منذ أن رفع الإنسان عينيه نحو السماء، ظل حلم التحليق بحرية أمنيته الأبدية، لكن الفرنسي فرانكي زاباتا اختار أن يجعل هذا الحلم ملموسًا عبر ابتكاره الاستثنائي إيرسكوتر AirScooter، الطائرة ذاتية القيادة ذات المقعد الواحد والتي تتيح للمستخدم تجربة الطيران الفردي الخالص كما لم يعرفها أحد من قبل.

لم يكتف زاباتا بتصميم وسيلة تنقل جوية، بل صاغ لغة جديدة في هندسة الحركة، إذ تعتمد مركبة "إيرسكوتر" على نظام دفع هجين يجمع بين الوقود والكهرباء، فيما يتحكم نظام التحكم السلكي المتقدم باتجاه المركبة وسرعتها وارتفاعها أكثر من مئة مرة في الثانية، ما يجعل قيادتها تجربة بديهية لا تتطلب سوى قدر بسيط من التدريب.

إيرسكوتر تُعانق الحلم الفردي بالطيران.. السماء تفتح أبوابها للمغامرين

Zapata / instagram

ومع بداية العام المقبل، يستعد زاباتا لافتتاح مركز مخصص للطيران قرب لاس فيغاس، حيث سيتمكن عشاق المغامرة من اختبار قدرتهم على التحليق ضمن مسار خاص يمتد على مساحة خمسين فدانًا. وبما أن وزن "إيرسكوتر" لا يتجاوز 250 رطلاً، فهي تندرج ضمن فئة الطائرات الخفيفة جدًا وفق لوائح FAA الأمريكية، ما يعني أن هواة الطيران لن يحتاجوا إلى رخصة، بل إلى جلستين تدريبيتين تتضمنان محاكاة افتراضية وتجربة ميدانية قصيرة تمنحهم الثقة الكاملة للتحليق.

تبلغ السرعة القصوى للمركبة نحو 96.5 كيلومتر في الساعة، فيما يقتصر الارتفاع الميداني على 150 قدمًا رغم إمكاناتها التقنية لتجاوز 10 آلاف قدم. ومع اشتراط ألا يزيد وزن الطيار على 245 رطلاً ومنع التحليق في رياح تفوق سرعتها 30 ميلاً في الساعة، تبدو التجربة مصممة لتوازن بين الحماسة والأمان.

إيرسكوتر تُعانق الحلم الفردي بالطيران.. السماء تفتح أبوابها للمغامرين

Zapata / instagram

ورغم احتدام المنافسة مع شركات مثل إي هانغ eHang الصينية التي تقدم مفهوم التاكسي الطائر، وليفت Lift الأمريكية بمركبتها هيكسا Hexa، فإن رؤية زاباتا تبقى مختلفة، إذ يسمي مشروعه ديمقراطية الطيران، متخيلاً عالمًا يستطيع فيه أي شخص الإقلاع من فناء منزله والهبوط في أي مكان من دون تعقيد.

إيرسكوتر تُعانق الحلم الفردي بالطيران.. السماء تفتح أبوابها للمغامرين

Zapata / instagram

لكن حتى يتحقق هذا الحلم بالكامل، سيبقى محدودًا ضمن فئة النخبة المالكين لمساحات مفتوحة. ومع ذلك، تمنح مركبة "إيرسكوتر" لمحة حقيقية عمّا كان يومًا مجرد خيال إنساني: أن تطير منفردًا، نحو أفق لا نهاية له.