في أقصى شمال غربي المملكة العربية السعودية، وعلى مساحة تعادل تقريبًا مساحة بلجيكا، وبامتداد ساحلي طوله 468 كيلومترًا، تنبسط اليوم وجهة للمستقبل يُراد لها، بحسب رؤية 2030 للمملكة، أن تكون موطنًا لمجتمع عالمي التكوين يليق بالحالمين وأصحاب الإنجازات فيما يؤسس لنموذج أعمال ريادي وتجارب حياة حضرية ثورية.

إنها نيوم NEOM التي تختزل مشروعًا طموحًا يقوم على نهج مبتكر في مقاربة عيش مستقبلي تدعمه قطاعات مختلفة، من الصناعة والسياحة والترفيه والخدمات المالية إلى الغذاء والتعليم والثقافة والصحة وغيرها.

أما الموقع، فيتشكّل عبر امتدادات طبيعية آسرة تتنوّع تضاريسها بين جبال شامخة تتكلل بالثلوج شتاء، وسهول مترامية الأطراف، وشواطئ يغازل الشمس ذهب رمالها. لكن المشاريع العمرانية التي رُصدت لنيوم ستضمن حماية 95% من البيئة الطبيعية للموقع، على ما يليق بمجتمع يلتزم إعادة تخيّل ما سيكون عليه المستقبل المستدام، ويتوخّى إيجاد حلول لأبرز التحديات التي تواجه كوكب الأرض، وفي طليعتها التصحر، والزحف العمراني، والانبعاثات الكربونية وما شابه ذلك من تأثيرات بيئية ضارة على الأرض.

وفي سياق هذا المسعى لتعزيز الوعي للتحديات المناخية التي يواجهها كوكبنا، وأهمية التأسيس لنُظم بيئية مرنة ومستدامة، لم تكن مصادفة أن ترجع بطولة إكستريم إي Extreme E العالمية لسيارات الدفع الرباعي الكهربائية ثانية إلى أرض نيوم.   

إنه الموسم الثالث لبطولة إكستريم إي التي تنطلق عبر الطرقات الوعرة في ما يشبه رحلة عالمية من عشرة سباقات تنظم عبر خمسة مواقع نائية في أنحاء مختلفة من العالم.

وقد استُهلت الرحلة هذا العام للمرة الثانية في نيوم تحت اسم سباق Desert X Prix NEOM (في الدورة الأولى من البطولة، كان موقع سباق المملكة العربية السعودية في صحراء العُلا)، على أن تستكمل تباعًا حتى سبتمبر من العام الحالي في اسكتلندا، وأيسلندا، وسردنيا، والبرازيل (أو الولايات المتحدة الأمريكية)، وتشيلي.

لكن ما يميز البطولة عمومًا لا يقتصر على كونها منصة رياضية تستعرض سيارات كهربائية من فئة المركبات الرياضية متعددة الاستعمالات، والترويج في سياق ذلك لتقنيات مستقبلية.

يقول أليخاندرو أجاج، مؤسس بطولة Extreme E ورئيسها التنفيذي الذي يقف أيضًا وراء إطلاق بطولة الفورمولا إي للسيارات الكهربائية في عام 2014: "لا شك في أن إكستريم إي تُعد بطولة لرياضة السيارات، لكنها أكثر من ذلك. إنها تجسّد السباق من أجل كوكب جميعنا معنيون به.

ورؤيتي تتمثل باستخدام قوة هذه الرياضة لاستثارة الوعي إلى مواضيع مهمة بموازاة الإضاءة على حلول يمكننا جميعًا أن نكون جزءًا منها فيما نروّج لعالم لا يزدحم بالانبعاثات الكربونية". 

مؤسس إكستريم إي ورئيسها التنفيذي أليخاندرو أجاج.

Sam Bloxham
مؤسس إكستريم إي ورئيسها التنفيذي أليخاندرو أجاج.


وجهات نائية وتحديات 

هذا التوجّه إلى تقليص التأثيرات البيئية الضارة بموازة تعزيز الوعي إلى التغيّر المناخي هو على الأرجح الدافع وراء اختيار تنظيم سباقات البطولة في وجهات نائية تضررت أو تأثرت بسبب التغير المناخي أو التدخل البشري.

