تتنافس الفنادق الفاخرة بشكل دائم لتقديم الأفضل والأحدث في مجال الضيافة، إذ تعمل بشكل مستمر لتصميم تجارب استثنائية متميزة لضيوفها، بما يتجاوز توقعات النخبة من الباحثين عن الأفضل في حلهم وترحالهم، وبما يضمن ولاءهم للعلامة.

فعلامات الضيافة تدرك أن هذا الولاء للزبون والارتباط النفسي بالمكان هو السر الكامن وراء نجاح أي فندق، والضمانة الموثوقة لاستمرار تألقه، إذ تنعكس الصورة الذهنية التي كونها الضيف هنا على جميع من حوله، وربما تنتقل كالعدوى المبهجة بين محبي الفخامة والرقي والباحثين عن التفرد. وحسب الخبراء، فإن للفنادق طرقها واستراتيجياتها الخاصة جدًا لضمان مثل هذا الولاء، وهي الطرق التي نستعرض بعضها في ما يأتي.

الانطباعات الأولى

منذ وقت ليس بالقليل أدركت الفنادق صحة تلك القاعدة النفسية التي تقول إن "الانطباعات الأولى تدوم". فأينما تسافر عبر العالم، ومهما كان نوع التجارب التي تتطلع إليها، فإن تسجيل الوصول في فندق فخم غالبًا ما يكون جزءًا أساسيًا من أي عطلة لا تُنسى. فهنا ستتمكن من تصميم تجربتك الشخصية بمختلف تفاصيلها، مرورًا بتجارب تناول الطعام، وغيرها من الخدمات والأنشطة التي يوفرها الفندق. وكلما كان انطباعك الأولى جيدًا، كانت تجربتك أكثر روعة وثراءً.

والحقيقة هي أن لاستخدام التكنولوجيا دورًا مهمًا في تحقيق هذا الانطباع، إذ تعد التكنولوجيا في الفنادق اليوم أمرًا محوريًا في تعزيز رحلة الضيف في عصرنا الرقمي، من خلال تبني الحلول المتطورة وتقديم مزايا تترك انطباعًا دائمًا بالرضا التام عند الضيف.

الوصول السلس

حسب الخبراء فإن الرفاهية هي مرادف للعافية والرعاية الذاتية في صورتها المثالية، ولما كان هذا الأمر يشكل طلبًا متزايدًا عند مريدي أسباب الضيافة في صورتها المثلى، باتت الفنادق الفاخرة تسهّل الإجراءات منذ لحظة الوصول للفندق، من خلال تسجيل الوصول عبر الإنترنت، لتوفير تجربة سلسة وشخصية وبدون تلامس.

وبذلك نجحت العديد من العلامات الفندقية في التخلص من قوائم الانتظار والأعمال الورقية غير الضرورية، مع ضمان الوصول السلس وتقديم العديد من خيارات التخصيص، بما يعني ضبط الإيقاع لإقامة استثنائية منذ البداية. والحقيقة هي أن تقييمات رضا النزلاء تشهد على أهمية هذه الميزة التي شكلت تغييرًا ثوريًا وفوريًا في قواعد العمل الفندقي.

الوصول السلس

إضفاء الطابع الشخصي

تدور الفخامة كما يعرفها خبراء الضيافة حول التخصيص وإضفاء الطابع الشخصي. وقد استطاعت الفنادق من خلال تكييفها لرحلة الضيف تحقيق هذا التعريف بشكل تام، إذ تُصمم التجربة طبقًا لتفضيلاته الخاصة ورغباته، بدءًا فحسة الإقامة إلى وسائل الراحة والتوصيات الشخصية.

ويعد هذا الاهتمام بالتفاصيل أمرًا مقدسًا لأصحاب الفنادق وفرق الإدارة التنفيذية لعلامات الضيافة الراقية، كما أنه يوطّد العلاقة مع الضيوف المميزين بما يضمن ولاء هؤلاء للعلامة وللوجهة، ومن ثم المساهمة في الترويج لتلك الصورة الذهنية المشرقة التي كوّنها عن الفندق والعاملين فيه.

الاستثمار الأمثل للتكنولوجيا

نعود هنا للحديث عن التكنولوجيا ولكن هذه المرة داخل الغرف الفندقية، إذ أمكن للفنادق الاستفادة من التكنولوجيا واستثمارها بالشكل الأمثل لتعزيز رفاهية الضيوف، من خلال السعي المستمر لتحقيق التميز المنشود لكل علامة.

وقد تمثل ذلك في مشاركة الضيوف عبر المزيد من القنوات ونقاط الاتصال. على سبيل المثال، فإن تطبيقات الهاتف المحمول المخصصة تعمل كمساعد شخصي في بعض الأحيان، ما يسمح للضيوف بالتواصل لتحقيق احتياجاتهم واستكشاف التوصيات المخصصة والتحكم في التشغيل الآلي داخل الغرف.

