في ظل التحوّل العالمي نحو وسائل النقل المستدامة، يقف تصميم المركبات الكهربائية على أعتاب تحوّل جذري.
وإن كانت مبيعات السيارات الكهربائية قد شهدت بعض التباطؤ أخيرًا، فإن التقدّم المتسارع في تقنية البطاريات، والقيادة الذاتية، والمواد الصديقة للبيئة، قد يعني أن تفاجئنا سيارات الغد بشكلها وأدائها على نحو نعجز عن تصوّره. لكنّ هذا ما قررنا فعله.
طرحت مجلة Robb Report تحديًا على نخبة من ألمع الأسماء في مجالات إبداعية متنوعة، من الساعات والجواهر والأزياء، إلى الهندسة المعمارية، وتصميم الأثاث، واليخوت، والموسيقا، بل السيارات، لوضع تصورّاتهم لمركبات كهربائية أصلية تتجاوز حدود ما تنتجه المصانع اليوم.
وإذ تحرر المشاركون في التحدي من القيود التي يفرضها وجود محرك احتراق داخلي ضخم، وفي بعض الأحيان الحاجة إلى سائق بشري، قدموا تصاميم غاية في الابتكار، نستعرضها في ما يأتي.
بدءًا من سيارات خارقة انسيابية الخطوط وتليق بشخصيات الأشرار في الأفلام، وليس انتهاء بمركبات طريفة أقرب إلى عالم بيكسار منها إلى الطرقات، تنطوي هذه المجموعة على رؤى تصميمية كفيلة باستثارة حماس هواة السرعة. ومن يدري؟ قد تكون بعض هذه السيارات في طريقها إليكم في مستقبل ليس ببعيد.
اسم المشروع: ’27X Speed
جهة التصميم:
دجاي ديفيد وايس، رئيس شركة Designova Creative + Associates Innovation Consultancy للاستشارات في مجال الابتكار.
المُلخّص:
"ينبع مفهوم ’27X Speed من تقاطع مصادر إلهام متعددة، تشمل ما يقارب عقدين من العمل في عالم تصميم اليخوت الآسر، وما طوّرته من مهارات ومعارف في مجال مركبات بحرية ذات حضور مهيب وحجم ضخم.
أضف إلى ذلك انخراطي أخيرًا في تطوير قطاع المركبات البحرية الكهربائية الناشئ، من القوارب المزعنفة والزلاجات المائية الكهربائية فائقة الأداء، إلى الزوارق السريعة التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، وغيرها.
أما العنصر الأخير الذي أتاح لهذا المفهوم أن يبصر النور، فهو شغفي بكل ما يتصل بتصميم السيارات. لقد أماطت هذه التجربة اللثام عن الإلهام الذي راودني على مدى عقود.
وعند التفكير في ما يمكن أن يشكّل وصفة جديدة لتصوّر هذا التطور الكهربائي في تصميم السيارات، تذكّرت طراز Duesenberg Model X Speedster من عام 1927 بلونه الأزرق البحري وتصميم الذيل المستوحى من القوارب، والذي أسَرني بجماله قبل سنوات.
اعتمدت بعض الأبعاد الأيقونية من عشرينيات القرن الماضي، مستمتعًا في الوقت نفسه بما يتيحه تصميم وسائل النقل الكهربائي من حرية في اختيار الشكل والتفاصيل والنسب.
وفي هذا العصر المتجدد للإمكانيات التصميمية في عالم المركبات، استحضرت زمنًا كانت فيه وسائل النقل موضع احتفاء حقيقي ومتعة الحركة جزءًا رئيسًا من التجربة.
كانت النتيجة صيغة انسيابية سابقة لأوانها، مزوّدة بثلاث عجلات، وتثريها لمسة من أسلوب ركوب الأمواج في الأعلى على سبيل الإشارة إلى جذوري في عالم التصميم البحري."
Designova
اسم المشروع: Flux
جهة التصميم:
مارغيت آرغوس، المهندسة المعمارية ومؤسِسة استوديو آرغوس Studio Argus، وماريا كورولوفا، خبيرة التصاميم الداخلية في الاستوديو.