وفي هذا يقول أجاج: "يتمثّل أحد أهدافنا بالاستمرار في سرد هذه الحكاية أينما حللنا". وإذ يعلق على أبرز التحديات التي تعترض هذا المسار، يضيف: "غالبًا ما تعترضنا تحديات غير متوقعة تختلف باختلاف وجهة السباق، لكنها في المجمل ذات طابع لوجستي.

قاد المشاركون سيارات كهربائية من طراز أوديسي 21، قادرة على إنتاج قوة قدرها 400 كيلو واط (أي ما يعادل 550 حصانًا).

Sam Bloxham
قاد المشاركون سيارات كهربائية من طراز أوديسي 21، قادرة على إنتاج قوة قدرها 400 كيلو واط (أي ما يعادل 550 حصانًا).


لا شك في أن الوضع هنا في المملكة العربية السعودية أسهل بسبب توافر البنية التحتية والدعم الذي نحظى به من شركائنا في نيوم. في سباق غرينلاند على سبيل المثال، تمثل أبرز التحديات بغياب ميناء يتيح لنا إفراغ حمولتنا من السيارات والمعدات مباشرة على اليابسة، وعدم توافر مراقبين للسلامة، خلافًا لما هو عليه الحال هنا في نيوم حيث استقدمنا هؤلاء المتطوعين من خلال الاتحاد السعودي للسيارات.

في غرينلاند أيضًا، لم يُستوفَ شرط توافر مستشفى لا يبعد أكثر من ساعتين عن موقع السباق، فاضطررنا إلى الاستعانة بطائرة استشفائية".على أن بطولة Extreme E تستفيد من قاعدة لوجستية غير تقليدية تتمثل بسفينة عملاقة للشحن والركاب استحوذ عليها أجاج حتى قبل إطلاق الموسم الأولى من البطولة.

لايا سانز وماتياس إكستروم من فريق ACCIONA | SAINZ XE على منصة التتويج برفقة السائق الإسباني الشهير كارلوس ساينز.

Sam Bloxham
لايا سانز وماتياس إكستروم من فريق ACCIONA | SAINZ XE على منصة التتويج برفقة السائق الإسباني الشهير كارلوس ساينز.


وفي هذا يقول: "كنت أدرك حاجتنا إلى قاعدة لوجستية متكاملة، لا سيّما إذا كانت المنطقة القطبية الشمالية إحدى وجهاتنا في البطولة". كانت سفينة البريد الملكي تُشكل في الأصل، على ما يخبرنا أجاج، وسيلة النقل الوحيدة بين اليابسة في كيب تاون وجزيرة سانت هيلينا (أو هيلانة) النائية في البحر الأطلسي والتي نُفي إليها نابليون بونابرت بعد هزيمته في معركة واترلو في عام 1815.

وبعد أن جرى أخيرًا بناء مطار في الجزيرة، انتفت الحاجة إلى السفينة. أخضع أجاج سفينة St Helena، الممتدة بطول 105 أمتار، لعملية تجديد شاملة استمرت 18 شهرًا بكلفة بلغت ملايين الجنيهات الإسترلينية، وباتت تُستخدم اليوم لنقل سيارات إكستريم إي وأعضاء الفرق المتسابقة والضيوف بما يتيح خفض البصمة الكربونية للبطولة.

وفيما تتوزع عبر أسطحها الثمانية 62 مقصورة للعيش تستوعب 175 ضيفًا، ومجالس مختلفة ومطعمًا، جرى تحويل حوض السباحة الأصلي الممتد على مساحة 20 مترًا مربعًا إلى مختبر للأبحاث يستضيف العلماء في سياق الرحلة عبر وجهات السباق. 

فاز أيضًا بالمرتبة الأولى فريق Veloce Racing ممثلاً بمولي تايلور وكيفن هانسن.

Sam Bloxham
فاز أيضًا بالمرتبة الأولى فريق Veloce Racing ممثلاً بمولي تايلور وكيفن هانسن.


مختبر ميداني للمستقبل 

في سباق الصحراء بنيوم، شاركت 10 فرق عالمية يضم كل منها، بحسب شروط البطولة، سائقًا وسائقة. وعن هذا التوجّه يقول أليخاندرو أجاج: "إن ما يميز بطولتنا اليوم لا يقتصر على كونها أول سباق رالي مستدام. فنحن نسعى أيضًا من خلال إعطاء الفرصة للنساء للمشاركة في هذه البطولة إلى الإضاءة أيضًا على مبدأ المساواة بين الجنسين".

