلف مقومات الرفاهية الممكنة، ويجسد الرؤية التي يتبناها بيكهام في استثماراته: أن يكون كل منزل تجربة معيشية متكاملة.