من إيلون ماسك إلى مارك زوكربيرج، خسر أثرياء العالم مجتمعين 1.9 تريليون دولار في عام 2022 وفقًا لتقديرات فوربس. وقد نجمت الخسائر في الأشهر الاثني عشر من عام 2022 من تقلبات سوق الأسهم والحرب في أوروبا والتضخم المتفشي. لكن من هو الأكثر تضررا؟

خسر 300 ملياردير في العالم قدرًا من ثرواتهم، إذ شهد كل من بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت، وجيف بيزوس مؤسس أمازون، ومارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا خسارة مليارات من صافي ثرواتهم.

ووفقًا لتقارير فوربس، فقد خسر أكبر اللاعبين في قطاع التكنولوجيا أكثر من تريليون دولار في عام 2022. فبعد عامين حافلين بالأزمات، ساعد خلالهما انتشار الجائحة وحماس المستثمرين على ارتفاع أسهم التكنولوجيا وتقييمات الشركات الناشئة، تراجعت الأمور مرة أخرى، وتقوم الشركات الآن بخفض التكاليف وتسريح العمال وسحب الاكتتابات العامة.

تراجعت أسهم أمازون بنسبة 50% تقريبًا، ما تسبب في خسارة أكثر من 80 مليار دولار من صافي ثروة مؤسسها جيف بيزوس. وانخفض سهم ألفابت، الشركة الأم لـغوغل، بنسبة 36%، متسببًا في خسارة أكثر من 40 مليار دولار من ثروات كل من المؤسسين لاري بيج وسيرجي برين.

كما هبطت أسهم مايكروسوفت بنسبة 27% حتى 9 ديسمبر، ما أثر في ثروات المؤسس المشارك بيل جيتس والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر. أما مارك زوكربيرج، فقد خسر 78 مليار دولار هذا العام، بعدما انخفضت أسهم منصات ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، بنسبة 66%. وكانت ثروة زوكربيرج تبلغ 142 مليار دولار في عام 2021، لكنه الآن يحتل المرتبة 24 على مؤشر بلومبرغ للمليارديرات بأصول يبلغ مجموعها 48.8 مليار دولار.

لكن الخاسر الأكبر في عام 2022 كان إيلون ماسك، بعد استحواذه على موقع تويتر. وتأتي ثروة الملياردير الصافية بشكل أساسي من شركة السيارات تسلا، وهو أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX.

في الشهر الماضي، دفع المستثمرون سعر سهم تسلا إلى الانخفاض بنسبة 60% حتى 20 ديسمبر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المخاوف من أن ماسك ينفق الكثير من الوقت والمال على شركته الأحدث "تويتر"، إذ يشغل أيضًا منصب رئيسها التنفيذي حتى الوقت الحالي. وذكرت بلومبرغ أن ماسك قد يستبدل ببعض ديون تويتر قرضًا هامشيًا شخصيًا. ويبلغ صافي ثروة ماسك الآن 130 مليار دولار، بانخفاض قدره 280 مليار دولار.

وفيما بدأ ماسك العام كأغنى شخص في العالم بفارق ضخم بنحو 70 مليار دولار عن الرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH الفرنسي برنارد أرنو، إلا أنه خسر المركز الأول لصالح أرنو في وقت سابق من هذا الشهر، واستمر صافي ثروته في الانخفاض.

هذا وخسر مليارديرات أمريكا وحدهم ما يقرب من 660 مليار دولار هذا العام، حسب فوربس. فبجانب خسائر ماسك وخسائر أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا، لحقت الخسائر العديد من رواد الأعمال، مثل فيل نايت، الشريك المؤسس لشركة نايكي (خسر 18.3 مليار دولار)، والرئيس السابق لشركة إستي لودر Estee Lauder ليونارد لودر (خسر 9.8 مليار دولار)، ومؤسس Rocket Mortgage دان غيلبرت (خسر 8.1 دولار مليار).

أما الصين، التي واجهت تحديات الإغلاق بسبب الجائحة والاحتجاجات المحلية وتراجع الطلب العالمي، فلم تكن أفضل حالاً، إذ انخفضت ثروات المليارديرات الصينيين معًا بنحو 620 مليار دولار. 

أغنياء العالم خسروا نحو تريليوني دولار العام الماضي

FORBES

كانت الخسارة الكبرى في الصين من نصيب مؤسس شركة التجارة الإلكترونية علي بابا، جاك ما، (خسر 13.1 مليار دولار). وعلى وقع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، فقد طال تأثيرها أثرياء روسيا الذين تعرضوا للعقوبات الغربية، ما أدى إلى انخفاض في ثرواتهم بنحو 150 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن الخسائر في عام 2022، إلا أنه شهد ظهور مليارديرات جدد، منهم رجل الأعمال الرياضي تود بوهلي والمصمم توم فورد. فقد حاز توم فورد أخيرًا صفقة بقيمة 2.8 مليار دولار مع إستي لودر في نوفمبر، أتاحت للثنائي 17 عامًا من الشراكة في منتجات التجميل والعطور.

وبحسب فوربس ربما يكون وضع الملياردير الهندي غوتام أداني الأفضل في عام 2022 على الإطلاق، بعد أن ارتفعت قيمة شركته Adani Group وأضافت 55.1 مليار دولار إلى صافي ثروته على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية. ويُعد أداني حاليًا ثالث أغنى شخص في العالم، بعد برنارد أرنو وإيلون ماسك، بثروة قدرها 133.9 مليار دولار.