يُطرح في باسيفيك باليسادز بمدينة لوس أنجليس منزل بيلي Bailey House، التحفة المعمارية الوحيدة المكتملة من سلسلة Case Study Houses التي صممها المعماري النمساوي الأمريكي ريتشارد نيوترا، إلى جانب العقار المجاور له الذي شُيّد لاحقًا خصوصًا لصالح سام سايمون، المبدع المشارك في مسلسل The Simpsons. يُعد منزل بيلي عقارًا استثنائيًا، إذ جرى تصميمه ليكون نموذجًا أوليًا للهندسة المعمارية الحداثية الميسورة في جنوب كاليفورنيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. واليوم يُعرض للبيع مقابل 10.5 مليون دولار، ليعيد تسليط الضوء على إرث نيوترا الذي كان أحد أبرز وجوه حركة الحداثة الكاليفورنية بعد هجرته إلى الولايات المتحدة.

يقع العقار الفاخر في جادة 219 Chautauqua Boulevard، وقد شُيّد عام 1948 بعدما اشترى جون إنتنزا، رئيس تحرير مجلة Arts & Architecture، قطعة أرض مساحتها خمسة أفدنة خصصها لتشييد منازل Case Study Houses. 

يطل المنزل على المحيط ويضم ثلاث غرف نوم وحمامين بمساحة إجمالية تبلغ 1849 قدمًا مربعة، وقد بُني لصالح طبيب الأسنان ستيوارت ج. بيلي وزوجته جون، اللذين سكنا فيه لأكثر من نصف قرن وتعاونا مع نيوترا على إجراء إضافات معمارية عامي 1950 و1958.

كان للمنزل أيضًا دور قصير كمعرض عام للعمارة الحداثية عند افتتاحه لأول مرة، حين جذبت سلسلة Case Study Houses مئات الآلاف من عشاق الهندسة المعمارية. 

تحفتان معماريتان في باسيفيك باليسادز تُطرحان للبيع بأكثر من 25 مليون دولار

Zillow

ويصف وكيل العرض فرانك لانغن من شركة كومباس Compass المنزل بقوله لمجلة Robb Report: "عندما تدخل إلى هذا المكان تستشعر تقديرًا عميقًا للتفاصيل. لن تشعر بالملل منه أبدًا، بل سيكشف لك المزيد في كل مرة. إنه بمنزلة آلة موسيقية مضبوطة النغم، وإن كنت من عشاق العمارة ستجد هنا تجربة استثنائية".

وبالتوازي، يُعرض العقار المجاور لمنزل بيلي للبيع مقابل 16.5 مليون دولار. وقد شُيّد خصوصًا لعاشق العمارة سام سايمون، الذي اشترى كلا المنزلين عام 2004. لكن بعد أن دمّر الحريق المبنى في 2007، أعاد سايمون بناءه بالكامل بمسكن معاصر اكتمل عام 2010، فيما خصّص منزل بيلي المجاور ليكون مكتبًا وبيتًا للضيوف.

العقار العصري يمتد على مساحة 5,677 قدمًا مربعة ويحمل شهادة LEED Gold للبناء المستدام، ويتألق بتصميم منسجم مع البيئة الطبيعية المحيطة. يضم العقار خمس غرف نوم وثمانية حمامات، وغرفة معيشة بسقف مزدوج الارتفاع متصلة بمطبخ أنيق مفتوح، بالإضافة إلى غرفة بلياردو، ومساحات ترفيهية مثل غرفة تنس الطاولة وساحة لعبة البوتشي. 

أما الجناح الرئيس، فيتميز بمدفأة وحمّام واسع، وتفتح أبوابه الزجاجية المقوسة على شرفة تطل على مسبح غير متناهٍ ينساب كالشلال، مع ناد صحي متكامل تحيط به مناظر طبيعية أشبه بالغابة. ويكتمل المشهد بغرفة سينما، وصالة رياضية خاصة.

ظل المنزلان لفترة طويلة في ملكية سايمون، قبل أن ينتقلا بعد وفاته عام 2015 إلى رائدة الأزياء الرياضية الأسترالية لورنا جين كلاركسون وزوجها بيل كلاركسون، اللذين أعادا تأثيثهما بقطع منسجمة مع طابع منتصف القرن. 

وفي عام 2021، باع الزوجان المجمع إلى رجل الأعمال جون وايز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة InvestCloud، الذي اقتنى منزل بيلي مقابل 11.3 مليون دولار والعقار المجاور بحوالي 6 ملايين دولار.

واليوم، بعد أن طُرح العقاران في السوق بشكل منفصل، يبقى السؤال: هل سيظلان ثنائيًا معماريًا متجاورًا كما أراد سايمون، أم أن دروبهما ستتباعد أخيرًا؟