الملخّص:
"إن الاحتياج إلى السيارات في مجتمع اليوم المتغيّر يختلف عما كان عليه في السابق. فمع التوسع العمراني المتزايد وارتفاع متطلبات التنقّل والمرونة، باتت متطلبات الزبائن في ما يخص سياراتهم أكثر تنوعًا من أي وقت مضى.
Courtesy of Margit Argus
بل إن الحاجة إلى السيارة قد تختلف في أوساط الأسرة نفسها من يوم إلى آخر. على سبيل المثال، خلال التنقلات اليومية داخل المدينة، غالبًا ما يكون عدد الركاب في الرحلة نفسها واحدًا أو اثنين، ما يجعل المركبات كبيرة الحجم والثقيلة غير ضرورية. فهذه السيارات تشغل حيّزًا، وتُحدث ضجيجًا، وغالبًا لا تقلّ سوى راكب واحد.
Courtesy of Margit Argus
لذا تمثّل اقتراحنا بابتكار سيارة كهربائية متعددة الوحدات يمكن تعديلها بسهولة عبر إضافة أو إزالة عدد من الوحدات. فمثلاً، يمكن لسيارة بمقعدين أن تتحوّل إلى سيارة بأربعة مقاعد عند الحاجة، كما يمكن إضافة وحدات أخرى مثل وحدة الأمتعة. جرى تصميم إحدى الوحدات لشخصين يجلس أحدهما خلف الآخر، ما يجعل مقصورة السيارة ضيقة جدًا. وعند الحاجة، يمكن وصل وحدة ثانية بها، لتتسع لأربعة أشخاص.
استوحينا فكرة السيارة متعددة الوحدات من عالم الأثاث المتحوّل أو القابل للتعديل. فلمَ لا نستقدم المفهوم نفسه إلى صناعة السيارات؟".
Courtesy of Margit Argus
اسم المشروع: Callum Grampain
جهة التصميم:
إيان كالوم، المدير الإبداعي لشركة Callum المتخصصة في تصميم السيارات والمنتجات.
الملخّص:
"إن إحدى الميزات التي نثمّنها في المركبات الكهربائية مقارنة بما هو عليه الحال في السيارات المجهزة بمحركات الاحتراق الداخلي هي مرونة الهيكل والشكل العام.
فإمكانية إزاحة المقصورة إلى الأمام، نحو المساحة التي كان يشغلها المحرك سابقًا، توفّر مساحة داخلية أكبر، ما يسمح بتصميم مركبة ذات هيكل أحادي من دون الحاجة إلى غطاء أمامي. ونعتقد أن هذا الشكل المسمى Cab Forward سيغدو أكثر شيوعًا بفضل هذه الإمكانية.
تستفيد مركبة الترفيه المقترحة إلى أقصى حد من هذه المرونة، إذ تستغل حيز المقصورة بالكامل على امتداد قاعدة العجلات. كما أنها مجهّزة بنظام دفع كهربائي رباعي، يوفّر قوة عزم دوران كافية لكل عجلة (ميزة أخرى من مزايا المركبات الكهربائية)، ما يمنحها قدرة ممتازة على المضي فوق الطرقات الوعرة.
جُهّزت هذه المركبة أيضًا بسقف قابل للرفع، ما يوفر مساحة إضافية للوقوف داخل المقصورة، إلى جانب ميزات وظيفية أخرى.
إننا نعتقد أن هذا المفهوم، الذي يجمع بين تصميم المركبة الكهربائية وقدراتها، يمثل الصيغة المثالية لمركبة ترفيه ممتعة حقيقةً".
Callum
اسم المشروع: Autokinó
جهة التصميم:
مارتن فراي، الشريك المؤسس والمصمم الرئيس في دار أورويرك Urwerk للساعات.
الملخّص:
"إن مفهوم Autokinó لا يمثّل سيارة فحسب. إنه إعلان استقلال، ومسعى لإعادة تعريف مفهوم النقل، وتجسيد عملي للتقنية المستدامة. فهذه المركبة لا تتحرك ذاتيًا فحسب، بل تعيد تشكيل العالم من حولها.
