في لحظة تكرّس فيها العاطفة بوصفها قيمة لا تُقدّر بثمن، شهدت دار سوذبيز في نيويورك يوم الثالث عشر من يونيو 2025 بيع خاتم ألماسي استثنائي من توقيع غراف Graff مقابل 3.2 مليون دولار، متجاوزًا التقديرات الأولية التي راوحت بين مليونين و3 ملايين دولار.

يتوسّط الخاتم حجر ألماس بقطع الزمرد بوزن 35.01 قيراط، تحيط به ألماسات مثلثة الشكل، ويتميّز بدرجة لون D ونقاء VVS2، وفق تقرير معهد الأحجار الكريمة الأمريكي GIA، إلى جانب تصنيفه من النوع IIa، ما يجعله من أندر أنواع الألماس في العالم.

لكن ما يميّز هذه التحفة الفريدة لا يقتصر على خصائصها الفنية، بل يمتد إلى الحكاية التي تحتضنها. فقد كانت هذه الجوهرة جزءًا من مجموعة خاصة بعنوان "بهجة الحياة: رحلة في عالم الجواهر" Joie de Vivre: A Journey in Jewels، جمعتها السيدة الأمريكية لويزا على مدى ستة عقود من الحب والزواج، لتُعرض اليوم بوصفها مرآة لحياة استثنائية، احتضنت فيها الجمال بقدر ما احتفت بالذكرى.

جبال، وثلوج، ووجبة غداء غيّرت كل شيء

تبدأ قصة هذه التحفة النادرة في بلدة صغيرة بكولورادو عام 1964، حين كانت لويزا، الطالبة المتفوقة، تعبر الجبال يوميًا بسيارتها لتلتحق بكلية قريبة، بعد أن اضطُرّت لرفض منحة مرموقة في جامعة بنسلفانيا. على الجانب الآخر من الجبل، كان جاك، الرجل الطموح، يراقب قدومها وذهابها حتى باغتها يومًا بدعوة غداء.

في مزادٍ نادر من سوذبيز.. بيع خاتم من الألماس يروي قصة حب دامت ستين عامًا

Sotheby’s

لم تكن لويزا تهوى التباهي أو اقتناء الحلي، بل كانت تفضّل الكشمير على الجواهر، وفق تعبيرها. أما جاك، فكان رجل المفاجآت الصغيرة؛ يعود من نزهاته بشيء لامع مخبّأ في معطفه. كانت زياراتهما السنوية إلى كابري، وإقامتهما الطويلة في منهاتن، مليئة بالذكريات التي تُوِّجت حين رأى جاك خاتم غراف في واجهة متجر خلال إحدى رحلات التسوّق، فأعجب به وقرّر أن يشتريه كتحفة تعبّر عن تقديره وحبه.

تتذكر لويزا تلك اللحظة قائلة: "لم أرَ في حياتي شيئًا بهذا الجمال ... خبأته في الخزانة ونحن على وشك السفر إلى كابري. في ذهني، كبر الألماس حتى ظننته بحجم الطاولة؛ لكن حين عدنا، بدا أصغر، فقررت أن أرتديه". لم يُصغ الخاتم بأيدي جاك، بل اختاره ولقي إعجابه من متجر غراف، وهو يعكس بريق اختيار جاك الدقيق والشخصي، كما يعكس ذوق لويزا الأنيق ورقي حضورها.