يستعد قطب الشحن والنفط النرويجي جون فريدريكسن، أحد أبرز أغنياء العالم، للانضمام إلى قافلة المليارديرات المغادرين للمملكة المتحدة، التي تشهد نزوحًا غير مسبوق لأصحاب الثروات الكبرى.
ويُعد فريدريكسن، الحاصل على الجنسية القبرصية، من كبار ملاك العقارات الفاخرة في لندن، حيث يمتلك قصر "أولد ريكتوري" The Old Rectory التاريخي في حي تشيلسي، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ثلاثة قرون، وتُقدّر قيمته حاليًا بنحو 337 مليون دولار، ما يجعله أحد أغلى العقارات السكنية في بريطانيا.
وبدأ فريدريكسن اتخاذ خطوات جادة تمهيدًا لمغادرته، إذ عرض القصر الفاخر للبيع، وأنهى خدمات أكثر من 12 موظفًا منزليًا، وباشر بترتيب جولات سرية لمشترين محتملين.
نزوح الأثرياء عن بريطانيا
يُصنف فريدريكسن، البالغ من العمر 81 عامًا ويحمل الجنسية القبرصية، في المرتبة 136 عالميًا وفق قائمة فوربس، بثروة تُقدر بنحو 17.3 مليار دولار. وقد اختار مغادرة بريطانيا، التي فقدت جاذبيتها بوصفها ملاذًا للأثرياء، بعد سلسلة إصلاحات ضريبية شملت زيادة ضريبة الميراث، وفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% على رسوم المدارس الخاصة، إلى جانب تعديلات جوهرية في نظام الضرائب المرتبط بالإقامة.
وقد سبقه إلى هذه الخطوة عدد من المليارديرات البارزين مثل كريستيان أنغيرماير، وناصف ساويرس مالك نادي أستون فيلا الإنجليزي.
وتُعد بريطانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر 10 اقتصادات في العالم سجّلت نموًا سلبيًا في أعداد أصحاب الثروات البالغة مليون دولار أو أكثر خلال العقد الماضي، بحسب تقرير من شركة هينلي آند بارتنرز Henley & Partners. ومن المتوقّع أن يُغادرها هذا العام 16,500 مليونير، وهو معدل يُعدّ الأعلى بين نظرائها من الدول الغنية.
في المقابل، تتصدّر الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول الأكثر جذبًا لأصحاب الثروات في 2024، مع توقّعات بانتقال 9,800 مليونير إليها هذا العام، بما يُعادل ثروات جماعية تقدّر بنحو 63 مليار دولار. وتأتي بعدها دول مثل مونتينيغرو التي سجّلت نموًا بنسبة 124% في عدد المليونيرات خلال العقد الماضي، تليها مالطا والصين والولايات المتحدة.
في ضوء هذه المتغيرات، يبدو أن مشهد الإقامة العالمية للأثرياء آخذ في التحوّل..
من المراكز التقليدية مثل لندن ونيويورك، إلى وجهات جديدة تُقدّم مزيجًا من الاستقرار الضريبي، والانفتاح الاقتصادي، والبيئة الجاذبة للاستثمارات.