قد تمثّل لامبورغيني ريفويلتو Lamborghini Revuelto التي اختبرنا قيادتها طرازًا يستكمل سلسلة من السيارات الرائعة التي وفّرتها علامة الثور الهائج منذ تأسيسها في عام 1963. لكن ريفويلتو لا تكتفي بهذه المكانة، بل تفتح صفحة جديدة في تاريخ السيارات الرياضية عالية الأداء القادمة من سانت أغاتا. فرغم خطوطها الخارجية المنسجمة في إطارها العام مع لغة التصميم المحببة من لامبورغيني، والتي كانت قد بدأت مع طراز كونتاش قبل أن تستمر مع كل من ديابلو، ومورسيلاغو وأخيرًا أفنتادور، إلا أنها تتشارك مع جدتها ميورا في المضمون الجريء.
فعلى ما كان عليه حال ميورا الرائدة في مجال استخدام هندسة المحرك المثبّت بوضعية وسطية خلفية في سيارة مرخصة للسير على الطرقات، احتلت ريفويلتو مع إطلاقها موقع الريادة في مجال استخدام التقنية الهجينة لتحسين الأداء وخفض الانبعاثات من دون التضحية بجوهر شخصيتها المتمردة وتجربة قيادتها العنفوانية. وقد تحقق هذا بفضل تمسك الصانع بمحرك الأسطوانات الاثنتي عشرة الهادر الذي يفرض حضورًا طاغيًا على تجربة القيادة.
Wolfango Spaccarelli
تتمايز السيارة بمحرك مكشوف قادر على توليد قوة 814 حصانًا.
على صعيد المظهر الخارجي، نبدأ في العادة من العناصر التي تلفت الأنظار قبل غيرها، ولكن في حالة ريفويلتو، لا بد لنا من أن نستهل استعراض تفاصيل التصميم بالإضاءة على العنصر الأبرز رغم أنّ العين قد لا تلحظه بشكلٍ مباشر، أقصد المحرك المكشوف الذي لم ترغب لامبورغيني في كسوته بأي غطاء يحجبه، لتكون ريفويلتو بذلك أول سيارة من الصانع الإيطالي تتمايز بهذا التفصيل المثير الذي يوثّق مكانة المحرك الكبير بوصفه عنصرًا رئيسًا تقوم عليه السيارة.
أما المقدمة، فأجمل ما فيها هو المزج بين معاني الأناقة والروح الهجومية، على ما تشهد المساحات السوداء المحيطة بالمصابيح الأمامية وبفتحات تهوية المكابح، علمًا أنّ هذا المزج الدقيق الذي لا يطغى فيه أي عنصر على الآخر هو الذي ميّز سيارات لامبورغيني منذ أن أبصرت كونتاش النور في سبعينيات القرن الماضي. فرغم المحاولات العديدة التي قام بها أكثر من صانع لمحاكاة هذا التوجّه، وحدها سيارات الثور الهائج كانت قادرة على تحقيق التوازن الفريد بين الشراسة والأناقة. ويتمثل هذا التوازن بأبهى حلة في فتحات التهوية الجانبية المثبتة خلف الأبواب بفضل التصميم الذي يتخذ شكل الحرف W ضمن تركيبة تتناغم بدقة مع خطوط السيارة الجانبية التي تتزين أيضًا بلوح مثبّت بشكلٍ عمودي على القسم الأمامي من الباب يسهم بتمرير الهواء الساخن من المنطقة المحيطة بالعجلة الأمامية باتجاه الخلف. ودائمًا في سياق التناغم مع خطوط الجسم، يأتي الجناح الخلفي مدمجًا ضمن التصميم، وهو قابل للتعديل عند الرغبة من خلال مفتاح مخصص مثبّت في الكونسول الوسطي، أو أوتوماتيكيًا تبعًا لظروف القيادة.
Charlie Magee
يكتمل مظهر السيارة بمقصورة يغلب عليها الاستخدام المكثّف لألياف الكربون في المقود، ولوحة العدادات، ومقابض تبديل نسب علبة التروس.
