لطالما شُغف ماكسيميليان بوسير، مؤسس دار إم بي أند إف MB&F، بعالم السيارات منذ طفولته. فقد ظلّ فكره معلقًا بتصاميمها الانسيابية التي ترتقي بمزايا الديناميكية الهوائية حتى عندما اتجه أقرانه إلى استكشاف مجالات أخرى قبل دخول الجامعة.

ومع أن حلمه بدراسة تصميم السيارات لم يُكلّل بالنجاح المرجو، فاتجه بدلاً من ذلك إلى الهندسة، إلا أن مشواره في عالم الساعات الفاخرة قاده في الأخير إلى إعادة الصلة بذلك المجال، بداية من ساعة HM5 التي أصدرها في عام 2012، ونهاية بساعة HM8 Mark 2 التي كشف عنها أخيرًا.

انطلق بوسير في تصميمه لطراز HM5 من ساعة Amida Digitrend المبتكرة التي طرحت في عام 1975، وقد وظف فيها قطعة من البلور الياقوتي على نحو يُتيح الإشارة إلى الساعات القافزة والدقائق عموديًا، من داخل نافذة تشبه عدادات السرعة العتيقة الطراز.

وفي الطرز اللاحقة، أضافت إم بي أند إف مزايا عدة كما تخلّت عن مزايا أخرى، لكنها ظلت تستلهم في هذه المجموعة عناصر من عالم السيارات.

لم يختلف الحال مع ساعة HM8 Mark 2، التي اسْتقت العلامة رموزها التصميمية من مصادر مختلفة، انطلاقًا من المظهر الخارجي المُماثل لمظهر سيارة بورشه 918 سبايدر وكذلك هيئة البلور الياقوتي الذي يُحاكي سطح سيارة زاغاتو فيات أبارث 750 جي تي

ساعة HM8 Mark 2 الجديدة من إم بي أند إف

MB&F

علبة أكثر متانة

صيغت علبة هذه الساعة من مادة "كربون ماكرولون" CarbonMacrolon المُطورة خصيصًا لدار إم بي أند إف، وهي مادة مركبة تتألف من مصفوفة من البوليمر المعززة بأنابيب الكربون النانويّة، التي تُعد أكثر متانة وصلابة من ألياف الكربون التقليدية.

وهذه المادة المبتكرة قابلة للصقل والطلاء باستخدام تقنية المينا والسفع بخَرَز الزجاج والتشطيب، كما أن وزنها أخف بنحو ثماني مرات من الفولاذ، ما يجعل استعمالاتها متعددة ومفتوحة على آفاق مهمة.

وقد طرحت العلامة الساعة الجديدة في علبتين: واحدة بالأبيض والأخرى بالأخضر المستلهم من سيارات السباق البريطانية. تتميز العلبتان بتشطيب خفيف اللمعان على الجزء العلوي وصقل فائق على الجوانب، وقد اقترنت النسخة المصوغة في علبة بيضاء بدوّار تعبئة مطلي بالأخضر بتقنية الترسيب الفيزيائي للبخار ومؤشرات دقائق باللون الأخضر الفاتح، في حين اقترنت النسخة الأخرى بدوار تعبئة وعجلة توازن من الذهب الأحمر ومؤشرات دقائق باللون الفيروزي.

ولا ننسى التاج المستتر، الذي وظفت فيه العلامة براعتها التقنية المشهودة، إذ يكفي ضغطه إلى الداخل، وإدارته ثلاثة أرباع دورة، ثم تحريره لإتمام عملية التعبئة. وهذه الآلية المستحدثة تعمل على حماية نظام التعبئة من التلف.

ساعة HM8 Mark 2 الجديدة من إم بي أند إف

MB&F

تقنيات مبتكرة لتطوير ساعة HM8 Mark 2

على ما هو عليه حال أي سيارة خارقة، احتاج تطوير ساعة HM8 Mark 2 إلى استخدام العديد من التقنيات المبتكرة. فعلى سبيل المثال، كابَد حرفيو إم بي أند إف مشقّة كبيرة في تطويع مادة كربون ماكرولون السالفة الذكر لأنها تُصقل، لزامًا، من كتلة واحدة فقط. وكذلك كان الحال عند تشكيل البلور الياقوتي على تلك الهيئة المنحنية المزدوجة. فقد كان الأمر من شدة التعقيد بحيث رفض العديد من المصنعين خوض هذه المغامرة التقنية المكلفة، قبل أن يُستجاب الطلب. 

تحتضن الساعة الجديدة آلية حركة ذاتية التعبئة توفر احتياطيًا للطاقة يدوم 42 ساعة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 مترًا.