على مرّ يومين، وبمشاركة خمسة فرق في كل جولة، انطلق السائقون عبر مسار رملي متعرّج أقيم هذه المرة بمحاذاة الخط الساحلي للبحر الأحمر على مقربة من الموقع الذي استضاف دورة ألعاب نيوم الشاطئية لعام 2022 (بدلاً من عمق صحراء نيوم على ما كان عليه الحال في دورة العام الماضي).

ولم تخلُ الجولات الحماسية من العقبات بل من حوادث الانقلاب والاصطدام التي مرّت بسلام، ليكون الفوز في النهاية من نصيب مولي تايلور وكيفن هانسن من فريق Veloce Racing، ولايا سانز وماتياس إكستروم من فريق ACCIONA | SAINZ XE. 

أُخضعت سفينة St Helena، الممتدة بطول 105 أمتار، لعملية تجديد استمرت 18 شهرًا بكلفة بلغت ملايين الجنيهات الإسترلينية، وباتت تُستخدم اليوم لنقل سيارات إكستريم إي وأعضاء الفرق المتسابقة والضيوف.

Sam Bloxham
أُخضعت سفينة St Helena، الممتدة بطول 105 أمتار، لعملية تجديد استمرت 18 شهرًا بكلفة بلغت ملايين الجنيهات الإسترلينية، وباتت تُستخدم اليوم لنقل سيارات إكستريم إي وأعضاء الفرق المتسابقة والضيوف.


قاد المشاركون سيارات كهربائية من طراز أوديسي 21، قادرة على إنتاج قوة قدرها 400 كيلو واط (أي ما يعادل 550 حصانًا)، بما يتيح التسارع من صفر إلى 62 ميلاً/الساعة في غضون 4.5 ثانية.

تعمل السيارات كلها بنظام بطارية من Williams Advanced Engineering تُشحن باستخدام خلايا الهيدروجين. لكن أجاج وعد بأن دورة العام المقبل ستشهد مشاركة خمس سيارات تستخدم وقود الهيدروجين بدلاً من نظام البطارية.

وفي هذا يقول: "سيمثل استخدام وقود الهيدروجين خطوة مهمة لنا، لا سيما أننا ننظر إلى هذه البطولة أيضًا بوصفها مختبرًا ميدانيًا يتيح لنا جمع معلومات عن أداء طاقة الهيدروجين واستجابتها في ظل ظروف قاسية ودرجات حرارة مختلفة وعبر تضاريس متباينة".

وغني عن القول إن هذه الخطوة ستكرّس بطولة إسكتريم إي من حيث كونها منصة تدعم مساعي قطاع السيارات عمومًا لتطوير تقنيات مبتكرة للمستقبل. 

أعضاء من الفرق المتسابقة يُطعمون النعام في محمية نيوم الطبيعية.

Colin McMaster
أعضاء من الفرق المتسابقة يُطعمون النعام في محمية نيوم الطبيعية.


استعادة التنوّع الحيوي 

تسلط دورة هذا العام من بطولة إكستريم إي الضوء على مشاريع استعادة مظاهر الحياة البرية في نيوم، بوصفها جزءًا من المسعى إلى إعادة تكريس التنوع الحيوي الذي كانت تشتهر به المنطقة قديمًا.

وفي هذا السياق، تتعاون إكستريم إي، تحت مظلة برنامجها "إرث" للمبادرات البيئية، مع المركز الوطني للحياة البرية في مشروع لإعادة توطين أجناس حيوانية مختلفة كانت تعيش سابقًا في صحراء شمال غربي المملكة العربية السعودية، حيث موقع نيوم اليوم. وفي هذا يقول أليخاندرو أجاج: "تجمعنا ومشاريع نيوم قيم مشتركة، وباستمرارنا في دعم مبادرات إرث، نصنع فرقًا حقيقيًا ومستدامًا على مستوى التنوع البيئي في المنطقة". 

قبل يوم من انطلاق السباق، قصد أعضاء وسائقون من الفرق المشاركة في البطولة محمية نيوم الطبيعية، الممتدة على مساحة 25 ألف كيلومتر مربّع، وشاركوا في إطلاق مجموعة من الغزلان العربية وحيوانات المها والنعام أحمر العنق في البراري، وذلك في سياق مرحلة جديدة من مساعي استعادة الحياة البرية في نيوم. بموازاة ذلك، تستكمل إكستريم إي دعمها لمبادرة إعادة التشجير المنضوية في إطار الحفاظ على الطبيعة البكر في نيوم بنسبة 95%.  