من خلال الجمع بين الطاقة ذاتية التجدد، والتصميم الجذري، وتجربة القيادة المثيرة، تمثل Autokinó السيارة الحقيقية التي كان العالم يفتقر إليها على الدوام.
على مدى أكثر من قرن، اعتمدت السيارات على مصادر طاقة خارجية. أما Autokinó (كلمة يونانية تعني 'التحرك الذاتي')، فتعيد تعريف النقل بوصفها مركبة مكتفية ذاتيًا، تولّد طاقتها الخاصة.
يتحقق ذلك بالاعتماد على تقنية التحويل الحراري الكهربائي (تأثير سيبيك وبلتييه)، إذ تمتص المركبة الحرارة المحيطة وتحولها إلى طاقة كهربائية، بموازاة تبريد البيئة المحيطة بها، وهو ابتكار ثوري في مواجهة تغيّر المناخ.
فضلاً عن ذلك، تضمن الألواح النانوية الحرارية الضوئية استقلالية كاملة على مستوى الطاقة، ما ينفي الحاجة إلى محطات شحن.
استُلهم تصميم هذه السيارة من مركبة السير على سطح المريخ، وهي مزودة بنظام دفع كهربائي رباعي يتيح لها العبور فوق مختلف التضاريس.
أما قمرة القيادة، فمستوحاة من الطائرات المقاتلة، وتجمع بين منصات تقنية متقدمة وطابع جمالي مميّز لأفلام الخيال العلمي، ما يضع السائق في قلب التحكم والتفاعل. بخلاف السيارات ذاتية القيادة، تحافظ Autokinó على حرية الفرد وتضمن تجربة قيادة تفاعلية.
بفضل التصميم المستقبلي والاستقلالية في إنتاج الطاقة، لا تُعد Autokinó مركبة فحسب. إنها بيان تقني يرسم معالم مستقبل النقل."
Courtesy of Martin Frei
اسم المشروع: Wishbone
جهة التصميم:
تيج تشوهان، مصمم صناعي.
الملخّص:
"غالبًا ما أُسأل عمّا أود تصميمه لاحقًا. لطالما كانت السيارات تستهويني. بل إني مولع بكل ما يسير على عجلات، من سيارات بورشه الكلاسيكية ودرّاجات دوكاتي، إلى عربات التسوّق.
Courtesy of Tej Chauhan
أجيد القيادة سواء على حلبة الكارتينغ أو في الممرات الضيقة لمتاجر البقالة. وفي أطروحتي الجامعية في عام 1995، قدمّت نظامًا للنقل العام الشخصي يتمثّل بسكوترات كهربائية يمكن استئجارها للتنقل لمسافات قصيرة في وسط المدينة. لكن منذ ذلك الحين، لم أصمّم أي مركبة أخرى.
يشغلني مستقبل وسائل النقل الشخصية القصيرة المدى في المدن، وتعجبني فكرة ابتكار مركبة تولّد الإحساس بالمرح والإثارة، لكنها عملية أيضًا في الاستخدام اليومي. صمّمت مفهومًا لوسيلة نقل كهربائية مدمجة وفردية باسم Wishbone، تعتمد على الدفع بالبدّالات، لكنها مجهّزة أيضًا بمحرك كهربائي قوي ومتطور.
Courtesy of Tej Chauhan
إذا ما أخذنا في الحسبان حركة التبديل (البدّالات) ووضع الجلوس الوسطي الذي يمنح السائق شعورًا بأنه جزء من منظومة الدفع، أتصوّر أن تكون التجربة مثيرة حقيقةً. كما أن التصميم متعدد الوحدات، ما يتيح إعادة ترتيب عناصره بسهولة لحمل راكب إضافي أو أكياس تسوّق إضافية.
تمزج مركبة Wishbone بين المرح والسرعة والطابع العملي والنشاط البدني، وستتسنى لكم قيادتها عبر الطرقات المتعرجة في وادي توبانغا أو للشراء من البقالة".
