تكشف محفظة جورج وأمل كلوني العقارية جانبًا مختلفًا تمامًا من حياة هذا الثنائي لا تصنعه عدسات هوليوود بقدر ما تنحته جدران تاريخية وحدائق خاصة وأروقة عتيقة تحولت إلى مساحات معيشة معاصرة. بين بيوت تعود لقرون مضت وأبراج حديثة تحاكي إيقاع المدن الكبرى، تتشكل خريطة شخصية لفلسفة توازن بين الخصوصية القصوى، والترف المدروس، والقدرة على تحويل كل عقار إلى امتداد دقيق لهوية الثنائي وأسلوب حياتهما.

بحيرة كومو.. رمز الفخامة في إيطاليا

عند الحديث عن أسلوب الحياة الفاخر في شمال إيطاليا، يصعب تجاوز بحيرة كومو التي تحوّلت خلال العقود الأخيرة إلى خلفية ثابتة لحياة نخبة هوليوود. كانت بداية الحكاية في أوائل الألفية الثانية، حين وضع جورج كلوني عينه للمرة الأولى على بلدة لاجليو الهادئة على الفرع الغربي من البحيرة، ليقتنص فيلا أوليندرا Villa Oleandra من عائلة هاينز الأمريكية بعد صفقة قدرت قيمتها آنذاك بين 7 ملايين دولار و10 ملايين دولار أمريكي. ضمت الفيلا 25 غرفة لكنها كانت بحاجة ماسة إلى عملية إعادة إحياء شاملة، وهو ما التزم النجم الأمريكي بتنفيذه عبر استثمار ملايين إضافية أعادت إليها بريقها التاريخي مع قراءة عصرية مدروسة للتفاصيل.

تنسج فيلا أوليندرا اليوم توازنًا دقيقًا بين أناقة القرن الثامن عشر وروح المنتجع الخاص المتكامل، إذ تحتضن الحديقة مسطحًا خارجيًا للسباحة، وملعبي تنس، وصالة رياضية مجهزة بالكامل، إلى جانب صالة سينما منزلية ومساحات داخلية معدّة للاستضافة. في الخارج، يضم المرآب الفسيح مجموعة جورج كلوني النادرة من الدراجات، فيما يتيح رصيفان خاصان للقوارب وصولاً مباشرًا إلى بحيرة كومو، ما يعزز حضور الملكية بوصفها ملاذًا مكتمل العناصر يجمع الخصوصية والبذخ في آن واحد.

وبمرور السنوات، لم يكتفِ جورج وأمل كلوني بهذا العنوان الاستثنائي، بل واصلا توسيع نطاق حضورهما العقاري حول بحيرة كومو عبر الاستحواذ على عقارات مجاورة، من ضمنها فيلا مارغريتا، لتتحول الملكية إلى واحد من أضخم المجمعات السكنية الخاصة على البحيرة بمساحة مبنية تتجاوز اليوم 100 ألف قدم مربعة.

بحيرة كومو.. رمز الفخامة في إيطاليا / محفظة جورج وأمل كلوني العقارية

Explore Lake Como – Villa Oleandra

بريطانيا.. منزل من القرن السابع عشر

حين يتعلق الأمر بالمنازل التاريخية ذات الطابع الكلاسيكي، دائمًا ما يتقدّم اسم جورج كلوني إلى الواجهة. تجسد هذا الشغف مجددًا في عام 2014 حينما اقتنى كلوني مع زوجته أمل منزلاً جورجيًا يعود للقرن السابع عشر، قائمًا على جزيرة خاصة تمتد على 5.5 فدان في قرية سونينغ الهادئة على نهر التايمز، ليجسّد نموذجًا متقنًا للجمع بين العزلة الفاخرة والهوية المعمارية البريطانية العريقة.

كان هذا العقار، قبل أن يدخل إلى عالم جورج وأمل كلوني، قد خطف أنظار المصرفي عمر بايوبي في أواخر التسعينيات، مدفوعًا بسحر أكبر جزيرة سكنية على نهر التايمز وخصوصيتها الفريدة. عمل بايوبي على تحديث المنزل بإضافة صالة رياضية مجهزة، وناد صحي، وغرفة للوسائط الترفيهية بنظام ذكي يعتمد على سماعات مخفية، إلى جانب منظومة أمنية تضم 14 كاميرا مراقبة، ما رفع منسوب الراحة والخصوصية من دون أن يفقد المكان طابعه التاريخي.

يمتد هذا المنزل المصنّف من الدرجة الثانية على مساحة تقارب 8,948 قدمًا مربعة، ويضم 10 غرف نوم و8 حمامات كاملة، إلى جانب حمامين مخصصين للضيوف، في توزيع داخلي يراعي احتياجات الاستضافة العائلية والرفاق المقربين. تتجلّى التفاصيل المعمارية الجورجية في الأعمدة ذات الطراز الدوريكي، والأرضيات المصنوعة من خشب الماهوغاني، والزخارف الكلاسيكية التي تمنح المساحات حضورًا رسميًا دافئًا في آن. ويمكن الوصول إلى الملكية عبر قارب يرسو عند الجزيرة أو بوساطة جسر خشبي مخفي خلف بوابات تُدار إلكترونيًا.

