على غير ما هو عليه حال معارض السيارات العالمية التي تُنظم في صالات كبيرة، والتي خف بريقها بشكلٍ لافت خلال السنوات الأخيرة، تخاطب الفعاليات الحصرية وجدان الهواة بأسلوب راق لا يتقيد بمصالح شركات صناعة السيارات الضيّقة، بل يتعداها ليُركز أكثر على كل ما هو جميل ومميز في عالم "الساحرة ذات العجلات الأربع".
ففيما توفر المعارض التقليدية لصنّاع السيارات فرصة تسويق أحدث منتجاتهم، تحتفي الفعاليات الراقية بالسيارة، سواء أكانت كلاسيكية أم حديثة، ضمن تجربة حياتية تتجاوز حدود المصالح التجارية بطابعها المادي الضيّق. 
في هذه المناسبات، إذا ما جرت عملية تبادل لملكية سيارة ما، فإن الأمر لا يكون مجرد اتفاق بين تاجر يسعى إلى تحقيق ربح مادي في صفقة تخلو من أي بعد عاطفي، ومستهلك ينفق أموالاً لن يستعيد قيمتها يومًا. إنها صفقة يحقق من خلالها أحد الهواة حلمه بامتلاك تحفة هندسية ميكانيكية. 
وهذا العام، لم تشذ فعالية ذا كويل The Quail، التي تعد اليوم من أبرز المناسبات الحصرية في مجال السيارات، عن القاعدة التي دأبت عليها منذ تأسيسها في عام 2003. 

فهذه المناسبة، التي تندرج ضمن سلسلة ذا بيننسولا The Peninsula Signature Events التابعة لمجموعة ذا بيننسولا الفندقية، تركّز دومًا على استقطاب مجموعة حصرية من السيارات الكلاسيكية، فيما تتيح لكبار الصنّاع، من فيراري ولامبورغيني إلى بوغاتي وكاديلاك، استعراض أحدث إبداعاتهم. 

كانت زينغر من أبرز الحاضرين في فعالية The Quail هذا العام، وشملت المركبات التي استعرضتها السيارة الخارقة Czinger 21C.

The Quail

كانت زينغر من أبرز الحاضرين في فعالية The Quail هذا العام، وشملت المركبات التي استعرضتها السيارة الخارقة Czinger 21C.

الجدير بالذكر أن علاقة ذا بيننسولا مع السيارات لم تبدأ اليوم ولا حتى مع بداية تنظيم فعالية The Quail قبل 22 عامًا. إنها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي عندما ضم فندق ذا بيننسولا هونغ كونغ سبع نسخ من طراز رولز-رويس سيلفر شادو إلى أسطوله من السيارات الفارهة، ضمن ما أصبح تقليدًا استمر حتى اليوم، إذ يمتلك الفندق حاليًا ست نسخ من طراز رولز-رويس فانتوم ذي العجلات الممتدة، المصمّمة حسب الطلب. 

سيارة من طراز Ford Tudor Sedan ترجع إلى عام 1932.

The Quail

سيارة من طراز Ford Tudor Sedan ترجع إلى عام 1932.

وإذا كانت هذه السيارات مخصصة للاستخدام من قبل كبار ضيوف الفندق، فإنّ اهتمام ذا بيننسولا لا ينحصر في ذلك فحسب، بل يمتد إلى تقدير الحرفية والأداء من خلال حدث The Quail الذي يُعد علامة فارقة ضمن أسبوع مونتيري الشهير للسيارات في كاليفورنيا، والذي شهد هذا العام فوز سيارة Ferrari F50 GT1 من سنة 1996 بلقب "أفضل سيارة في المعرض". 

وقد اختير هذا النموذج الذي تعود ملكيته إلى آرت زافيروبولو من بين أكثر من 200 سيارة مشاركة.

سيارة Fenomeno الجديدة التي كشفت عنها لامبورغيني للمرة الأولى في فعالية ذا كويل.

The Quail

سيارة Fenomeno الجديدة التي كشفت عنها لامبورغيني للمرة الأولى في فعالية ذا كويل.

