توصلت دراسة جديدة أجراها الباحث في كلية وارتون الأمريكية، ماثيو كيلينغسورث، الذي يدرس أسباب السعادة البشرية، إلى وجود ترابط بين السعادة والمال أقوى مما توصلت إليه الدراسات السابقة، التي أشارت إلى أن العلاقة الطردية بين معدل السعادة والدخل السنوي للفرد تتوقف عند مستوى 90 ألف دولار سنويًا، وهو ما أُطلق عليه "سقف السعادة".
"المال والسعادة: أدلة موسعة على التشبع"
استعان كيلينغسورث في دراسته الجديدة بعينة من 33,269 موظفًا بالغًا تراوح أعمارهم بين 18 عامًا و65 عامًا ويبلغ دخل أسرهم من 10 آلاف دولار إلى 500 ألف دولار، وطلب منهم الإجابة عن أسئلة لقياس مستوى "الرضا عن الحياة" لكل منهم.
وأضاف كيلينغسورث بيانات من استطلاع من عام 2018 لأثرياء تراوح ثرواتهم بين 3 ملايين دولار و 7.9 مليون دولار من 17 دولة، واستطلاع خضع له أثرياء الولايات المتحدة في عام 1985 من فوربس.
أظهرت الدراسة، التي تحمل عنوان "المال والسعادة: أدلة موسعة على التشبع"، أن أصحاب الدخل السنوي الذي يزيد على مليون دولار يشعرون بمعدل رضا عن الحياة يراوح بين 5.5 إلى 6 من 7.
وفيما أشار أصحاب الدخل السنوي البالغ 100 ألف دولار إلى معدل رضا عند مستوى 4.6، سجل أولئك الذين يكسبون ما بين 15 ألف دولار إلى 30 ألف دولار سنويًا معدل رضا أعلى قليلاً من 4، وهذا يعني أن فارق السعادة بين أصحاب الدخل المرتفع وأصحاب الدخل المتوسط يكاد يكون ثلاثة أمثال ما بين أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض.
وأشار كيلينغسورث، الذي فوجئ بضخامة الفارق في السعادة بين الأشخاص الأثرياء وذوي الدخل المنخفض، إلى أن المال يسهم بدور بسيط في تحديد مستوى السعادة، ولكن إذا تعاظم حجم هذا المال، فبالطبع يتعاظم دوره في تحديد مستوى السعادة، وهذا يرجع في الأغلب إلى الشعور الأكبر بالسيطرة على الحياة، لأنه عندما يمتلك الفرد ثروة كبيرة يصبح لديه سيطرة أكبر على حياته، ومن ثم يعيش الحياة التي يريدها.
وأوضح كيلينغسورث أن اهتمامه بدراسة السعادة ينبع من رغبته في فهم سبل جعل الحياة أفضل. وفي هذا يقول: "سبب اهتمامي الشديد بالعلاقة بين المال والسعادة هو توسيع آفاقنا إلى ما هو أبعد من أشياء مثل المال"، ويضيف: "ماذا سنفعل إذا أخذنا السعادة على محمل الجد؟ كأفراد وأسر ومنظمات ومجتمعات؟ إنه سؤال طويل الأمد، وليس السؤال الذي سنحصل على إجابات مثالية عنه على الفور".