هذا البُعد التاريخي يمنحها مكانة خاصة في ذاكرة عشاق السيارات، وعلى نحو خاص، لأن تصميمها جاء بتوقيع شركة بينينفارينا Pininfarina التي صاغت هيكلها من 11 لوحًا يغطي قاعدة عجلات بطول 96.4 بوصة، مدمجًا بين الفولاذ الأنبوبي والمواد المركبة، مع لمسات ديناميكية بارزة مثل فتحات NACA والجناح الخلفي الكبير.

ما يُميز هذه النسخة المعروضة هو أنها من فئة non-cat, non-adjust، أي أنها خالية من المحول الحفاز ونظام التعليق الإلكتروني القابل للتعديل، ما يجعلها الأكثر طلبًا بين النسخ البالغ عددها 1,311 سيارة حتى نهاية إنتاج الطراز عام 1992. 

ويعزز هذا التفرد كونها قطعت ما يزيد قليلاً على 10,000 كيلومتر مع احتفاظها بطلائها الأصلي الذي يكشف تفاصيل النسيج على الألواح والسقف، في انعكاس مباشر لجودة التصنيع التي كانت سائدة في مصانع مارانيلو آنذاك.

هذا السجل النادر يكتمل بقصة ملكيتها وتوثيقها؛ فقد بيعت السيارة التي يحمل هيكلها الداخلي الرقم 84250 لأول مرة في ألمانيا عام 1990 للدكتور كلاوس بيرغ، ثم حصلت في 2011 على شهادة Ferrari Classiche المرموقة. 

والأهم من ذلك هو أنها لم تخضع لأي عمليات ترميم بل حُفظت في ظروف مثالية، ما يضيف إليها بُعدًا آخر من الأصالة يجعلها حلمًا حقيقيًا لهواة الجمع الباحثين عن السيارات النادرة المحفوظة بحالتها الأصلية.

تنعكس هذه الأصالة على أدائها الخارق الذي كان سابقًا لعصره؛ إذ تستمد F40 قوتها من محرك V8 بسعة 2.9 لتر، معزز بشاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة 471 حصانًا وقوة عزم دوران تبلغ 577.2 نيوتن-متر، ومتصل بناقل حركة يدوي من خمس سرعات. 

هذا التكوين يمنحها تسارعًا من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 4.1 ثانية وسرعة قصوى تبلغ 323 كيلومترًا في الساعة، ما رسّخ مكانتها عند إطلاقها بوصفها واحدة من السيارات الإنتاجية الأسرع في العالم، وجعلها حتى اليوم رمزًا خالدًا للسرعة والأصالة.