Courtesy of Tej Chauhan
اسم المشروع: The Vollebak Rover
جهة التصميم:
نِك وستيف تيدبول، مؤسسا علامة فولباكVollebak الناشطة في مجال تصميم الملابس الرياضية والملابس المخصصة للمغامرات.
الملخّص:
"سبق أن خضنا سباق ماراثون عبر صحراء ناميبيا. وللوصول إلى قلب الصحراء، جرى نقلنا ضمن مجموعة كبيرة على متن مركبة عسكرية قديمة خارجة من الخدمة. آنذاك، قال سائق المركبة، وهو جندي سابق: 'اصعدوا إلى السقف وتمسّكوا بأي شيء يمكنكم الإمساك به!' ثم انطلقنا عبر الصحراء نحو غروب الشمس الإفريقي ونحن لا نكاد نجد ما نتشبّث به.
كانت تجربة مجنونة. أما داخل المركبة، فازدحم بنحو 15 شخصًا آخرين. نريد أن ننقل هذا الشعور بالمغامرة إلى مركبة Vollebak Rover. بل ينبغي أن يكون الصعود على متنها مغامرة أيضًا.
نعتقد أن المركبات الكهربائية ستتطور مع الوقت لتتناسب مع بيئات جديدة، متطرفة وغير مألوفة، مستلهمةً من تجاربنا خارج الأرض، على كواكب مثل المريخ وتيتان والقمر، ومركبتنا تعكس هذا التوجّه.
ستُصنع مركبةVollebak Rover من سبائك ألمنيوم مستوحاة من تكنولوجيا الفضاء، وستُجهّز بأربع عجلات ضخمة يدعمها نظام تعليق العربة المتأرجحة Rocker-bogie. كما أنها ستكون قادرة على استيعاب 15 راكبًا، أو 25 راكبًا إن لم تكن مسألة السلامة تتصدر قائمة أولوياتك."
Courtesy of Nick and Steve Tidball
اسم المشروع: Renovatio
جهة التصميم:
تارا بيرنرد، مؤسسة شركة التصميم Tara Bernerd & Partners.
الملخّص:
"عندما طُلب مني التفكّر في تصميم مركبة كهربائية مستقبلية، شعرت بحماسة كبيرة للفكرة واستمتعت بالتحدي، رغم أني لم أصمّم سيارة من قبل. لذا، كانت انطلاقتي في هذا المشروع شخصية إلى حد بعيد.
لطالما كنت من المعجبين بمركبات الجيب. بل إن أولى السيارات التي امتلكتها شملت نموذجًا من طراز Renegade Golden Eagle Jeep، ومن هنا بدأت رحلتي لإنجاز المهمة.
تمثلت خطواتي الأولى بالتفكير في الشكل، والهيئة، والمواد، مع الغوص في تفاصيل لوحة القيادة وطريقة عمل التجهيزات. استلهمت رؤيتي من فيلم Dune والقصة الملحمية التي تحمل الاسم نفسه، فبدأت ملامح مركبة جيب قادرة على اجتياز التضاريس الرملية في عالم المستقبل تتبلور في ذهني.
استوحيت تصميم الهيكل الخارجي من أعمال أنيش كابور، فيما استلهمت المقاعد الرياضية من طراز بورشه المعدّل Restomod من سينغر.
بدا تصميمي الأولي أقرب إلى لعبة مستقبلية، لكن هدفي كان صياغة شكل يصلح للمدينة وللطرقات الوعرة على حد سواء. وهكذا انتهى بي المطاف إلى تصوّر مركبة جيب كهربائية تليق بالمستقبل فيما تحافظ على متعة القيادة في الهواء الطلق. في مقترحي، يُصاغ الهيكل الخارجي من الفولاذ المقاوم للصدأ ويكتمل بتشطيبات عاكسة، وعجلات ضخمة ونوابض مكشوفة. أما في المقصورة، فتنعكس الفخامة في كسوة جلدية بلون الكراميل المدبوغ، وفي إطار لمقعد سباق مصقول باللك الأسود.
الآن وقد أنجزت مهمتي، سأحتاج إلى تعلم الكثير عن الأصول الديناميكية لتصميم السيارات وبنائها. لكنني استمتعت بالتجربة إلى أقصى حد".