خوان كريستوفرسون وميكايللا آلين-كوتولينسكي من فريق Rosberg X Racing يزرعان شجرة في محمية نيوم الطبيعية.

Colin McMaster
خوان كريستوفرسون وميكايللا آلين-كوتولينسكي من فريق Rosberg X Racing يزرعان شجرة في محمية نيوم الطبيعية.


زينيث.. الشريك الأصيل 

تعود زينيث للساعات مرة أخرى لتكرّس حضورها في بطولة يقول جوليان تورنار، الرئيس التنفيذي للدار: "إنها تتشارك مع زينيث حس الابتكار، وأيضًا الالتزام بتحقيق مستقبل مستدام".

ساعة الكرونوغراف DEFY Extreme E "Desert X Prix" Edition  مشغولة في علبة من التيتانيوم وألياف الكربون، وتحتضن في قلبها آلية الحركة متفوقة الأداء El Primero 21.

Zenith Watches
ساعة الكرونوغراف DEFY Extreme E "Desert X Prix" Edition مشغولة في علبة من التيتانيوم وألياف الكربون، وتحتضن في قلبها آلية الحركة متفوقة الأداء El Primero 21.


أما اللافت هذا العام في حضور العلامة في إكستريم إي بوصفها شريكًا مؤسسًا، وضابط الوقت الرسمي، فكان طرحها لإصدار حصري متفرّد من ساعات DEFY Extreme E التي أصدرتها سابقًا للمناسبة.

جُمعت ساعات الكرونوغراف الأربع، التي حمل كل نموذج منها رقم الإصدار المحدود 0/20، في صندوق واحد، وتباهى كل نموذج بلون من الألوان الرسمية الخاصة بسباقات البطولة: الأصفر لسباق Desert X Prix، والبرتقالي لسباق Island X Prix، والأرجواني لسباق Energy X Prix والبني النحاسي لسباق Copper X Prix.

صيغت علب الساعات في مجموعة DEFY Extreme E Season 2 من التيتانيوم وألياف الكربون الخفيفة الوزن والصلبة، واحتضنت في قلبها آلية الحركة El Primero 21 التي تحقق ترددًا عالي الدقة يساوي 1/100 جزء من الثانية.

ويكمل الساعة ذات الميناء الهيكلي متعدد الطبقات حزام مطاطي تثريه نقوش صيغت من إطارات Continental CrossContact المعاد تدويرها والتي جرى استخدامها في سباقات الموسم الأول، وذلك في تأكيد على مساعي الاستدامة وتحقيق الوعي للبيئة. 

جُمعت ساعات DEFY Extreme E، التي حمل كل نموذج منها رقم الإصدار المحدود 0/20، في صندوق واحد، وتباهى كل نموذج منها بلون من الألوان الرسمية الخاصة بسباقات البطولة.

Zenith Watches
جُمعت ساعات DEFY Extreme E، التي حمل كل نموذج منها رقم الإصدار المحدود 0/20، في صندوق واحد، وتباهى كل نموذج منها بلون من الألوان الرسمية الخاصة بسباقات البطولة.


أما الصندوق المقاوم لنفاذ الماء والكسر، والذي استُلهم تصميمه من ظروف الرالي القاسية، فصُنع أيضًا باستخدام عناصر مختلفة أعيد تدويرها من سباقات الموسم الأول. وفيما ابتُكر طلاء غطاء الصندوق من إطارات E-grip المعاد تدويرها، صيغ غطاء اللوحة من أجزاء من القماش المشمع المستخدم في سباقات إكستريم إي

الجدير بالذكر أن زينيث باعت هذا الإصدار الحصري لحظة الكشف عنه في المملكة العربية السعودية، ليستفيد مالكه الجديد من مقتنيات نادرة تشمل خوذة من الموسم الثاني للبطولة موقعة من سائقي الفرق المشاركة في إكستريم إي، إلى جانب تجارب متفردة شملت الإقامة لمدة ليلة واحدة على متن سفينة سانت هيلينا وقضاء وقت حصري على هامش السباق مع المؤسس أليخاندرو أجاج والرئيس التنفيذي لدار زينيث جوليان تورنار.