ولا بد من الإشارة إلى أن الخطوط الخارجية الرياضية الأنيقة المميزة لريفويلتو تكتمل بمقصورة يغلب عليها تصميم جرى تعزيزه باستخدام مكثّف لألياف الكربون السوداء ذات الجودة العالية ليس على المقود المزيّن في قسمه الأعلى بحلقة حمراء اللون تؤكد على الشخصية الرياضية للسيارة فحسب، بل على لوحة العدادات، ومقابض تبديل نسب علبة التروس، والكونسول الوسطي وفتحات جهاز التكييف أيضًا. أما المقاعد، فتوفر رغم تصميمها الرياضي المثير مستويات راحة عالية لأجسام الركاب، علمًا بأنّ وضعية القيادة في العموم أصبحت توفر مستويات رؤية أفضل إلى الخارج بالمقارنة مع ما يتوفر في مقصورة أفنتادور.
ميكانيكيًا، تتمتع ريفويلتو بمنظومة هجينة تتألف من محرك احتراق داخلي باثنتي عشرة أسطوانة سعة 6.5 لتر، مثبّت بوضعية خلفية وسطية، وقادر على توليد قوة 814 حصانًا تصل إلى العجلات الخلفية من خلال علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب، وثلاثة محركات كهربائية موزّعة بين الأمام والخلف بواقع محرك مدمج ضمن علبة التروس، ومحركين على المحور الأمامي لتغذية العجلات الأمامية بالطاقة ليكون إجمالي القوة التي تتوفر للسيارة هي 1001 حصان.
Wolfango Spaccarelli
بالمقارنة مع أفنتادور، تتيح ريفويلتو تجربة قيادة أكثر انسيابية، مع قدرة أعلى على التحكم بفضل تناغم عمل المكوّنات الميكانيكية.
على الطريق، وبما أنّ الهدف من منظومة ريفويلتو الهجينة هو تعزيز الأداء أولاً وأخيرًا، فإنّ محرك الأسطوانات الاثنتي عشرة، الذي يعمل بالسحب الطبيعي والقادر على الدوران بأمان حتى سرعة 9,500 دورة في الدقيقة، هو العنصر الرئيس في تجربة القيادة العنفوانية التي نخوضها. وعلى هذا الصعيد، قد يكون الأمر الوحيد الذي تغير في هذه السيارة بالمقارنة مع أفنتادور هو أنّ تجربة القيادة أصبحت أكثر انسيابية، مع قدرة أعلى على التحكم بفضل تناغم عمل المكوّنات الميكانيكية.
ففيما يقوم محرك الوقود من خلال صوته وتوقيت عمل أسطواناته المميز بتوفير الشعور المسرحي الاستعراضي المحبب خلال القيادة، تضمن المحركات الكهربائية، بفضل المنظومة المسؤولة عن التنسيق في ما بينها، التناغم بين محوري السيارة الأمامي والخلفي، علمًا بأنّ ريفويلتو تستفيد من نظام توجيه بالعجلات الخلفية ونظام توزيع عزم الدوران، ما يمنحها تماسكًا أكبر عبر المنعطفات. وعند الرغبة بالتسارع، توفر المحركات الكهربائية دفعة فورية من الطاقة قبل أن يستلم محرك الوقود زمام الأمور ويدفع السيارة إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون 2.5 ثانية. أما في حال أردت استخدام السيارة في رحلة تنقل هادئة، فيمكن من خلال المفتاح الأحمر المثبّت على المقود تنشيط وضع القيادة Citta (المدينة).
جدير بالذكر هنا أن ريفويلتو تتيح أيضًا وضع Strada لتجربة قيادة توازن بين الراحة والأداء، ووضع Sport لتعزيز متعة القيادة بنفس رياضي ووضع Corsa السباقي الذي يوفّر أعلى مستويات الأداء. هذا ويمكن من خلال مفتاح آخر مثبّت أيضًا على المقود التحكم ببرمجيات الطاقة الكهربائية التي تنشط كلاً من خاصية Recharge لضمان شحن سريع للبطارية، وخاصية Hybrid للتوفيق بين استخدام الطاقة الكهربائية وطاقة محرك الوقود، فضلاً عن ميزة Performers التي توفر الأداء الأقصى من المجموعة المحركة ككل (شرط توفر الكهرباء في البطارية).