Courtesy of Tara Bernerd
اسم المشروع: Heavy Metal
جهة التصميم:
أليسون موشارت، فنانة ومغنية وكاتبة أغانٍ.
الملخّص:
"ما أشعر به تجاه السيارات الكهربائية هو أن تصميمها الحديث والأكثر تطورًا بات، في معظمه، قبيحًا للغاية. لو طُلب مني تصميم سيارة كهربائية أحلم بها، لكانت كبيرة الحجم وجميلة وذات طابع يعود بنا إلى ستينيات القرن الفائت وسبعينياته، ما قبل تحوّل السيارات إلى كتل من البلاستيك الرخيص والخدع التسويقية.
أريد مركبة مصنوعة من الفولاذ، مزينة بتفاصيل من الكروم المتلألئ، ومشغولة يدويًا بإتقان حرفي. إنها مركبة تبنيها يد الإنسان وليس الآلات، وتحتضن مقاعد جلدية وثيرة ومريحة ومصنوعة يدويًا، وتخلو مقصورتها من أي عناصر رقمية أو شاشات.
ما أريده هو عدادات حقيقية، وأداة قياس تدق في أقصى المؤشر، ومقعد خلفي يمكنك حقيقةً أن تستخدمه للقيلولة. وليكن الزجاج ثمينًا ثقيلاً والمعدن صلبًا. هل ذكرت الكروم؟ أتخيّل أغطية عجلات فنية لسيارة تزن ما يكفي لتسير بغير عناء فوق الحفر والأرصفة، وتصطدم كأنها سيارة كاديلاك من السبعينيات ثم تمضي وكأن شيئًا لم يكن.
أفكر أيضًا في شعار على الغطاء الأمامي يصطاد الحشرات ويتمايل، ومرآة رؤية خلفية تكون مرآة حقيقة وليس المرآة المشوشة التي نراها اليوم.
أحب السيارات القديمة، والناس بمعظمهم يحبونها لأنها كانت أقرب إلى أعمال فنية يعتني بها المرء ويلمّعها في نهاية الأسبوع، ويقودها بفخر. لطالما كانت هذه السيارات مدخلاً لتبادل الأحاديث.
لا مشكلة في أن تشكّل السيارات الكهربائية مستقبل التنقل. لكن لماذا لا تكون جميلة وذات طابع ملكي، وتشعرنا بأنها حقيقية؟ لماذا لا نبنيها على نحو يجعلها تتحدى عاديات الدهر؟
لنعد إلى المعدن الثقيل والكروم والجلد فيما نعيد استكشاف الشكل الفني للسيارة. يجدر بنا إعادة إحياء تلك الروائع القديمة، وإعادة تصور هذا المخزون المذهل الذي لا يزال بحوزتنا ودمج التقنية الحديثة في الأجسام الكلاسيكية.
أقصد أن نحتفي بتاريخنا الغني في عالم السيارات، ونكرّم روائع الأعمال التي لا تزال بجمالياتها الآسرة مصدر إلهام لا ينضب".
Text And Art By Alison Mosshart
اسم المشروع: Aerion SG
جهة التصميم:
دواير كيلكولين، الشريك المؤسس في دار Spinelli Kilcollin للجواهر.
الملخّص:
"الخيال العلمي هو مؤشري المفضل لاستشراف عالم الغد. فالعالم الذي نعيش فيه اليوم هو خير دليل على عبقرية كتّاب القرن الماضي.
Courtesy of Dwyer Kilcollin
لكن على الرغم من غزارة الأعمال الأدبية العظيمة التي قرأناها، إلا أنني، في كل مرة أجد نفسي عالقًا في الزحام، لا أفكر إلا في شخصية المفتش غادجِت.
ماذا عن تلك المروحية الصغيرة التي تخرج من قبعته؟ أين هي هذه الوظيفة؟ لقد انتظرت ما يقارب 40 عامًا لأرتفع فوق الزحام وأتجاوز الطابور!
