قبل أشهر قليلة، حققت حقيبة يد من هيرميس كانت مملوكة للمغنية البريطانية الراحلة جاين بيركين سعرًا مذهلاً بلغ 10 ملايين دولار أمريكي في صفقة عُدّت رقمًا قياسيًا غير مسبوق في تاريخ المزادات الخاصة بعالم الأزياء الفاخرة. ورغم أن الصفقة بدت حينها استثنائية يصعب تكرارها، إلا أن إرث بيركين مع هيرميس عاد للواجهة من جديد مع بيع حقيبة يد أخرى مرتبطة باسمها مقابل مبلغ ضخم لا يقل إثارة.

في مزاد لدار سوذبيز أقيم أخيرًا في أبوظبي، بيعت حقيبة يد أخرى من هيرميس كانت مملوكة لبيركين مقابل 2.86 مليون دولار، لتضفي حلقة جديدة إلى العلاقة الفريدة التي تجمع بين اسم بيركين وهذه الحقيبة الأيقونية. هذا السعر اللافت تجاوز بخطوة واسعة التقديرات الأولية التي راوحت بين 230 ألف و430 ألف دولار، إذ جاء سعر الإغلاق أعلى بنحو ست مرات من القيمة التي توقعها الخبراء قبل المزاد.

حقيبة جديدة لجاين بيركين تدخل التاريخ بسعر 2.86 مليون دولار في مزاد أبوظبي

Sotheby’s

الحقيبة التي بيعت تنتمي إلى طراز Birkin Voyageur، وهو إصدار يحمل بعدًا شخصيًا واضحًا في مسيرة بيركين، أُهدي إليها في عام 2003. وتكشف التفاصيل الداخلية للحقيبة عن طابع حميمي يضاف إلى قيمتها المعنوية؛ ففي داخل الحقيبة نقش بخط يد جاين بيركين باللغة الفرنسية تقول فيه: "حقيبتي بيركين.. رفيقة أسفاري حول العالم"، في إشارة مباشرة إلى الدور الذي قامت به هذه الحقيبة في حياتها اليومية وتنقلاتها حول العالم.

هذا الارتباط العاطفي لا ينفصل عن التاريخ الأوسع لـحقيبة بيركين من هيرميس، التي وُلدت فكرتها أساسًا من لقاء جمع جاين بيركين بأحد مسؤولي الدار في ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تُصمم على نحو خاص لها عام 1984. ومنذ ذلك الحين، تحول هذا الطراز إلى أحد التصاميم الأكثر طلبًا في سوق السلع الفاخرة، وبات رمزًا للترف الهادئ الذي يسعى كثير من عشّاق الموضة لاقتنائه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بقطع تحمل توقيع بيركين شخصيًا أو جزءًا من قصتها.

الحقيبة التي بيعت في أبوظبي كانت واحدة من أربع حقائب امتلكتها النجمة الراحلة، وكانت بيركين معروفة بعلاقتها الخاصة بهذه القطع، ليس من ناحية الاستخدام فحسب، بل من خلال توظيفها في دعم القضايا الإنسانية. فقد اعتادت بيع بعض حقائبها في المزادات لجمع الأموال للأعمال الخيرية، وهو التقليد الذي يستمر حتى بعد رحيلها عبر مزادات جديدة لحقائب هيرميس المرتبطة باسمها.

ومن المنتظر أن تتجه الأنظار مجددًا إلى اسم جاين بيركين في الخامس عشر من ديسمبر، حين تُطرح حقيبة ثالثة من هيرميس مملوكة لها في مزاد تقيمه دار دروو Drouot في باريس. هذه الحقيبة كانت بيركين قد عهدت بها إلى صديقتها وكاتبة سيرتها الذاتية غابرييل كروفورد، التي قررت طرحها للبيع للمساهمة في تمويل مؤسسة جاين بيركين المستقبلية.