صرّح عالم مصريات بارز إنه على بعد أسابيع من حل أحد أعظم الألغاز في علم الآثار، وهو موقع رفات الملكة نفرتيتي المحنطة.

ويعتقد زاهي حواس، الذي شغل سابقًا منصب وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر، وهو جزء من الفريق المصري الذي أجرى حفريات رفيعة المستوى في وادي الملوك بمدينة الأقصر، أن المومياء التي يدرسها حاليًا قد تعود إلى الملكة المصرية القديمة. وإذا كان هذا صحيحًا، فإن الفريق قد حقق أحد الاكتشافات الأثرية لهذا القرن.

وكان الفريق قد أعلن في ديسمبر عام 2021 أن اكتشف أيضًا مومياوات عدة لم تُعرف بعد. ولكن حواس يعتقد أن إحداها تعود للحاكم الشهير توت عنخ آمون.

وقال حواس لمجلة نيوزويك الأمريكية: "توفر لدينا حمض نووي من الأسرة الثامنة عشرة، من إخناتون إلى أمنحتب الثاني أو الثالث، وهناك اثنتان من المومياوات سُميتا مؤقتًا باسم KV21a و b". وأضاف موضحًا: "في أكتوبر سنتمكن من الإعلان عن اكتشاف مومياء عنخ إسن آمون، زوجة توت عنخ آمون، ووالدتها نفرتيتي".

 وأضاف حواس: "في المقبرة أيضًا مومياء باسم KV35، وهي مومياء صبي يبلغ من العمر 10 سنوات. وإذا كان هذا الطفل هو شقيق توت عنخ آمون وابن إخناتون، فإن المشكلة التي طرحتها نفرتيتي ستحل". وتابع قائلاً: "متأكد من أنني سأكشف أن أحد هذه المومياوات التي لم تُكشف هويتها بعد يمكن أن تكون نفرتيتي".

يُعتقد أن نفرنفرو آتون "نفرتيتي" حكمت إلى جانب زوجها الفرعون أمنحتب الرابع منذ حوالي 3300 عام، وقد غير أمنحتب الرابع اسمه إلى إخناتون بمعنى "مفيد لآتون"، ونقل العاصمة من طيبة إلى مدينة بنيت. وقد شوهت ودمرت معظم المعالم الأثرية لإخناتون الذي استُبعد من قوائم الحكام وأخفيت تفاصيل دفنه ونفرتيتي.

يُذكر أن نفرتيتي اشتهرت بالتمثال النصفي الجميل لرأسها، والذي يُعتقد أنه نُحت تقريبًا في عام 1340 قبل الميلاد. وقد أعيد اكتشاف هذه القطعة الأثرية في عام 1912، وهي معروضة الآن في متحف برلين الجديد Neues Museum، والذي يعد من أشهر المتاحف العالمية.

قال حواس: "ما زلت أبحث عن شيئين: قبر نفرتيتي، وجسدها"، مضيفًا: "أعتقد أن نفرتيتي حكمت مصر لمدة ثلاث سنوات بعد وفاة إخناتون تحت اسم سمنخ كا رع".

يُذكر أن اكتشاف حواس المزعوم لنفرتيتي هو الرابع في سبع سنوات. وفي الآونة الأخيرة، توقع عالم الآثار نيكولاس ريفز أن الملكة المصرية دفنت في حجرة سرية في المقبرة الكبيرة للملك توت عنخ آمون، والتي اكتشفت في عام 1922. وثمة نظرية نشرت لأول مرة في عام 2003، ادعت أنها كانت واحدة من ثلاث مومياوات لم يكشف عن اسمها وجدت داخل قبر الفرعون أمنحتب الثاني. وقد رفضت وزارة الثقافة المصرية كلا من النظريتين.

ويعلق عالم المصريات بسام الشماع قائلاً: "ثمة العديد من العقبات أمام اكتشاف قبر نفرتيتي، بالنظر إلى حياتها الغامضة التي لم يكشف عنها سوى القليل. يُقال إن أشهر شخصيات مصر القديمة هي الأكثر غموضًا ".