كانت تظن الخاتم الوردي مجرد قطعة من الجواهر تحمل عبق الماضي، لكنه كان يحمل في داخله ذكريات أثمن من أي جوهرة. هذا الإرث البسيط الذي ورثته حفيدة عن جدتها، تحوّل فجأة إلى واحدة من قطع الجواهر الأغلى في العالم.
في أحد أركان عالم الجواهر الفاخرة، ظهر خاتم عتيق يحمل توقيع تصميم ترومبينو الشهير لدار بولغري؛ ذلك التصميم الكلاسيكي الذي استلهمت الدار اسمه من كلمة البوق الصغير بالإيطالية، يتميز ببنية نحتية ترفع الحجر المركزي في تناغم مبهر بين الأناقة والقوة.

من ذكرى عائلية إلى كنز عالمي.. خاتم من تصميم بولغري يحقق رقمًا قياسيًا في مزاد

Aste Bolaffi

يعود هذا الخاتم الفريد إلى أوائل سبعينيات القرن الماضي، وقد صُنع من البلاتين بعناية استثنائية. في مركزه يتألّق حجر وردي مذهل مستطيل القطع يزن 3.18 قيراط، تحيط به هالة مترفة من 64 ألماسة براقة، تتوزع حوله بدقة هندسية تعكس الحرفية العالية التي لطالما عُرفت بها بولغري.

لأعوام طويلة، ظل هذا الخاتم في حوزة إحدى العائلات التي اعتقدت أن الحجر الوردي المركزي ليس سوى حجر كوارتز بسيط. لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما خضع الخاتم لتقييم خبراء دار المزادات الإيطالية بولافي Bolaffi، الذين كشفوا أن الحجر في الواقع ألماسة وردية نادرة من نوع Fancy Intense Pink، بدرجة نقاء VS2 ومن فئة IIa، وهي من أنواع الألماس الأشد ندرة على الإطلاق، إذ لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من الإنتاج العالمي.

من ذكرى عائلية إلى كنز عالمي.. خاتم من تصميم بولغري يحقق رقمًا قياسيًا في مزاد

Aste Bolaffi

هذا الاكتشاف قلب الموازين تمامًا. فعندما طُرح الخاتم في مزاد دار بولافي بمدينة تورينو، تحوّل إلى محور منافسة شرسة بين جامعي الجواهر من مختلف أنحاء العالم، وخلال دقائق معدودة ارتفع السعر من 450 ألف دولار إلى 2.5 مليون دولار أمريكي، ليحقق الخاتم رقمًا قياسيًا بوصفه أغلى قطعة جواهر تُباع في تاريخ الدار، وثاني أعلى سعر في تاريخ المزادات الإيطالية.