فيما تعيش فرنسا حالة من الاضطراب السياسي وتتصاعد الدعوات إلى إعادة توزيع الثروة بشكل أكثر إنصافًا، تصدّر الملياردير الفرنسي برنارد آرنو المشهد، بعد أن وجّه انتقادًا صريحًا للاقتصادي الفرنسي جابرييل زوكمان الذي يطالب بفرض ضرائب أكبر على الأثرياء.

وسط هذه الأحداث، وفي الوقت الذي تبحث فيه الحكومة عن حلول لاحتواء العجز في الموازنة العامة، كانت إمبراطورية آرنو، إل في إم إتش LVMH، تحقق أرقامًا لافتة أعادت رسم ملامح الثراء في البلاد. فقد شهدت ثروة رجل الأعمال البالغ من العمر 76 عامًا قفزة بنحو 19 مليار دولار أمريكي، بعد أن ارتفعت أسهم إل في إم إتش مويه هينيسي لويس فويتون LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton بنسبة 12% عقب إعلان نتائج مالية قوية فاقت التوقعات.

بين اضطرابات فرنسا وتألّق LVMH.. برنارد آرنو يرسخ هيمنته في عالم الأثرياء

AFP

ولم يكن هذا الصعود المالي مجرد خبر عابر في القطاع الفاخر، بل أعاد التأكيد على أن العلامة الفرنسية الكبرى تظل مرآة لحيوية الاقتصاد الفخم حتى في ظل الأزمات السياسية. فعند ارتفاع أسهم إل في إم إتش، ارتفعت القيمة السوقية للمجموعة لتلامس 327 مليار دولار، ما منحها لقب ثاني أغلى شركة عامة في أوروبا بعد الشركة الهولندية إيه إس إم إل ASML. وبهذا بلغت ثروة آرنو نحو 192 مليار دولار، ما عزز مكانته ضمن نخبة أغنى رجال العالم.

ويبدو أن هذا الازدهار في قطاع السلع الفاخرة يأتي على النقيض من المشهد المالي العام الذي تحاول الحكومة الفرنسية ضبطه، إذ ما زالت البلاد تعاني عجزًا في الميزانية بلغت نسبته 5.8% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما ارتفع الدين العام إلى 113%. هذا التناقض بين نمو الثروة الخاصة وكبح المالية العامة بات يمثل أحد أبرز ملامح المرحلة الاقتصادية التي تعيشها فرنسا اليوم.