لأول وهلة، يبدو الخاتم الذي أبدعه المصمم رافي خيني Ravi Kheni على نسق زهرة وكأنه يحتضن شظية من الزجاج. غير أن نظرة متأنية تكشف أنه مرصّع بألماسة عتيقة مسطّحة ذات أوجه رقيقة تستحضر تموّجات الماء. ينتمي هذا الخاتم إلى المجموعة الأولى التي يطلقها المصمم، والتي كشف عنها في الولايات المتحدة في شهر يونيو الفائت، مستعرضًا ألماسات نادرة في تصاميم تجمع بين الأشكال المنحوتة وأساليب الترصيع غير التقليدية. 

ألماسة مثبّتة بتقنية الضغط والشد، تبدو مثل شظية زجاجية داخل خاتم من الذهب المصقول.

ألماسة مثبّتة بتقنية الضغط والشد، تبدو مثل شظية زجاجية داخل خاتم من الذهب المصقول. 

ينحدر خيني من سلالة تجّار ألماس، وكان بوسعه أن يسلك الدرب نفسه، لكنه بعد العمل خمس سنوات مع عائلته قرّر أن يشق مسارًا مختلفًا، فانتقل في عام 2016 إلى تركيا لاستكشاف آفاق فنية جديدة. وخلال إقامته في إسطنبول، انخرط في الاتجار بالألماسات القديمة، وانغمس في إرث المدينة الحِرفي العريق، وتدرّب على يد صائغ أرمني بارع. خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، وهي الأولى له إلى الولايات المتحدة، قال خيني: "علّمني هذا الصائغ كيف أجعل المعدن يتدفّق. كيف أنحته، وكيف أوازن بين النِسب والحجم". 

تتجسّد براعة خيني التقنية في تصاميم متفردة مثل هذا السوار المرصّع بضياء 30 ألماسة بيضاوية القطع مثبّتة بتقنية الضغط والشد.  

عاد رافي خيني إلى مومباي في عام 2024 محمّلاً بأفكار ومهارات جديدة، وبمجموعة من الأحجار العتيقة التي جمعها على مدار سنوات. ينطلق في كل مسار تصميمي من هذه الأحجار، وغالبًا ما تكون ألماسات قديمة. وفي هذا يقول: "في أبعاد الأحجار القديمة شيء من الشاعرية غير المألوفة: شق صغير، أو عرق ناعم إذا كانت قديمة، فلا أستطيع مقاومة سحرها. يصبح الحجر أكثر من ألماسة. يصير وعاءً للذكريات ومرور الزمن". 

قد يبقى الحجر على مكتبه لأيام أو حتى أسابيع قبل أن تتبلور الفكرة في ذهنه. وعندما يتجلى الإلهام، يرسم التصميم، ثم يُعد نموذجًا طينيًا ليتأمل الأبعاد والحجم. وبعد ذلك، يُصاغ النموذج أولاً من الفضة "لرؤية رحلة القطعة كاملة"، قبل أن يعيد الحرفيون صياغتها من المعادن النفيسة. أما هدفه الأسمى، فهو ابتكار تصميم "يتّحد فيه الحجر والمعدن في كيان واحد". 

ألماسة بالقطع الوسادي تحيط بها 30 ألماسة بقطع Moval مثبّتة في زاوية 90 درجة. 

تجمع ابتكاراته المتمايزة بين الزخارف المعمارية المستلهمة من فنون المغول والخطوط الرفيعة المميزة لأثاث باوهاوس، فضلاً عن الجماليات الشاعرية التي يستلهمها من الطبيعة.

 يستحضر أحد خواتمه هيئة حشرة، ولكنها تتوهج باللون الأحمر القاني لياقوت موزمبيقي نادر وغير معالج، وتتفرّد بجناحين مرصعين بألماسات قديمة طويلة بقطع منجمي. صيغ هذا الخاتم من الذهب الأبيض المصقول بلمسة ناعمة، لدرجة تكاد تختفي فيها معالم المعدن. 

وثمة خاتم آخر يجسّد مهارات خيني التقنية: ألماسة بالقطع الوسادي تتوسط ألماسات بقطع Moval (مزيج من القطع البيضاوي والقطع البرّاق "ماركيز"). يجري تثبيت هذه الأحجار الصغيرة في زوايا قائمة باستخدام تقنية الضغط والشد، ما يجعلها تبدو مثل تموجات متعرجة.

أقراط للأذنين تستحضر الأشكال الزخرفية المغولية، صيغت من الذهب ورُصّعت بالألماس.

أقراط للأذنين تستحضر الأشكال الزخرفية المغولية، صيغت من الذهب ورُصّعت بالألماس.

في عامه الأول، أبدع خيني 35 قطعة متفرّدة، لكنه لم يبدأ بمشاركتها مع جامعي الجواهر المحتملين إلا أخيرًا. وفي هذا يقول: "أحتفظ بها في خزانة إلى أن يأتي الزبون المناسب". لكن اليوم، وبعدما ذاع خبرها، من غير المرجح أن تبقى في الخزانة لوقت طويل.