عند الامتحان يعز المرء أو يهان، كما يقول المثل الدارج. وفي حالة مون بلان، تجسد هذا الامتحان في ظروف القارة القطبية الجنوبية القاسية. هناك، وعلى وجه التحديد خلال ماراثون الجليد بالقارة القطبية الجنوبية، تبين أن ساعة 1858 Geosphere 0 Oxygen South Pole Exploration Limited Edition قادرة حقًا على تحمل الأحوال المناخية الأشد قسوة على الكوكب.

شهدت هذه المنافسة الجديرة بكبار المستكشفين والمغامرين مشاركة أكثر من ثمانين عداءً، منهم لوران لوكامب، المدير العام لدار مون بلان، ومتسلق الجبال الشاب سايمون ميسنر، ابن المتسلق الشهير رينولد ميسنر. وقد كان عليهم جميعًا قطع 26.2 ميل في درجات حرارة منخفضة جدًا تبلغ 30 درجة مئوية تحت الصفر ومجابهة رياح تهب عليهم بسرعة تصل إلى 25 ميلاً/الساعة.

هذا السباق ليس لأصحاب القلوب الضعيفة، غير أن لوكامب وميسنر استطاعا قطع المسافة جنبًا إلى جنب في نحو أربع ساعات، منتزعين بذلك المركز السابع. إن الطبيعة في القارة القطبية الجنوبية عدائية، حتى إن أحد المشاركين استعدّ للسباق بغمر جسمه في الثلاجة، على ما يقول لوكامب. إنها طبيعة عدائية حتى إن الساعات الذكية والميكانيكية تتعرض فيها للتلف، وقد كان الاستثناء الوحيد ساعة لوكامب وميسنر. 

يؤكد لوكامب هذه الواقعة في حديث له مع مجلة Robb Report، إذ يقول: "ارتدى المشاركين كلهم ساعات ذكية، ولأنها تعتمد على البطاريات فإنها تتلف سريعًا بسبب البرد الشديد". ويضيف: "لن يحدث هذا إطلاقًا مع الساعة التي ارتديناها، إذ تعمل بصورة مثالية مهما كانت الظروف المناخية قاسية، كما أنها لا تحتاج إلى الشحن".

متسلق يختبر أحدث ساعة من مون بلان في الظروف الأشد قسوة للقارة القطبية الجنوبية

Montblanc

كشفت مون بلان عن ساعة Geosphere 0 Oxygen في عام 2022، وقد اختبرها المتسلق الذائع الصيت نيرمال بورغا، الذي يعد أسرع من تسلق أعلى 14 قمة في العالم. لكن الطراز الجديد، القائم أيضًا على مبدأ تفريغ العلبة من الأكسجين وتمديد عمر المكونات، يأتي تكريمًا للمستكشف رينولد ميسنر الذي لبّى نداء القارة القطبية الجنوبية في عام 1990، إذ ارتحل هو وشريكه أرفيد فوكس على أراضيها مشيًا لمسافة وصلت إلى 1,740 ميلاً.

في العام نفسه الذي خطّ فيه ميسنر اسمه في صفحات كتب الاستكشاف، ولد ابنه سايمون، الذي سار على النهج عينه خلال ماراثون الجليد بالقارة القطبية الجنوبية. لقد حمل سايمون على معصمه ما يذكره بإرث أبيه، إذ إن الساعة التي ارتداها تواجه التضاريس الجليدية الزرقاء التي سبق لأبيه أن صادفها في رحلته الشهيرة.

ميناء يزهو بنمط جليدي 

يتحقق هذا بوساطة الميناء الذي يزهو بنمط جليدي متمايز، إذ يشتمل على طبقات متعددة مصقولة بطلاء المينا، احتاج إكمالها إلى 30 عملية منفصلة. يمتد هذا الطابع الجليدي إلى نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، اللذين يتخذان تباعًا موضعين متقابلين عند مؤشر الساعة 12 وعند مؤشر الساعة 6. ولكن هذا ليس كل شيء، إذ تبرز نافذة لعرض التاريخ عند مؤشر الساعة 3 بالإضافة إلى المنطقة الزمنية الثانية عند مؤشر الساعة 9.

يمتد المشهد الجليدي الأزرق إلى العلبة المشغولة من التيتانيوم بقطر 42 ملليمترًا، والتي تقترن بقرص أزرق ثنائي الاتجاه مصنوع من الألمنيوم المؤكسد. كما يمتد أيضًا إلى غطاء الجزء الخلفي للساعة، الذي يحتضن صورة بارعة تحاكي أضواء الشفق القطبي حين تتألق فوق خليج بارادايس في القارة القطبية الجنوبية.

متسلق يختبر أحدث ساعة من مون بلان في الظروف الأشد قسوة للقارة القطبية الجنوبية

Montblanc

إصدار محدود

تنبض الساعة بآلية الحركة ذاتية التعبئة MB 29.25 التي توفر احتياطيًا للطاقة يدوم قرابة 42 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر. ويذكر أن مون بلان اكتفت بطرح 1,990 نموذجًا فقط من الساعة بسعر 7,500 دولار أمريكي.