في لحظة نادرة تمزج بين التاريخ والجواهر الرفيعة، تُعرض إحدى أبرز قطع كارتييه التاريخية في مزاد علني لأول مرة منذ ما يقارب القرن. فقد كشفت دار بونهامز عن نيتها طرح تاج نانسي أستور المصنوع من الفيروز والألماس خلال مزاد جواهر لندن السنوي London Jewels المقرر في 5 يونيو 2025، ما يعيد تسليط الضوء على واحدة من الشخصيات النسائية الأكثر إثارةً للجدل في المجتمع البريطاني.
اقتُني التاج في عام 1930 من قِبل زوج نانسي، والدورف أستور أو الفيكونت أستور، من دار كارتييه في ذروة إبداعها التصميمي.
تباهى تاج نانسي أستور بزخارف بارزة مستوحاة من الفن المصري والفارسي والهندي، مع ريشات وأوراق وعناصر حلزونية مصوغة بالفيروز النقي والألماس اللامع، ما جعله آنذاك مثالًا يُحتذى به في أوساط سيدات المجتمع الراقي.
وقد ارتدته نانسي أستور لأول مرة في العرض الأول لفيلم City Lights (أضواء المدينة) في عام 1931 إلى جانب تشارلي شابلن والكاتب جورج برنارد شو، في مناسبة لاقت أصداءً واسعة وساهمت في شيوع الطراز الشرقي.
Bonhams
بين المجد السياسي والسخرية اللاذعة
تُعد نانسي أستور أول امرأة تولت مقعدًا في مجلس العموم البريطاني، بعد مسيرة جمعت بين النشاط السياسي الرفيع والاستضافة الصاخبة في قصر كليفدن Cliveden.
غير أنها اشتهرت أيضًا بحدة لسانها، إذ اشتبكت مرارًا مع ونستون تشرشل، وكان بينهما تبادلات لاذعة، أبرزها حين قالت له: «لو كنت زوجتك لوضعت السم في قهوتك»، فأجابها: «ولو كنتِ زوجتي لشربتها».
رغم مكانتها الريادية بوصفها سياسية وأرستقراطية، إلا أنها عُرفت أيضًا بتصريحاتها المعادية للسامية والكاثوليكية. وقد ساهمت خطاباتها المربكة لاحقًا في انسحابها من السياسة عام 1945.
غير أن نانسي أستور ظلّت في الذاكرة رمزًا للمرأة الجريئة التي اقتحمت المجال العام في وقت كانت فيه السياسة حكرًا على الرجال، على ما كتبت ناتالي ليفينغستون، المالكة الحالية لقصر كليفدن، واصفة إياها بأنها "امرأة متناقضة، لكنها حيوية ومؤثرة".
بحسب جان غيكا، رئيسة قسم الجواهر العالمية في دار بونهامز، فإن هذا التاج «لم يُرَ في السوق منذ عام 1930، وهو يحمل مزيجًا استثنائيًا من التأثيرات الشرقية والغربية، مع نسب ملكي واضح يجعله تحفة لا تتكرر». ويُنتظر أن يُحدث المزاد صدى واسعًا بين هواة الجواهر التاريخية والمقتنيات الملكية.
يُذكر أن تاج نانسي أستور ظل محفوظًا ضمن مجموعة خاصة لما يقرب من 95 عامًا، وتُعد هذه المناسبة أول فرصة تتيح للجمهور والجامعين معاينة هذه القطعة عن قرب وربما اقتناءها، ما يجعل من المزاد واحدًا من أبرز الأحداث المنتظرة في سوق الجواهر لعام 2025.