استدعاء تسلا الأخير لسياراتها من السوق هو الأكبر، إذ شمل مليوني سيارة في الولايات المتحدة مجهزة بنظام القيادة الذاتية المتقدمة أوتوبايلوت Autopilot. أما سبب الاستدعاء، فينجم عن حاجة الشركة لتثبيت إجراءات أمان جديدة، وذلك بعد أن قالت جهة تنظيمية للسلامة إن النظام المعمول به حاليًا "يثير مخاوف تتعلق بالسلامة" ويمكن أن يزيد من خطر وقوع الحوادث.

وتعمل تسلا الآن على تحديث الوظيفة التي تضمن تركيز السائقين على الطريق في أثناء استخدام البرنامج، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

تحقيق في حوادث تسلا

يطال الاستدعاء كل طراز وكل نموذج تقريبًا باعته الشركة في أمريكا في الفترة ما بين 5 أكتوبر 2012 و7 ديسمبر 2023، وفقًا لإشعار عام نشرته الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA). 

بدأت  الشركة في إصدار تحديث للبرنامج من المفترض أن يعالج المشكلة. وتأتي هذه الخطوة على خلفية التحقيق الذي أجرته إدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة لمدة عامين في سلسلة من الحوادث، تتعلق بشركة تسلا للسيارات الكهربائية، التي يترأسها الملياردير إيلون ماسك، بعضها أدى إلى الوفاة. وقد وقعت الحوادث عند تشغيل نظام القيادة الذاتية أوتوبايلوت ووظيفة التوجيه الذاتي Autosteer الخاصة به. وكجزء من التحقيق، نظرت الوكالة في 956 حادثًا يُزعم أن البرنامج كان قيد الاستخدام فيها، وفقًا لرويترز، وانتهى الأمر بالتركيز على 322 حادثًا.

يهدف نظام القيادة الذاتية في "تسلا" إلى تمكين السيارات من التوجيه والتسارع والتوقف تلقائياً داخل الأحياء.  وفي حين يمكن  لتقنية القيادة الذاتية المحسنة المساعدة في تبديل الممرات على الطرقات السريعة، إلا أنها لا تجعل السيارات ذاتية القيادة تماماً.

لذا شمل التحقيق التأكد مما إذا كانت سيارات تسلا تضمن بشكل كاف أن السائقين يبقون منتبهين عند استخدام نظام القيادة الذاتية. ووجد التحقيق أن الأساليب التي يستخدمها البرنامج، وهو مجموعة برامج لمساعدة السائق من المستوى الثاني، لمراقبة ما إذا كان السائق ينتبه إلى الطريق في أثناء استخدام النظام، غير كافية. ونتيجة لهذا "الخلل"، تزعم إدارة السلامة الوطنية على الطرقات العامة أنه "قد يكون ثمة مخاطر متزايدة لحدوث تصادم".

وتقوم شركة تسلا، التي تقول إدارة السلامة الوطنية على الطرقات العامة إنها تعاونت بشكل كامل مع التحقيق، بمعالجة المشكلة الآن من خلال تحديثات البرامج. 

تحديث مجاني لمالكي تسلا

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الشركة ستقدم للمالكين تحديثاً مجانياً للبرنامج، يضيف المزيد من تنبيهات السائق وعناصر التحكم لتشجيعهم بشكل أكبر على البقاء منتبهين في أثناء استخدام نظام القيادة الذاتية.

وستختلف هذه التحديثات من مركبة إلى أخرى، اعتماداً على أجهزتها. وقد تتضمن هذه الإجراءات جعل التنبيهات المرئية أكثر وضوحاً، وتبسيط كيفية تفاعل السائقين مع وظيفة القيادة الذاتية، والتحقق مما إذا كان السائقون يستخدمون هذا النظام في ظروف معينة.

بدأت تسلا في إصدار "علاج البرامج عبر الهواء" لبعض المركبات وتخطط لتحديث المركبات المتبقية في وقت لاحق. وسترسل رسائل لتنبيه مالكي تسلا المتضررين بشأن الاستدعاء بالبريد في فبراير.

يعد الاستدعاء هو الرابع لشركة تسلا في العامين الماضيين، على الرغم من أن هذا هو الأكبر على الإطلاق، وفقًا لصحيفة التايمز. وفي شهر مايو، اضطرت الشركة إلى استدعاء 1.1 مليون سيارة في الصين بسبب مشاكل في التسارع والمكابح.

وقبل ثلاثة أشهر، استدعت 362 ألف سيارة مجهزة ببرنامج القيادة الذاتية الكاملة للشركة بعد أن وجد المنظمون الأمريكيون أنه يزيد من خطر وقوع حوادث. وفي العام الماضي، استدعت الشركة 54000 مركبة كهربائية تحتوي على البرنامج نفسه لتعطيل ميزة تسمح بالمرور عبر التقاطعات من دون التوقف في ظروف معينة.