منذ ذاك اللقاء الشهير الذي جمع فيوروتشو لامبورغيني بإنزو فيراري في مطلع ستينيات القرن الماضي، أثبتت لامبورغيني أنها تقدم أداء أفضل حين ترزح تحت وطأة الضغوط، شخصية كانت أم عامة. فطراز 350 GT الرائع، أبصر النور في ظل الضغوط لإثبات أن الشركة صانع جاد للسيارات الرياضية الفاخرة. 

ويبدو أن الحال لا يختلف اليوم مع طراز تيميراريو Temerario. فبسبب ضغوط الأنظمة المتشددة في مجال المحافظة على البيئة، اضطرت علامة الثور الهائج إلى الاستغناء عن محرك التنفس الطبيعي ذي الأسطوانات العشر لصالح مجموعة هجينة. 

لكن لامبورغيني لم تخسر على ما يبدو إلا القليل من النمط الاستعراضي المثير الذي لطالما ميز تجربة قيادة سياراتها، إذ اكتسبت مأثرتها الجديدة مزيدًا من التوازن واستفادت من أبرز ميزات التركيبة الهجينة مثل التوزيع الذكي والمباشر لقوة عزم الدوران على العجلات الأربع.

على الطريق أو فوق مسارات حلبة إستوريل في ضواحي لشبونة، حيث اختبرنا أخيرًا قيادة تيميراريو، بدا جليًا أن المنظومة الإلكترونية الميكانيكية الهجينة تسعى بشكلٍ علمي معقد إلى توفير أداء عال. 

ولكن النتيجة النهائية تبقى بعيدة كل البعد عن برودة التعقيد العلمي، على ما تشهد تجربة قيادة مفعمة بحرارة الإثارة والمتعة. 

تتباهى المقاعد في مقصورة تيميراريو Temerario بتصميم رياضي أنيق.

STEPHAN BAUER

تتباهى المقاعد في مقصورة تيميراريو بتصميم رياضي أنيق.

فكل ما يمكن للسائق ملاحظته هو أنه مسيطر بسهولة وإحكام على مجريات الأمور، ما يثبت أن الأولوية عند لامبورغيني ليست للمحافظة على المسار الصحيح للسيارة خلال القيادة السريعة فحسب، بل لتكريس شعور السائق بأنه هو من يحقق هذا الثبات وليس إلكترونيات المركبة حتى لو كان العكس هو الصحيح. 

أما إن كان من يجلس خلف مقود تيميراريو سائق سباق محترفًا، فإنه يستطيع ببساطة تعطيل أجهزة المساعدة الإلكترونية والاستمتاع بالسيطرة على وحش ميكانيكي تفوق قوته 900 حصان، علمًا أنّ المحور الأمامي للسيارة الذي يندفع بالطاقة الكهربائية حصرًا يعمل من خلال وحدة التحكم المركزية على مراقبة حركة السيارة الديناميكية ليتدخل عند الحاجة عبر توجيه العزم إلى العجلة التي تحقق تماسكًا أفضل مع سطح الطريق، أو التي تصب حركتها في مصلحة الأداء والمحافظة على خط السير السليم.

صُممت المقصورة، المجهّزة بثلاث شاشات عالية الوضوح، على نحو يوحي بالوجود في قمرة قيادة طائرة./ تيميراريو من لامبورجيني

ANDREA CASANO

صُممت المقصورة، المجهّزة بثلاث شاشات عالية الوضوح، على نحو يوحي بالوجود في قمرة قيادة طائرة.

وبما أنّ عجلات المحور الأمامي مدفوعة بالكهرباء فحسب..

 فهذا يعني أنّ عملية تغذية كل عجلة بالطاقة أو حرمانها منها (عند الضرورة) تجري بشكلٍ مباشر، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على سرعة استجابة السيارة الفاخرة لعملية توزيع قوى الدفع.

القوة التي تساوي 920 حصانًا والتي تولدها المجموعة الميكانيكية الهجينة مصدرها محرك احتراق داخلي يتألف من ثماني أسطوانات سعة 4.0 لترات، معزز بشاحن توربيني وثلاثة محركات كهربائية موزّعة بواقع محرك كهربائي مثبّت بين المحرك التقليدي وعلبة التروس ومحركين على المحور الأمامي (محرك لكل عجلة). 

