استكملت مجموعة برادا أخيرًا الاستحواذ على دار فيرساتشي، في صفقة تُعيد ترتيب مشهد الموضة العالمي وتمنح إيطاليا موقع الصدارة من جديد في سباق الإبداع والتأثير.

هذه الخطوة التاريخية، التي بلغت قيمتها نحو 1.45 مليار دولار، يصفها المراقبون بأنها التحالف الأكثر تأثيرًا في القطاع منذ سنوات، لاسيما وأن مجموعة كابري هولدينغز الأمريكية كانت قد استحوذت على فيرساتشي في عام 2018 مقابل 1.8 مليار دولار، ما يجعل عودتها إلى يدٍ إيطالية بمنزلة استعادة للهوية أكثر من كونها صفقة تجارية.

يعكس الاندماج بين العلامتين رغبة برادا في بناء توازن بين ماضيها العريق ومستقبل الصناعة الفاخرة. فالدار التي بدأت قبل أكثر من قرن تحوّلت إلى إمبراطورية تمتلك علامات بارزة مثل ميو ميو ولونا روسا، وتضم اليوم أكثر من 620 متجرًا في أكثر من 70 دولة، إلى جانب حضور رقمي متنامٍ يشمل متاجر إلكترونية ومنصات تجارة عالمية.

برادا وفيرساتشي تحت مظلة واحدة.. بداية عصر جديد في عالم الموضة

AFP

ومع انتقال فيرساتشي إلى مظلة برادا، تتهيأ المجموعة لتصبح المنافس الأوروبي الأقرب لمجموعات عملاقة مثل إل في إم إتش LVMH وكيرينغ Kering. غير أن الطموح هنا لا يقتصر على الأرقام، بل يمتد إلى صياغة خطاب جديد للفخامة الإيطالية، خطاب يجمع بين الدقة المعمارية في تصميم برادا والعاطفة المسرحية التي تميز فيرساتشي.

برادا وفيرساتشي تحت مظلة واحدة.. بداية عصر جديد في عالم الموضة

AFP

هذا التحول يشمل أيضًا بُعد القيادة والرؤية. فقد تولى لورينزو برتيلي، نجل ميوتشا برادا وباتريتسيو برتيلي، منصب رئيس مجلس إدارة فيرساتشي، في خطوة تفتح الباب أمام جيل جديد يقود المستقبل برؤية أكثر حيوية وتلاحمًا بين العلامتين. وفي السياق نفسه، تسلّم داريو فيتالي دفة الإبداع الفني داخل فيرساتشي، مقدّمًا مجموعته الأولى خلال أسبوع الموضة النسائي في ميلانو في سبتمبر الماضي. وقد حرص على الحفاظ على روح الدار مع نفحات من الجرأة الذكية التي تعكس بصمته الخاصة.