بعد مرور مئات السنين على بدء أعمال الحفر في مدينة بومبي الرومانية القديمة التي طُمرت على إثر ثوران بركان جبل فيزوف عام 79 ميلادية، عثر علماء الآثار على لوحات جدارية تصور شخصيات أسطورية من حرب طروادة.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن اللوحات الجدارية للأساطير اليونانية-الرومانية اكتُشفت في قاعة احتفالات وإعداد ولائم للمناسبات الخاصة الرومانية القديمة.

مشاهد أسطورية

تتميز القاعة المكتشفة بلوحات جدارية نابضة بالحياة تصور مشاهد أسطورية يونانية: تظهر اللوحات هيلين طروادة، وأبولو والأميرة كاساندرا، الشخصية الأسطورية اليونانية التي يمكنها التنبؤ بالمستقبل، وشخصيات أسطورية يونانية أخرى، وفقًا لما ذكرته إدارة متنزه بومبي الأثري.

وقال جينارو سانجيوليانو، وزير الثقافة الإيطالي، في بيان: "إن بومبي هي حقًا صندوق كنز لا يتوقف أبدًا عن إبهارنا لأنه في كل مرة نحفر فيها، نجد شيئًا جميلًا ومهمًا".

وأشارت الصحيفة إلى أن العثور على اللوحات الجدارية والغرفة التي رسمت فيها جاء في أثناء جهود التنقيب في موقع ريجيو التاسع في بومبي. وتضم المدينة المحفوظة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، أكثر من 13000 غرفة في 1070 وحدة سكنية.

أحدث اكتشاف هو غرفة المأدبة، وتبلغ مساحتها 49 قدمًا x 20 قدمًا، وتفتح على فناء به درج إلى الطابق الأول. وقال غابرييل زوتشتريجيل، مدير المتنزه الأثري، في بيان، إن اللوحات الجدارية التي رسمت على جدران الغرفة السوداء، كانت كفيلة بإخفاء الدخان المنبعث من مصابيح الزيت.

وأضاف زوتشتريجيل: "كان الناس يجتمعون لتناول العشاء بعد غروب الشمس، وكان للضوء الخافت للمصابيح تأثير في جعل الصور تبدو كأنها تتحرك". كان هذا النوع من الصور شائعًا في المنازل الرومانية، خصوصًا في غرف الطعام وغرف المعيشة.

يُذكر أن أعمال التنقيب في بومبي بدأت في عام 1748، ولكن يعتقد أن ثلث مساحة الموقع لا تزال مدفونة تحت الرماد الذي نتج عن ثوران بركان جبل فيزوف منذ أكثر من 2000 عام.