تُعد سيارة Ferrari F50 GT1 من عام 1996، التي تحمل رقم الهيكل 001، واحدة من سيارات فيراري الأشد ندرة والأعلى تميزًا. فهي نموذج أولي صُمم خصوصًا لمشاركة طراز F50 في سباقات GT1 التي ينظمها الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، وقد جرى تجهيزها بمحرك من 12 أسطوانة سعة 4.7 لتر استقدمته فيراري من سيارة سباقات الفورمولا 1 لموسم 1990 وطورته ليتناسب مع متطلبات سباقات جي تي فيما ينتج قوة 750 حصانًا. 

ورغم أنّ هذه السيارة صُممت للمشاركة في السباقات، إلا أنها لم تُشارك في أي سباق، إذ إنّ فيراري أنهت البرنامج في عام 1997 وآثرت التركيز على مشاركتها في الفورمولا 1. وقد بقيت هذه النسخة الحصرية مع مالكها الأول والوحيد آرت زافيروبولو.

سيارة Project F-26، النسخة المعدّلة من بورشه 911 والتي تحمل توقيع محترف Gunther Works.

The Quail

سيارة Project F-26، النسخة المعدّلة من بورشه 911 والتي تحمل توقيع محترف Gunther Works.

وفيما نالت نسخة من طراز Shelby EXP500، أُنتجت في عام 1967 وترجع ملكيتها إلى كريغ جاكسون، جائزة Spirit of The Quail (روح فعالية ذا كويل)، آلت جائزة Hagerty Drivers Foundation (مؤسسة هاغرتي للسائقين) إلى نسخة أُنتجت في عام 1967 من طراز Sunbeam MK2 وترجع ملكيتها إلى ريتشارد طومسون. 

كما شهدت الفعالية هذا العام الاحتفاء بطراز Ferrari F50 بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لإطلاقه -لا سيّما أنه مثّل واحدة من أشهر السيارات الخارقة التي خرجت من مصنع مارانيلو في تسعينيات القرن الماضي - كما أشادت بالذكرى السنوية الستين لسيارة شيلبي موستانغ طراز GT350 كونها أيقونة من أيقونات سيارات العضلات الأمريكية الأسطورية. 

وقد استعرضت الذكرى السنوية الستون لسيارة إيزو غريفو المزيج المميز من الأناقة والأداء الذي تتمتع به هذه السيارة الفاخرة، الإيطالية التصميم والأمريكية المحرك، من خلال نموذج Iso Griffo A3/L الذي أنتج في عام 1963.

كان لقب "أفضل سيارة في ذا كويل" هذا العام من نصيب نموذج من سيارة Ferrari F50 GT1 من سنة 1996، تعود ملكيته إلى آرت زافيروبولو.

The Quail

كان لقب "أفضل سيارة في ذا كويل" هذا العام من نصيب نموذج من سيارة Ferrari F50 GT1 من سنة 1996، تعود ملكيته إلى آرت زافيروبولو.

فضلاً عن ذلك، كان لتاريخ الفورمولا 1 حضور خاص في هذه الدورة من الفعالية مع نسخة من طراز Ferrari F310B شارك بطل العالم مايكل شوماخر سبع مرات على متنها في موسم 1997. 

وقد تميزت هذه السيارة التي نالت جائزة "الألوان الأيقونية المتوافقة مع حقبة زمنية محددة" بكونها تحمل الهيكل الذي لم يستخدمه سوى شوماخر (لم يُستخدم من قبل زميله في الفريق ذلك العام)، فضلاً عن عدد آخر من المميزات الأخرى التي شملت تحقيق الفوز بخمس جوائز كبرى ذلك العام، منها سباق موناكو. بل إنها السيارة نفسها التي تورط مايكل شوماخر على متنها بالحادث الشهير مع جاك فيلنوف على حلبة خريز.

ومقابل الاحتفاء بأيقونات السيارات الكلاسيكية، استقبلت فعالية ذا كويل إبداعات عصرية بتوقيع أبرز المصنّعين والمصممين، فشكلت منصة الظهور العالمي الأول لسيارات مثل لامبورغيني فينومينو Lamborghini Fenomeno وبوغاتي برويار Bugatti Brouillard، والمفهوم التصوري Sport Concept من لكزس، فضلاً عن نماذج من سيارة Chevrolet Corvette CX الاختبارية من شيفروليه، وشقيقتها الخاصة بلعبة بلاي ستيشن CX.R Gran Turismo، ونسخة خاصة من سيارة Corvette ZR1x Silver Quail من كورفيت، وسيارة Gunther Works Project F-26، النسخة المعدّلة من بورشه 911.