في سجل يمتد لأكثر من قرن من الزمان، لم تكن أستون مارتن مجرد صانع سيارات رياضية، بل علامة على التفرّد البريطاني الذي يوازن بين الفخامة والأداء. ومع أن الطرز الإنتاجية للعلامة حملت دومًا طابعًا أرستقراطيًا لا يُخطئه الذوق، إلا أن أكثر ما يجذب جامعي السيارات والنقّاد هو تلك الإبداعات النادرة التي تخرج عن الإطار التقليدي، لتصبح أقرب إلى قطع فنية محدودة الإنتاج.
من سيارات الحلبات المتوحشة إلى الطرز التي تعيد إحياء الماضي بروح عصرية، يكشف هذا التقرير عن أروع 10 سيارات محدودة الإنتاج قدّمتها أستون مارتن في تاريخها، بعضها لم يُنتج منه سوى نسخة واحدة، وجميعها تُجسّد ذروة ما يمكن أن تُقدّمه أستون مارتن من تفرّد هندسي وروعة تصميمية لا تقبل التكرار.
Aston Martin Valhalla
ضمن سلسلة من الطرز المحدودة التي تجسّد روح أستون مارتن في أبهى صورها، تبرز سيارة فالهالا Valhalla بوصفها واحدة من المشاريع الأكثر جرأة وإثارة في تاريخ العلامة البريطانية العريقة.
بإنتاج يقتصر على 999 نموذجًا فقط حول العالم، تمثّل هذه السيارة الجسر بين رؤية مستقبلية طموحة وهوية متجذرة في الإرث الهندسي الرفيع.
منذ الكشف عنها لأول مرة، أثارت فالهالا اهتمامًا واسعًا بوصفها جزءًا من ثلاثية خارقة كان من المفترض أن تضم أيضًا طراز فانكويش Vanquish بمحرك وسطي وسيارة فالكيري Valkyrie المتطرفة.
وعلى الرغم من بعض التغييرات التي طرأت على المشروع بعد انتقال القيادة إلى رجل الأعمال لورنس سترول، إلا أن السيارة حافظت على جوهرها بوصفها طرازًا وسطي المحرك موجّهًا للقيادة عالية الأداء.
كانت الخطة الأصلية تقوم على تزويد السيارة بمحرك V6 سعة 3.0 لترات من تطوير أستون مارتن نفسها، مدعوم بنظام هجين يمنحها دفعة طاقة على غرار تقنية كيرس KERS المستخدمة في سباقات الفورمولا 1، بقوة إجمالية تقارب 986 حصانًا.
لكن بعد إعادة إطلاق المشروع، استُبدل بالمحرك الأصلي محرك V8 سعة 4.0 لترات معزز بشاحن توربيني مزدوج، ومدعوم بثلاثة محركات كهربائية، واحد في الخلف واثنان في الأمام، لتنتج معًا قوة مذهلة تبلغ 1,064 حصانًا وقوة عزم دوران تبلغ 1,098 نيوتن متر.
وجرى ربط هذه المنظومة المتطورة بناقل حركة مزدوج القابض من 8 سرعات، ما منح فالهالا نظام دفع رباعي وأداءً يضعها في مصاف السيارات الخارقة الأكثر تطورًا على الإطلاق. واحتفظت السيارة بتصميمها الوسطي للمحرّك، ما عزز توازنها الديناميكي وثبّتها بوصفها ركيزة لهوية أستون مارتن المستقبلية.
وتميزت فالهالا أيضًا بتصميم جديد يعكس فلسفة التصميم الحديثة التي اعتمدها لورنس سترول، إذ أعيدت صياغة خطوطها لتنسجم مع توجه العلامة الجديد، مع الحفاظ على طابعها المتوحّش والمفعم بالانسيابية.
Aston Martin
DBS Superleggera 770 Ultimate
لطالما شكّلت طرز أستون مارتن المزودة بمحرك V12 ذروة ما تقدّمه العلامة من أناقة وأداء. ومن بين هذه الطرز، تبرز DBS Superleggera 770 Ultimate بوصفها أرقى تجسيد لهذه الفلسفة، وأحد أبرز الإصدارات الخاصة التي أنتجتها الشركة في السنوات الأخيرة.
أُطلقت هذه النسخة النهائية بإنتاج محدود بلغ 770 نموذجًا فقط، لتُتوّج بذلك سلسلة من الإصدارات الناجحة التي أثارت إعجاب الزبائن والمقتنين على حدّ سواء.
واستلهمت أستون مارتن تصميم هذه السيارة من شقيقتها DB11، إذ استُخدم المحرك نفسه من فئة V12 بسعة 5.2 لتر مع شاحن توربيني مزدوج، لكن بقدرة أعلى بلغت 759 حصانًا، مرتبط بنظام ناقل حركة أوتوماتيكي من ثماني سرعات.
ولا يقتصر تفوّق 770 Ultimate على الأداء فحسب، بل يشمل أيضًا حزمة تصميمية انسيابية خاصة تميّزها عن النسخة القياسية، وتمنحها حضورًا بصريًا أكثر جرأة من دون التفريط في طابعها الكلاسيكي.
Aston Martin
Aston Martin Valkyrie
فيما عبّرت DBS Superleggera 770 Ultimate عن الذروة الكلاسيكية لفلسفة سيارات أستون مارتن ذات المحرّك الأمامي، شكّلت أستون مارتن فالكيري نقطة تحوّل جذرية نحو مستقبل أكثر جرأة.
