في خطوة تهدف للتأكيد على كفاءة سيارات بورشه، وكذلك الوقود الصناعي الذي تسهم في إنتاجه، قام سائق السباقات رومان دوماس بقيادة نسخة من طراز 911Carrera 4S إلى أعلى نقطة وصلت إليها أي سيارة في السابق على ارتفاع 6,734 مترًا فوق مستوى سطح البحر، متسلقًا قمة التلال الغربية لبركان أوخوس ديل سالادا في تشيلي.

الوصول إلى القمة

قاد دوماس، الذي نال دعم فريق دولي يتكوّن من أعضاء من تشيلي، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وسويسرا، نسخة معدّلة من طراز 911 عمدت بورشه لرفع أرضيتها عن سطح الطريق بمقدار 350 ملليمترًا، وتصفيح قسمها السفلي بشكلٍ يقاوم الصدمات الناجمة عن الاحتكاك بالعوائق التي يمكن أن تصادفها السيارة على المسار، فضلاً عن تعديل نسب علبة التروس لجعلها قادرة على توفير عزم مرتفع على سرعات دوران منخفضة للمحرك، وتجهيزها بنظام توجيه يعمل من خلال أسلاك تنقل إشارات إلكترونية إلى العجلات تُفيد بضرورة توجيهها يمينًا أو يسارًا وتوفير معطيات دقيقة ومفصّلة عن حالة العجلات، الأمر الذي يسمح للسائق بوضع السيارة بدقة في المكان الذي يحتاج إليه في أثناء تسلق منحدرات غير مستقرة وشبه عمودية.

بورشه تتسلق أعلى نقطة وصلتها سيارة يومًا ما

Porsche

عناية ميكانيكية وأخرى طبيعة

كانت بورشه  قد جهزت سيارتين للقيام بالمهمة. وبعد أسبوعين من التكيف مع المرتفعات العالية، جرت محاولة تحطيم الرقم القياسي الجديد يوم السبت الموافق فيه 2 ديسمبر، بدأت السيارتان رحلتهما في الساعة 3:30 صباحًا وتسلقتا القمة في الساعة 3:58 مساءً.

طيلة فترة المحاولة، اتخذ الفريق نهجًا حذرًا، مع إعطاء الأفضلية للسلامة على حساب أي أمر آخر. لم تواجه السيارتان الكثير من الصعوبات، إذ استشعرت الأنظمة التي تتوفر قياسيًا على متنهما نوعية الهواء وقامت إلكترونيًا بتعديل عملية ضخ الوقود داخل حجرات الاحتراق وفقًا لذلك، ما يعني زيادة الأداء إلى الحد الأقصى. 

ونظرًا لبعد الموقع عن المناطق المأهولة والمخاطر الأخرى على الصحة الناجمة عن مزيج الهواء ذي كثافة الأكسجين المنخفضة ودرجات الحرارة الباردة، لم يكتف الفريق بمراقبة مستويات أداء السيارات فحسب، بل راقب أيضًا معدل ضربات القلب وأنماط النوم وحرق السعرات الحرارية لأعضائه عبر الساعات الذكية وتحت إشراف طبيبين يحملان معهما اللوازم الطبية الضرورية.

بورشه تتسلق أعلى نقطة وصلتها سيارة يومًا ما

Porsche

صعوبة المهمة مقابل جدارة بورشه

بطبيعة الحال، وعلى ارتفاعات شاهقة كهذه، تقل نسب الأكسجين كما ذكرنا، الأمر الذي يؤثر سلبًا على قدرة المحركات وقوتها، فضلاً عن استخدام الوقود الصناعي في السيارتين. ولكنّ إحدى المركبتين تمكّنت من الوصول إلى القمة ليقف هذا الإنجاز شاهدًا على كفاءة مركبات بورشه وكفاءة الوقود الصناعي الصديق للبيئة الذي تنتجه الشركة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الوقود الصناعي يُصنّع من الماء وثاني أكسيد الكربون باستخدام الطاقة المتجددة.

ما يتيح استخدامًا شبه محايد لثاني أكسيد الكربون في محركات الاحتراق، نظرًا لأن ثاني أكسيد الكربون الذي جرى التقاطه في أثناء عملية إنتاج الوقود الصناعي يساوي تقريبًا ثاني أكسيد الكربون المنبعث في أثناء استخدام السيارة.

والحقيقة هي أن بورشه استثمرت في الوقود الصناعي منذ البداية بهدف الاستمرار في إنتاج محركات احتراق داخلي وتشغيل السيارات الرياضية التي طوّرتها في الماضي. بل إن أول مصنع تجريبي متكامل من بورشه لإنتاج الوقود الاصطناعي بدأ العمل في بونتا أريناس، تشيلي، مع نهاية عام 2022.