Courtesy of Dwyer Kilcollin
إن المركبة الطائرة التي أتخيلها لن تكون بديلاً عن السيارات، لكنها ستضيف مرونة وبُعدًا جديدًا إلى شبكات النقل. ولهذا، جهّزت مركبتي بأربع توربينات طائرة تنبثق من المقدمة والمؤخرة، ما يسمح بالإقلاع في أي لحظة.
أما عن الفرق بين مقدمة المركبة ومؤخرتها، فلست متأكدًا من أهمية هذا التمييز. ستقود المركبة نفسها، لذا لا فرق بين أن تكون مواجهًا للأمام أو للخلف، خصوصًا أننا لن نكون بحاجة إلى النظر إلى الطريق أصلاً.
في المقابل، ستتيح النوافذ المنخفضة والمنحنية للأطفال الصغار رؤية المشهد الخارجي بشكل متكافئ، فيما يتكيّف زجاج السقف تلقائيًا مع تفضيلات الركّاب من حيث درجة التظليل".
Courtesy of Dwyer Kilcollin
اسم المشروع: Autonomous Taxi
جهة التصميم:
ماتيو لويانور، مصمم ومؤسس شركة MATHIEU LEHANNEUR للتصميم.
الملخّص:
"سيارة أجرة ذاتية القيادة؟ لمَ لا. سيارة أجرة بلا سائق؟ وما الجديد؟.. قد يبدو الأمر متناقضًا، لكن الابتكار، بدافع من الحذر، غالبًا ما يعيد تكرار ما سبقه. فلا شيء يُشبه السيارة التي تعمل بالوقود أكثر من السيارة الكهربائية.
كما أن الروبوتات المنزلية التي تُطوّر اليوم لا تختلف كثيرًا عن المجسمات الحركية الميكانيكية التي ظهرت قبل قرنين.
إذا كانت سيارات الأجرة ذاتية القيادة قادمة لا محالة، فإني أريد أن ترتقي التجربة إلى مستوى هذا الإنجاز التقني. أود أن أشعر بالأمان، من دون أن يُحجب عني مشهد المدينة، وأن يكون لي مطلق الحرية في الصعود إلى المركبة والنزول منها وقتما أشاء. أريد أن أشعر وكأنني على متن مركبة تنساب فوق سطح المدينة فيما أقودها كأني ربّان سفينة."
Courtesy of Mathieu Lehanneur
اسم المشروع: Tide
جهة التصميم:
روب أرمسترونغ، المدير الإبداعي في شركة ThirtyC Yacht Design لتصاميم اليخوت.
الملخّص:
"نقدّم لكم مفهوم السيارة الكهربائية من ThirtyC، والتي تدمج بين الفخامة والأداء الوظيفي.
وقد صُمّمت هذه المركبة مع التركيز خصوصًا على الرحابة، إذ توفّر حيزًا داخليًا واسعًا يرفع من مستويات الراحة والمرونة في الاستخدام: تتيح المقصورة نظام جلوس قابلاً للتعديل بالكامل، ما يسمح بتحويلها وفقًا للحاجة إلى مساحة للاسترخاء كأنها مجلس، أو بيئة عمل متنقلة، أو اعتماد ترتيب تقليدي للقيادة.
تحدد مظهرها الخارجي ذا الخطوط الانسيابية أسطح زجاجية ممتدة، ما يخلق شعورًا بالانفتاح ويغمر المقصورة بالضوء الطبيعي. كما يسهم الاستخدام المكثف للألواح الزجاجية في تعزيز الرؤية فيما يبدد الفواصل بين الداخل والخارج، لتغدو كل رحلة تجربة متصلة بانسيابية مع المحيط الخارجي.
أما السقف، فقد زُوّد بمصفوفة من الألواح الشمسية القابلة للطي تعتمد على تقنية متقدمة، ومصممة للحد من اعتماد السيارة على محطات الشحن، وزيادة مدى السفر".
Courtesy of Rob Armstrong
اسم المشروع: Karisma
جهة التصميم:
كريم رشيد، مصمم صناعي.