تجارب الطعام

يُعد تعزيز تجربة الضيف من خلال عروض الطهي أولوية لدى مختلف علامات الضيافة تقريبًا. فمن منا لا يستمتع بوجبة عالية التصنيف في أثناء إقامته في أحد الفنادق الراقية؟ تدرك الفنادق هذا الأمر تمامًا، ولذلك تعمل فرقها المتخصصة وتكرس مزيدًا من الوقت والجهد لتنظيم قوائم طعام استثنائية تُستخدم فيها أفضل المكونات والنكهات، فضلاً عن الاهتمام بأبسط التفاصيل وتوفير مستوى خدمي رفيع لتجربة طعام تتجاوز التوقعات.

ومن خلال الخدمة الشخصية يمكن للفنادق تلبية التفضيلات الفردية، واستيعاب القيود الغذائية واقتراح ما هو مثالي لكل شخص على حدة، مع توفير الأجواء الخاصة لكل وجبة، كاقتراح عشاء رومانسي عند غروب الشمس على الشاطئ مثلاً، أو في عرض البحر، أو فوق جرف صخري.

بموازاة ذلك، تحرص العلامات الفاخرة في مجال الضيافة على الإتيان بمفاهيم غير تقليدية لمطاعم تحمل توقيع طهاة مشاهير من حملة نجوم ميشلان، ما يعزز تمايز الوجهة، لا سيّما من منظور أولئك الحريصين على تجارب ترقى بذائقتهم.

تجارب الطعام

مرافق العافية

كما قلنا فإن الرفاهية هي مرادف للعافية، ولذا تحرص الفنادق في منتجعاتها الصحية على تقديم علاجات مبتكرة وبرامج لياقة بدنية منظمة وبرامج صحية مخصصة، جميعها تصب في خانة تحقيق الرفاه الشامل للضيوف. بل إن العديد من وجهات الضيافة عمدت في أعقاب جائحة كوفيد -19 إلى تطوير برامج خاصة للتعافي من تأثيرات كورونا واستعادة الرفاه الجسدي والنفسي على حد سواء.

ثمة ملكيات فندقية أيضًا تجاوزت حدود تقديم الطقوس الصحية التقليدية لتحوّل منتجعاتها إلى ملاذات للتعافي يشرف عليها أطباء متخصصون في مجالات مختلفة، بما في ذلك طلب الأيورفيدا، إلى جانب الترويج لخلوات صحية مطوّلة تركّز على التغذية ومحاربة أعراض الشيخوخة المبكرة واضطرابات النوم وغيرها.  

تطبيق الممارسات المستدامة

أصبحت ممارسات الاستدامة شغلاً شاغلاً لضيوف الفنادق الفاخرة حول العالم. وقد أدركت علامات الضيافة المختلفة مسؤوليتها عن هذا الأمر أمام ضيوفها، ممن يعتقدون أن على الجميع الالتزام بهذه المسؤولية الجماعية من أجل مستقبل أفضل.

ولذلك فقد استثمر العديد من الفنادق في التقنيات الموفرة للطاقة، بما في ذلك توليد الطاقة من الألواح الشمسية، وإنشاء معامل تكرير للمياه، مع الحد من النفايات، والمشاركة في ممارسات التوريد المسؤولة. بل إن الفنادق الأعلى تميزًا ذهبت إلى حد دمج الممارسات المستدامة في مختلف العمليات، بما يؤدي للتقليل من البصمة البيئية للفندق إلى الحد الأدنى، استجابة لقيم الضيوف، وهي القيم التي انتقلت للفنادق ربما بالعدوى أو استجابة لملاحظات وآراء هؤلاء النزلاء المتابعين لتغيرات كوكبنا.

الجدير بالذكر أيضًا أن عددًا من هذه الفنادق بات يرعى برامج بيئية مختلفة مثل الحفاظ على المحيطات، ودعم المنظمات والعلماء المعنيين بدراسة البيئة ومظاهر الحياة فيها.

الاستفادة من الملاحظات

في عالم الفنادق الفاخرة، يعد استطلاع تجارب الضيوف أمرًا بالغ الأهمية، يساعد في التحسين المستمر للأداء والخدمات وتجاوز توقعات الضيوف. فملاحظات الضيوف بالنسبة للإدارة هنا هي مورد لا يقدر بثمن للنمو ودفع التحسينات المستمرة.

كما يمكن من خلالها اكتساب الرؤى التي تشكل الاستراتيجيات والمبادرات، بالبحث والاستماع إلى تلك الملاحظات والاستفادة منها، بل استثمارها من خلال أنظمة جمع التعليقات وتحليل البيانات لتحديد الاتجاهات ومجالات التطوير والتعديل، ونقاط القوة والضعف، مع وضع التدابير الاستباقية، وتنفيذ اقتراحات الضيوف، وتعزيز التزام الفندق بالتميز.

وهو أمر ساهم فيه التطور التكنولوجي بشكل كبير، ما أدى لقفزات حقيقية في عالم الضيافة بما يخدم الضيوف ويبرز العلامات الرائدة في هذا المجال، التي تسعى وراء التميز في رحلة لا تنتهي أبدًا، هدفها الارتقاء بتجربة الضيف إلى مستويات غير مسبوقة.