ليست عقارات براد بيت مجرّد أصول ثمينة، بل هي انعكاس لرؤية فنية مدروسة وشغف متجذّر بالهندسة المعمارية. ففي حياة النجم الأمريكي الذي جمع بين التمثيل والإنتاج وحب التصميم، جاءت المنازل تجسيدًا لذوقه المتفرّد، من واجهات كاليفورنيا الحديثة إلى هدوء الريف الفرنسي. كل موقع اختاره لا يعبّر عن الفخامة فحسب، بل يعكس رغبة صادقة في اقتناء التفرد المعماري ورعايته.

مملكة خاصة بتوقيع براد بيت

في قلب ولاية كاليفورنيا، وتحديدًا داخل حي لوس فيليز الراقي، يمتلك براد بيت واحدًا من منازله الأكثر رمزية. بدأت القصة عام 1994، حين اقتنى أول عقار في هذا الموقع، قبل أن يُطلق مشروع توسعة تدريجيًا استمر لنحو ثلاثة عقود. 

وخلال هذه الفترة، واظب الممثل على شراء العقارات المجاورة قطعةً تلو الأخرى، حتى أصبحت ممتلكاته في الحي تمتد على مساحة تتجاوز فدانين، لتتحوّل تدريجيًا إلى مجمّع سكني خاص يعكس تطوّر رؤيته المعمارية وميله إلى الخصوصية الهادئة.

يضم هذا المجمع الفريد مسبحًا خارجيًا تحيط به مساحات خضراء منسّقة، وسينما منزلية مجهّزة بأحدث التقنيات، وحلبة تزلّج، وحديقة منسابة تقود إلى مجرى مائي صغير. من أبرز الإضافات داخل هذا المجمع الخاص منزل مستقل صمّمه المعماري لويد رايت في لمسة تعكس شغف النجم المتأصل بالإرث الكلاسيكي المرموق، وتقديره للفن المعماري الأمريكي الحديث.

داخل عالم براد بيت العقاري.. رفاهية صامتة وهوية فنية أصيلة

Google Earth

ميرافال.. أكثر من مجرد قصر

أما تحفته الأوروبية، فتتجسّد في قصر "شاتو ميرافال" Château Miraval الكامن بين تلال بروفانس في جنوب فرنسا، حيث تتداخل المناظر الطبيعية الخضراء مع المعمار الريفي العتيق. 

امتلك براد بيت هذا العقار بالشراكة مع أنجلينا جولي عام 2012، بعد أعوام من استئجاره، ليصبح من بين ممتلكاته الأكثر خصوصية وتفرّدًا. يمتد ميرافال على مساحة تفوق 988 فدانًا، ويتألّف من مبنى تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق متدرجة وغابات هادئة توفر عزلة فاخرة لا تشبه سواها.

تتجاوز أهمية ميرافال إطاره الجمالي، إذ أعاد بيت إحياء استوديو تسجيل قديم داخل القصر، سبق أن استخدمته أسماء كبرى في عالم الموسيقى. 

وقد تحوّل هذا الجناح الإبداعي إلى منصة فنية عصرية تستقطب المواهب من أنحاء العالم، ضمن مشروع ثقافي متكامل يشرف عليه بنفسه. 

وعلى الرغم من انفصاله عن جولي، إلا أن بيت لا يزال يحتفظ بحصته الكبرى في ميرافال، متعاملًا معه بوصفه مساحة حية تعكس اهتمامه العميق بالفن والعمارة.

داخل عالم براد بيت العقاري.. رفاهية صامتة وهوية فنية أصيلة

Google Earth

حين تتحوّل العزلة إلى فن

في عمق منطقة كَسَاديلا كريك Casadella Creek، الواقعة جنوب مدينة غويتا الصغيرة، يُشاع أن براد بيت اقتنى بيتًا خشبيًا منعزلًا عن المراكز الحضرية، بُني على طراز ريفي ينسجم مع طبيعة المكان، ويعكس ميله الشخصي نحو حياة أكثر بساطة وتجرّدًا من المظاهر. 

المنزل، الذي لا تظهر عنه تفاصيل دقيقة في السجلات العقارية، يُقال إنه يُستخدم ملاذًا خاصًا، يقضي فيه بيت فترات استراحة بعيدًا عن الأضواء، وسط طبيعة قوامها الغابات المنحدرة والجداول المتعرجة.

أما في منطقة كاربينتيريا الواقعة على بُعد بضعة كيلومترات جنوب سانتا باربرا..

فقد تبنّى بيت فلسفة معمارية مختلفة في أحد أبرز استثماراته الساحلية. يضم العقار منزلًا عصريًا تحيط به واجهات زجاجية بانورامية تمتد من الأرض حتى السقف، وتُطل مباشرة على مياه المحيط الهادئ المتلاطمة. 

يتكوّن المنزل من مستويات متدرّجة تنفتح على باحات خارجية توظّف المنحدر الطبيعي للموقع، مع حديقة مصمّمة بأسلوب طبيعي يخلو من التكلّف.

ووفق مصادر مقربة من سوق العقارات الفاخرة، حرص بيت على الإشراف بنفسه على أدق تفاصيل التصميم الداخلي، الذي يعكس فلسفة الحد الأدنى، باستخدام خامات عضوية مثل الخشب الفاتح والحجر الرملي، ما يمنح المنزل هدوءًا بصريًا يكتمل بالانفتاح على البحر والسماء.