الملخّص:
"تعكس هذه السيارة جوهر ما أُطلق عليه التقشف الحسي (مصطلح صغته لوصف حركة تصميمية محدودة العناصر، لكنها أكثر إنسانية في طابعها)، وتجسد فكرة مفادها أن العصر الرقمي صُمم ليجعل عالمنا أكثر استدامة من خلال البساطة.
وإذا ما تبنينا هذه الفلسفة، تصبح Karisma أكثر من مركبة. إنها تجسيد لرؤية مستقبلية تلتقي فيها التقنية بالأناقة والكفاءة، من دون أي إسراف.
تعكس السيارة تطور التصميم استجابةً للمتغيرات في عالم بات يركّز على الاستدامة، والرقي، والبساطة الهادفة.
Courtesy of Karim Rashid
فالمسألة لا تتعلق بالحد من استخدام المواد فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز تجربة القيادة والعيش بأسلوب واعٍ وبنّاء. إنها قطعة فنية تعبّر عن مستقبل يزخر بالإمكانيات المستدامة في كل تفصيل وعند كل منعطف.
أود أن يتضمّن التصميم عناصر رقمية مثل الواجهات التفاعلية المتطورة، ويحقق التكامل السلس مع الأجهزة الذكية، لتأكيد الصلة الوثيقة بين الثورة الرقمية ومساعي الاستدامة.
يتألف هيكل Karisma من ألواح مثلثة قابلة للاستبدال، مصنوعة من بوليميرات معززة بزجاج هيكلي، ومتصلة عبر قضبان فولاذية خفيفة الوزن تقوم مقام سلسلة من أقواس الحماية في محيط الهيكل الداخلي بأكمله.
إنها سيارة كهربائية يمكنها الانطلاق على الطرقات بدءًا من الغد. ليست مركبة من عالم الخيال العلمي، بل سيارة عملية ديمقراطية، ميسورة التكلفة، ومصممة للسوق واسع النطاق، خصوصًا أني أناصر بشدة التوجه التصميمي الذي يراعي العدالة والمساواة".
Courtesy of Karim Rashid
اسم المشروع: The Autonomous Mover
جهة التصميم:
توم كونديغ، الشريك المؤسس والرئيس في شركة الهندسة المعمارية أولسن كونديغ Olson Kundig.
الملخّص:
"في ظل انتشار المركبات الكهربائية ذاتية القيادة، تتجلى الفرصة لإعادة التفكير في العلاقة التقليدية بين السيارة والسائق.
Courtesy of Tom Kundig
إذا ما تطورت أنظمة القيادة لتصبح شبكة من وحدات النقل النموذجية الموحدة، فإن تركيز التصميم في المركبات الكهربائية سيتحوّل مجددًا إلى العنصر البشري.
ماذا يمكن أن تفعل بذلك الوقت وتلك المساحة إذا لم تعد تجربتك تتركز حول القيادة؟ مع المرونة والإمكانيات غير المحدودة لنقل أي شيء، بغض النظر عن الحجم أو الغاية أو الوجهة، يصير جلّ ما تحتاج إليه هو الطريق.
مهما كانت الوجهة، فإن مركبةThe Autonomous Mover ستتولى المهمة، سواء أكان ما تنقله شيئًا أم شخصًا أم نفسك."
أغراض مختلفة:
مركبة Autonomous Mover
تسليم
نقل
مسكن
مكتب
شحن
حفل
شكل متحوّل لمهمة جديدة
Courtesy of Tom Kundig
اسم المشروع: Bio-Flo
المصمم:
جوناثان ميتزي، مهندس معماري ومصمم، ومؤسس استوديو ميتزي Mizzi Studio.
الملخّص:
"إنها ليست سيارة فحسب. فمركبة Bio-Flo تمثّل أيضًا بيانًا تصوّريًا لمستقبل النقل، حيث يتلاقى الابتكار في مجال المواد الحيوية مع التصميم التجديدي لإعادة تعريف جوهر وسائل النقل.
كل انحناءة، وكل مادة مختارة، وكل وظيفة، تُجسّد خطوة مدروسة نحو مستقبل ما بعد الكربون الذي يتناغم بالكامل مع البيئة.
