حينما قرّر مارك حايك، الرئيس التنفيذي لدار بلان بان، تطوير ساعة معززة بخاصية الرنين الكبير، لم يكن يتوخى من ذلك مواكبة الدور الضليعة في التعقيدات الكبرى فحسب، بل كان يسعى إلى التفوق عليها بتطوير ابتكار لا يُضاهى. وهذا بالتحديد ما تحقق له في ساعة Grande Double Sonnerie، التي تجتمع فيها التعقيدات كما لم تجتمع في ساعة أخرى بتوقيع بلان بان.

هذا الإنجاز الميكانيكي الذي لا يُعلى عليه في تاريخ الدار الغزير بالإنجازات انحدر من مقام الخيال إلى مقام الواقع بعد ثمانية أعوام من العمل الدؤوب، سلك فيها خبراء بلان بان مسالك صعبة تكلّلت باستحداث رسوم تخطّت الألف رسم وتسجيل 21 براءة اختراع، أُدمجت 13 براءة منها في آلية الحركة المصممة والمطورة والمجمّعة والمزخرفة بالكامل في محترفات الدار.

بالرغم من التعقيد الكامن في هذه الساعة، لم تخرج أبعادها كثيرًا عن المألوف في ساعات اليد المشتملة على واحد أو أكثر من التعقيدات الكبرى، ذلك أنها تستوطن علبة من الذهب الأبيض أو الذهب الأحمر بقطر 47 ملليمترًا وسمك 14.5 ملليمتر.

بلان بان تطرح أكثر الساعات تعقيدًا في تاريخها باسم Grande Double Sonnerie

Blancpain

تقترن العلبة إلى ذلك بقرص مُلحق بغشاء مشغول من الذهب الأحمر يؤدي دور مكبر صوتي، وزر ضاغط عند مؤشر الساعة 8 يتيح التبديل بين نغمة ويستمنستر وبين نغمة أصلية بتوقيع قارع الطبول إريك سينغر، وزر ضاغط عند مؤشر الساعة 10 يتيح ضبط وظيفة معيد الدقائق، وشريحة متحركة عند مؤشر الساعة 9 تتيح التغير بين وضع الرنين الكبير ووضع الرنين الصغير والوضع الصامت.

في ثنايا العلبة، تتردد أربع نغمات (مي، صول، فا، سي) بأثر ضربات أربع مطارق متمايزة، ولكن ترددها يصل الأسماع كأنه سيمفونية أجاد مايسترو بارع ترتيب ألحانها. ولم يكن لهذا التوزيع الموسيقي المتناغم أن يجد سبيله إلى أسماع هواة الجمع لولا استحداث بلان بان منظّمًا مغناطيسيًا مسجلاً ببراءة اختراع، ثم قياس الفواصل بين النغمات بدقة علمية فائقة يقل بسببها هامش الخطأ إلى حد كبير.

بالإضافة إلى وظيفة معيد الدقائق وتعقيد الرنين الكبير المزدوج النغمة، تكشف واجهة الساعة المشغولة من البلور الياقوتي عن تعقيدات أخرى بالغة الإتقان، وأولها تعقيد التقويم الدائم الذي تتوزع عداداته على الميناء بين عداد الأشهر والسنة الكبيسة عند مؤشر الساعة 4، وعداد أيام الأسبوع بين مؤشري الساعة 1 والساعة 2، وعداد التاريخ الارتدادي الذي يمتد على جانب الحلقة المحيطة بالميناء بين مؤشري الساعة 6 والساعة 12.

كذلك، ينطوي هذا الميناء على آلية توربيون محلق عند مؤشر الساعة 7، وقد نجح حرفيو بلان بان في رفع ترددها من 3 إلى 4 هرتز وصياغة نابض توازنها من السيليكون بما يضمن دقة أدائها ومقاومتها للتأثيرات المغناطيسية. وتكتمل عناصر الميناء المتناسقة بمؤشرات وعقارب ذهبية مصقولة بلون داكن، ما عدا عقرب التاريخ الارتدادي الذي يتماشى مع صنف الذهب الذي صيغت منه الساعة الفاخرة.

بلان بان تطرح أكثر الساعات تعقيدًا في تاريخها باسم Grande Double Sonnerie

Blancpain

وتحتضن هذه التحفة التقنية آلية الحركة يدوية التعبئة Caliber 15GSQ، التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 96 ساعة، ينقص عند تنشيط وضع الرنين الكبير إلى 12 ساعة وعند تنشيط وضع الرنين الصغير إلى 14 ساعة. يمكن معاينة عداد احتياطي الطاقة الإجمالي وعداد احتياطي الطاقة الخاص بوضع الرنين عبر غطاء الجزء الخلفي المشغول من البلور الياقوتي، إلى جانب المكونات الأخرى المتمايزة بتشطيبات رفيعة تتماشى مع درجة تمايز الساعة.

تجدر الإشارة إلى أن بلان بان حصرت إنتاج ساعة Grande Double Sonnerie في نموذجين فقط سنويًا.