في قفزة مالية مدوّية، تجاوزت نتائج أوراكل الأخيرة التوقعات كلها، ما انعكس مباشرة على أسهم الشركة التي ارتفعت بقوة، مضيفةً إلى ثروة مؤسسها المشارك لاري إليسون، البالغ من العمر 81 عامًا، أكثر من 101 مليار دولار أمريكي في أيام معدودة، بحسب تقرير وكالة بلومبرغ.

قفزة ثروة لاري إليسون تُعيد رسم خريطة الأثرياء

هذا الزخم المالي الهائل لم يكن مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الإنجازات، بل شكّل لحظة فارقة في مشهد الثروات العالمية. فقد صعد إليسون إلى صدارة قائمة أثرى أثرياء العالم للمرة الأولى، متجاوزًا إيلون ماسك الذي احتفظ بالمركز الأول لنحو عام كامل. وهكذا، انتقل لقب أغنى رجل في العالم إلى مؤسس أوراكل، في انعكاس مباشر لقوة الشركة وريادتها في قطاع التكنولوجيا.

صعود جديد في عالم المليارديرات.. لاري إليسون يتصدر قائمة أغنى رجال العالم

AFP

لكن خلف هذا التحول الكبير، يواجه إيلون ماسك واقعًا أكثر صعوبة

فقد سجلت تسلا في عام 2024 أول تراجع في مبيعاتها على الإطلاق، مع فتور الإقبال على شاحنتها الكهربائية سايبرتراك Cybertruck. ورغم أن خطط الشركة كانت ترمي إلى إنتاج 250 ألف مركبة سنويًا، إلا أن المبيعات لم تتجاوز عُشر هذا الرقم،وهي مؤشرات تعكس مرحلة دقيقة قد تعيد رسم ملامح فترة هيمنته على قمة قائمة الأثرياء.

صعود جديد في عالم المليارديرات.. لاري إليسون يتصدر قائمة أغنى رجال العالم

AFP

صراع عمالقة المال والتكنولوجيا

ورغم الصدارة الجديدة لإليسون، إلا أن التغيير قد يكون مؤقتًا. فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن حزمة تعويضات جديدة لماسك من مجلس إدارة تسلا، تصل إلى 900 مليون دولار أمريكي إذا حقق سلسلة من الأهداف الطموحة. هذه المكافأة وحدها، إذا صُرفت بالكامل، قد تدفعه ليكون أول تريليونير في التاريخ، ويعتلي مجددًا صدارة الأثرياء.

وهكذا يبقى لقب الأغنى عالميًا عنوانًا متغيرًا، تحكمه تقلبات الأسواق وصراعات الكبار في وادي السيليكون وعالم الرفاهية. فمنذ سنوات ظلّ الاسم يتغير بين عمالقة المال والأعمال، من جيف بيزوس مؤسس أمازون، إلى برنار أرنو رئيس مجموعة إل في إم إتش LVMH، اللذين يشغلان اليوم على التوالي المركزين الرابع بثروة تبلغ 258 مليار دولار والثامن بثروة 163 مليار دولار.

ولا تقف المنافسة عند هذا الحد. فالمشهد يزداد حيوية بوجود أسماء لامعة مثل مارك زوكربيرغ الذي تصل ثروته إلى نحو 269 مليار دولار، ولاري بيج بثروة تقارب 210 مليارات، فيما يمتلك وارن بافيت ثروة متواضعة نسبيًا مقارنة بزملائه، تصل إلى 148 مليار دولار. لوحة متحركة من الأرقام تعكس قوة متجددة وتنافسًا محتدمًا بين أبرز العقول والرواد الذين أعادوا رسم ملامح التكنولوجيا والاقتصاد العالمي.