تعبّرBio-Flo في جوهرها عن ذكاء طبيعي في هندسة المواد. فهيكلها الخارجي مصنوع من مركّبات ألياف القنب، والراتنج العضوي، وعناصر من الخيزران، ما يمنحها بنية خارجية خفيفة الوزن، لكنها قوية ومتينة.
ويرمز هذا التحوّل عن المركّبات المشتقة من البترول إلى بزوغ فجر اقتصاد دائري للمواد، تصبح فيه المركبات مخزنًا للكربون لا مصدرًا لانبعاثاته.
تتيح القبة الشفافة جزئيًا، المدمجة بسلاسة مع تقنية الخلايا الشمسية، تحويل الأشعة الشمسية إلى طاقة حركية، لتصبح السيارة بذلك نظامًا مستدامًا لتوليد الطاقة ذاتيًا. أما العجلات الهيكلية المستوحاة من النماذج البيولوجية، فتعتمد على أكثر مبادئ الطبيعة كفاءة في البنية، لتقدم أداءً متفردًا من حيث نسبة القوة إلى الوزن.
في الداخل، تحدد معالم المشهد الحسي كسوة مصنوعة من شبكة الجذور المتفرعة من الفطر mycelium، وجلود نباتية المصدر، وأخشاب مستدامة، تجتمع كلها في مقصورة تجمع بين الطابع العضوي والطابع التصميمي السابق لأوانه.
تتحدىBio-Flo مفهوم السيارة كما نعرفه. فهي ليست آلة، بل امتداد حيّ لذكاء التصميم في الطبيعة. لم يعد الأمر من ضرب الخيال. إنه التطوّر الحتمي لتصميم المركبات."
Courtesy of Jonathan Mizzi
اسم المشرع:( Ascari تكريمًا لآخر بطل إيطالي في الفورمولا 1، ألبرتو أسكاري)
جهة التصميم:
جورجيو بولغري، المؤسس والمدير الإبداعي لدار الجواهر Giorgio B..
الملخّص:
"القيادة تعني الحرية. منذ طفولتي، كنت أحلم بالسيارات، وبأن أكون قادرًا على التقاط المفاتيح لأقود السيارة إلى أي مكان أريده، وقتما أشاء. ومع اقتراب العالم من حقبة القيادة الذاتية، وازدياد انتشار المركبات الكهربائية، بدأت أتساءل: ما الذي يخبئه لنا مستقبل القيادة؟
أستمتع بقيادة السيارات خفيفة الوزن، وليس القوية فحسب. فكلما خفّ وزن السيارة، زادت متعة القيادة وزاد الاتصال الحقيقي بالطريق. على أن الانتقال إلى السيارات الكهربائية جعل المركبات الصغيرة ثقيلة أيضًا، وقيادتها أقل إمتاعًا. لذلك، عندما طُلب مني أن أتصوّر سيارة كهربائية مستقبلية، تخيّلت سيارة صغيرة تجمع بين متعة القيادة والأداء الوظيفي.
Courtesy of Giorgio Bulgari
بخلاف السيارات المجهّزة بمحركات احتراق داخلي، التي تتميز عادةً بشبك أمامي يبرّد المحرك ويُشكّل عنصرًا بصريًا مميزًا (فكر في سيارات ميني كوبر أو أستون مارتن)، تحتاج السيارات الكهربائية إلى مصابيح معبّرة وأشكال محددة بوضوح.
لذلك تخيّلت سيارة مزوّدة "بعينين" معبّرتين، وأقواس عجلات أمامية بارزة تُظهر غطاء المحرك من مقعد القيادة (في إيحاء إلى سيارات السباق في ستينيات القرن الفائت) ولكن في تصميم انسيابي. إنها مركبة جذابة، ولكن طابعها ليس أنثويًا على نحو مفرط.
تتسع السيارة لأربعة ركّاب، وهي خفيفة جدًا (بفضل التقنيات الجديدة)، ما يجعل قيادتها ممتعة. إنها سيارة مثالية للتنقل في المدينة (لأن معظمنا سيقيم في مدن كبرى)، لكنها ستمنحك متعة القيادة بنفسك."