ورغم أنّ المحرك التقليدي مجهز بشاحن توربيني، إلا أنه قادر على الوصول إلى سرعات دوران تفوق 10 آلاف دورة في الدقيقة، الأمر الذي يسمح للمحرك بفرض حضوره القوي على تجربة القيادة من خلال صوته الهادر. 

والجدير بالذكر هنا هو أنّ لامبورغيني بذلت جهودًا تقنيةً كبيرةً خلال تطوير المحرك كي تضمن تمتعه بنغمات ميكانيكية تحمل بصمتها المميزة.

في الأمام، تبدو خطوط تيميراريو مستوحاة من تصميم مقدمة غالاردو مع مصابيح رفيعة تحتضن فتحات لتدفق الهواء.

STEPHAN BAUER

في الأمام، تبدو خطوط تيميراريو مستوحاة من تصميم مقدمة غالاردو مع مصابيح رفيعة تحتضن فتحات لتدفق الهواء.

أما على مستوى المظهر، فقد ابتعدت لامبورغيني، التي تحتفل هذا العام بمرور 20 سنة على تأسيس مركز التصميم الخاص بها، عن نمط التصميم الفني الذي كان يجعل هوراكان تبدو مثل منحوتة فنية، لصالح خطوط رياضية تُعطي الأولوية للكفاءة الديناميكية الهوائية. 

ففي الأمام، تبدو خطوط تيميراريو مستوحاة من تصميم مقدمة غالاردو مع مصابيح رفيعة تحتضن فتحات لتدفق الهواء اللازم لتبريد المكابح وتأمين ديناميكية هوائية فعّالة. في المقابل، تسيطر الخطوط الناعمة على جانبي السيارة مع فتحات تهوية ظاهرة، لكنْ بشكلٍ أنيق يعزز الشخصية الرياضية للمركبة وخط سقف ينحدر بسلاسة نحو الخلف حيث تتجلى أبرز جماليات السيارة. 

"فوق مسارات حلبة إستوريل، يثبت أن الأولوية عند لامبورغيني هي لتكريس شعور السائق بأنه هو من يحقق الثبات وليس إلكترونيات المركبة حتى لو كان العكس هو الصحيح"/ تيميراريو من لامبورجيني

STEPHAN BAUER

"فوق مسارات حلبة إستوريل، يثبت أن الأولوية عند لامبورغيني هي لتكريس شعور السائق بأنه هو من يحقق الثبات وليس إلكترونيات المركبة حتى لو كان العكس هو الصحيح"

ففي البداية، أول ما يلفت الأنظار هو العجلات المكشوفة من الخلف ضمن تصميم مستوحى من الدراجات النارية، ثم تبرز مصابيح التوقف ذات التصميم المسدس الزوايا، والعادم ذو الوضعية الوسطية العلوية وفتحات تمرير الهواء التي لها دور تقني يصب في مصلحة أداء السيارة ودور شكلي يخدم المظهر المثير للمؤخرة. 

وتتوفر تيميرايو في خيارين على صعيد المظهر الخارجي، الأول هو الخيار القياسي الأكثر أناقة ولكن الأقل كفاءة ديناميكية، فيما الخيار الثاني يأتي مع حزمة الأداء الرياضي التي تُطلق عليها الشركة اسم " Alleggerita package"، أو ما معناه بالعربية "الحزمة خفيفة الوزن" وهي حزمة تتألف من عناصر مصنوعة من ألياف الكربون تسهم في تحسين قوة الضغط الهوائي ولكن من دون التأثير على الأداء الانسيابي. 

من الداخل، صُممت مقصورة لامبورغيني تيميراريو على نحو يوحي بالوجود في قمرة قيادة طائرة ولكن مع مراعاة تأمين مستويات رؤية جيدة تفوق ما هو عليه الحال في طراز هوراكان الذي توحي مقصورته بأن موقع السائق متراجع إلى الخلف، ما يعني أنه يرى مساحة كبيرة من المقصورة في أثناء القيادة. 

وفيما تتباهى المقاعد بتصميم رياضي أنيق، تكتمل المقصورة بثلاث شاشات عالية الوضوح، تقوم الأولى بدور لوحة العدادات، وتتولى الثانية عرض نظام المعلومات والترفيه، فضلاً عن التحكم بوظائف السيارة الأخرى، فيما الشاشة الثالثة مخصصة للراكب.