عند انتقال الملكية إلى جورج وأمل كلوني، لم يكن التحديث مسألة تحسينات طفيفة بقدر ما كان استكمالاً لأسلوب حياة خاص. فقد أضافا أشجارًا كثيفة لتعزيز الخصوصية، وبيت مسبح يشكّل قلب منطقة الحفلات الخارجية، واستوديو يوغا دائريًا يفتح على مشاهد النهر، إلى جانب بيت مستقل للقوارب. في الداخل، يعكس توزيع الغرف شخصية كل منهما بوضوح؛ إذ يحتفظ جورج بما يصفه بغرفة دراسات ما بعد الحرب، فيما تستمتع أمل بمكتب مشرق تزينه أرفف كتب أبحاث مغلفة بجلد صناعي، ويتحول المسرح المنزلي المؤلف من 16 مقعدًا، إلى واحد من أكثر الزوايا حميمية للعائلة، وامتداد طبيعي لرؤيتهما لمعنى العيش في بيت تاريخي بروح معاصرة.

بريطانيا.. منزل من القرن السابع عشر / محفظة جورج وأمل كلوني العقارية

Google Maps

مانهاتن.. عنوان حضري في قلب نيويورك

في مدينة لا تتوقف عن الحركة مثل نيويورك، بدت خيارات جورج وأمل كلوني العقارية أقرب إلى استراتيجية مدروسة لإدارة إيقاع الحياة بين الالتزامات المهنية والبحث عن ملاذ خاص. فبدل الاكتفاء بإقامات فندقية عابرة، اختار الثنائي عنوانًا حضريًا ثابتًا. في عام 2016، أضاف جورج وأمل إلى محفظتهما شقة راقية في مانهاتن بقيمة بلغت نحو 14.75 مليون دولار، في واحد من الأبراج السكنية الأكثر شهرة في المدينة.

تقع الشقة في أحد أعلى طوابق المبنى المؤلف من 63 طابقًا، وتمتد على مساحة تقارب 3,385 قدمًا مربعة، مع ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات ونصف، وسقوف مرتفعة، وواجهات زجاجية ممتدة تتيح إطلالات خلابة على أفق مانهاتن. يتجاوز هذا العنوان فكرة السكن التقليدي الفاخر، إذ جاء اختياره بسبب موقعه الحيوي بالقرب من مقر الأمم المتحدة، حيث كانت أمل تعالج ملفات حساسة في قضايا حقوق الإنسان، فضلاً عن قربه من جامعة كولومبيا التي كانت تدرّس فيها آنذاك، ما جعله نقطة ارتكاز عملية بين العمل والحياة الخاصة.

لكن علاقة جورج كلوني بنيويورك سبقت هذا الاستثمار السكني، وتجلّت بصورة مختلفة خلال فترة عرضه المسرحي Good Night, and Good Luck على برودواي، حين اختار الإقامة في شقة مؤثثة بالكامل في مبنى مساكن ماندارين أورينتال ريزيدنس Mandarin Oriental Residences. هذه الشقة المؤلفة من غرفتي نوم وحمامين وفّرت له تجربة سكنية هجينة تجمع بين خصوصية الشقة واستحقاقات الخدمات الفندقية الفائقة.

مانهاتن.. عنوان حضري في قلب نيويورك / محفظة جورج وأمل كلوني العقارية

Pexels

ملاذ ريفي في فرنسا

في عام 2021، عاد جورج كلوني مجددًا للاستحواذ على المنازل ذات الطابع التاريخي حين أضاف إلى محفظته العقارية منزل دومين دو كاناديل Domaine du Canadel في بروفانس، والذي بُني في القرن الثامن عشر، ليجعل منه مقر الإقامة الرئيس للعائلة في فرنسا. يمتد هذا العقار على مساحة تقارب 425 فدانًا، ويحتضن منزلاً رئيسًا تبلغ مساحته نحو 10,000 قدم مربعة، وتحيط به بساتين زيتون وبحيرة خاصة وملعب تنس ومسبح، في توليفة تعكس رؤية كلوني لملاذ ريفي متكامل يجمع بين عمق التاريخ وأسلوب الحياة المعاصر.

ملاذ ريفي في فرنسا / محفظة جورج وأمل كلوني العقارية

Google Earth

خضع العقار في عام 1993 لعملية ترميم دقيقة على يد برونو لافوركاد، أحد أبرز الأسماء المتخصصة في إحياء الملكيات التاريخية في جنوب فرنسا. اعتمد لافوركاد مقاربة تحافظ على الشخصية الأصلية للمزرعة، مع تحديث البنية والخطوط الداخلية بما يواكب متطلبات الحياة الحديثة، فظلت الجدران الحجرية والأجواء الريفية حاضرة، لكن ضمن إطار أكثر انسيابية وراحة. أما الحدائق، فصيغت بوصفها امتدادًا طبيعيًا للبيت عبر ممرات خزامى وشرفات حجرية ومساحات جلوس حميمة، ما حوّل الترميم من عملية تقنية إلى إعادة صياغة كاملة لتجربة الحياة داخل العقار.