بين الندرة وقيمة الإرث التاريخي، تتهيأ سيارة جاكوار D-Type من عام 1956 لتتصدر أول مزادات دار برود آرو Broad Arrow في زيورخ خلال نوفمبر المقبل، وسط توقعات بتجاوز قيمتها 7.5 مليون دولار أمريكي. هذا الطراز الأسطوري لم يُنتج منه سوى 71 نسخة فقط، ما يجعل كل سيارة منه بمنزلة جوهرة تاريخية نادرة.
سيارة جاكوار D-Type.. أيقونة لومان
وُلدت سيارة جاكوار D-Type بهدف وحيد: اعتلاء منصة التتويج في سباق لومان 24 ساعة. وقد نجحت في تحقيق انتصارات متتالية في الأعوام 1955 و1956 و1957، لتكرّس حضورها بوصفها رمزًا للسرعة والانسيابية.
سر تفوقها كان في هيكلها الديناميكي الانسيابي الذي استلهم تقنيات الطيران، إلى جانب محركها XK سداسي الأسطوانات الذي منحها قدرة على بلوغ سرعة قياسية وصلت إلى 278 كيلومترًا في الساعة، وهو إنجاز غير مسبوق على الحلبات آنذاك.
لكن مع تغير القوانين عام 1958 لتحديد السعة عند 3.0 لترات، تراجع حضورها التنافسي، وإن ظل إرثها متقدًا بوصفها واحدة من أعظم أيقونات سباق لومان.
Broad Arrow
ما يزيد من تفرد هذه النسخة تحديدًا اقترانها بمجموعة من الشهادات والوثائق التي تضمن أصالتها وتاريخها السباقي، مثل استمارة الهوية التاريخية الصادرة عن الاتحاد الدولي للسيارات FIA في عام 1992، وجواز الاتحاد الدولي للسيارات لعام 2009، إلى جانب بطاقة الهوية الصادرة عن الاتحاد الدولي للمركبات التاريخية FIVA لعام 2012.
هذه الوثائق لا تؤكد تفرّد مواصفاتها فحسب، بل تفتح لها أبواب المشاركة في نخبة الأحداث الكلاسيكية حول العالم، بدءًا من Le Mans Classique وMonaco Historic Grand Prix، وصولاً إلى Goodwood Revival، حيث تتحول السيارات التاريخية من مجرد مقتنيات جامدة إلى نجوم مضيئة في سباقات أسطورية.
Broad Arrow
تاريخ ملكية استثنائي
تتجمّل هذه النسخة النادرة، التي يحمل هيكلها الداخلي رقم XKD 551، بتاريخ غني منذ خروجها من المصنع في عام 1956، إذ لم يكتفِ مالكها الأول باقتناء سيارة سباقات خالصة، بل أجرى تعديلات حولتها إلى مواصفات XKSS، النسخة المدنية من D-Type.
شملت هذه التعديلات إزالة الحاجز الوسطي بين السائق والراكب، وإضافة زجاج أمامي ممتد بعرض السيارة، وباب جانبي إضافي، لتقترب السيارة من طابع الاستخدام اليومي مع الحفاظ على روحها الرياضية الأصيلة.
Broad Arrow
بعد ذلك، انتقلت الملكية إلى السائق البريطاني جيمس داوني، المعروف بخوضه سباقات باستخدام سيارات أستون مارتن، قبل أن تستقر في يد النجم الأسترالي بول هوكينز، أحد أبرز وجوه الفورمولا 1 في الستينيات.
ومع بداية السبعينيات، اتخذ القرار بإعادتها إلى مواصفاتها الأصلية بوصفها سيارة D-Type خالصة، في عملية ترميم دقيقة أعادت لها أصالتها كما خرجت لأول مرة من محترفات جاكوار.
وفي عام 1994، وجدت السيارة ملاذها الأخير لدى مالك سويسري، جمع بين الشغف بالسيارات التاريخية والدقة في صيانتها. فقد أعاد بناء محركها الأصلي الذي ظل محفوظًا لعقود، ليُعاد تركيبه عام 2005 بحالة شبه جديدة، ما منح السيارة حياة متجددة تجمع بين عبق الماضي وروح الأداء النقي.