جاءت هذه السيارة لتجسّد مفهومًا جديدًا للسيارات الخارقة، وهي تنتمي إلى مشروع طموح كانت الشركة قد بدأت العمل عليه، هدفه تقديم ثلاثية من السيارات الخارقة بمحركات وسطية تضع أستون مارتن على خارطة الأداء المتطرّف.
تمثّل فالكيري قمة هذا المشروع، إذ جرى تطويرها بمعايير سباقات التحمل، وبإنتاج محدود للغاية. تنبض السيارة بمنظومة هجينة تجمع بين محرّك V12 طبيعي السحب بسعة 6.5 لتر، ومحرّك كهربائي يوفّر تعزيزًا شبيهًا بالنظام المعتمد في سيارات الفورمولا 1. هذا التناغم يُنتج قوة مذهلة تبلغ 1,160 حصانًا، تُنقل إلى العجلات الخلفية من خلال ناقل حركة شبه أوتوماتيكي من 7 سرعات.
ورغم تعثّر المشروع في بداياته، إلا أن النسخة النهائية من فالكيري جاءت لتُعيد تعريف ما يمكن لسيارة أستون مارتن أن تكون عليه. تصميمها الجريء، ووزنها الخفيف، وصوت محرّكها V12 الفائق، كلها عوامل جعلت منها واحدة من السيارات الأشد إثارة للإعجاب في العقد الأخير.
Aston Martin
Aston Martin Valour
وسط موجة السيارات الخارقة التي تعتمد على الأنظمة الهجينة والقيادة الذاتية، جاءت سيارة أستون مارتن فالور لتُجسّد روح القيادة الخالصة كما عرفناها في الماضي.
هذه المركبة الجريئة والمصمّمة خصوصًا لعشاق التفاعل الحقيقي مع الطريق، تستمدّ قوتها من محرك V12 سعة 5.2 لتر، المعزز بشاحن توربيني مزدوج لإنتاج قوة تبلغ 705 أحصنة وقوة عزم دوران تصل إلى 752 نيوتن متر، وهو المحرك نفسه الذي يشغّل طراز DBS Superleggera بفضل تقاسمهما العديد من المكوّنات الهندسية.
لكن ما يُميّز فالور هو خيار نادر في هذا العصر، وهو نظام ناقل حركة يدوي من 6 نسب، ما يجعل تجربة قيادتها أقرب إلى سيارات المدرسة القديمة التي تتطلب مهارة وشغفًا حقيقيًا خلف المقود.
لم تُنتج أستون مارتن سوى 110 نسخ فقط من هذه التحفة، بيعت جميعها خلال أسبوعين من طرحها، لتُسجّل مكانتها سريعًا بوصفها واحدة من الإصدارات الأكثر طلبًا والأشد ندرة.
Aston Martin
Aston Martin Vanquish Zagato Shooting Brake
وإذا كانت سيارة فالور تُجسّد عودة أستون مارتن إلى روح القيادة الكلاسيكية، فإن طراز فانكويش زاغاتو شوتينغ بريك يعكس الوجه الجمالي لتلك الروح، من خلال تعاون فني استثنائي مع استوديو زاغاتو Zagato، يجمع بين التصميم النحتي والأداء المهيب في قالب مستوحى من لغة الحرفية الإيطالية، في إصدار لم يُصنع منه سوى 99 نسخة فقط.
ورغم الطابع الفني الواضح، إلا أن السيارة لم تتخلَّ عن أدائها الجبّار، إذ تعتمد على محرّك من 12 أسطوانة بسعة 5.9 لتر ينتج قوة 568 حصانًا وقوة عزم دوران تبلغ 631 نيوتن متر، ويرتبط بناقل حركة أوتوماتيكي من 8 سرعات.
وعلى الرغم من أنها لا تحتوي سوى على مقعدين، إلا أنها تبقى واحدة من السيارات الحصرية الأكثر إثارة في تاريخ العلامة، مع تصميم يُجسّد ذروة الانسجام بين الطابع الجمالي والأداء الديناميكي.
Aston Martin
Aston Martin One-77
بالنظر إلى الإرث النخبوي الذي رسمته أستون مارتن عبر طرز مثل فالور، وفانكويش زاغاتو، يصعب تجاهل واحدة من سيارات العلامة الأشد ندرةً والأكثر جرأة على الإطلاق: أستون مارتن One-77، التي حُصر إنتاجها في 77 نسخة فقط، لتُجسّد قمة التفرّد الهندسي والتصميمي في بداية الألفية الجديدة.
تولّى دفع هذه السيارة محرّك V12 بسعة 7.3 لتر، يُعد من بين أقوى محركات السحب الطبيعي آنذاك، إذ يولّد قوة تصل إلى 750 حصانًا وقوة عزم دوران تبلغ 750 نيوتن متر. هذا القلب الميكانيكي الجبّار يتّصل بناقل حركة يدوي من ست سرعات، ينقل القوة إلى العجلات الخلفية ويتيح للسيارة الانطلاق من الثبات إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 3.5 ثانية فقط، قبل أن تلامس سرعة قصوى تقارب 354 كيلومترًا في الساعة.
ورغم أن One-77 لم تحظَ بتغطية إعلامية ضخمة مثل تلك التي نالتها طرز أخرى من العلامة البريطانية، إلا أنها رسّخت مكانتها بوصفها تحفة نادرة تستحق أن تُصنَّف ضمن أعظم سيارات أستون مارتن على الإطلاق.
Aston Martin
Aston Martin Valiant
ضمن مساعي أستون مارتن المستمرة لصناعة سيارات لا تشبه سواها، جاءت نسخة فاليانت لتضيف بُعدًا أكثر تطرفًا إلى فلسفة القيادة الميكانيكية.
فرغم أن طراز فالور كان بحد ذاته تحية لعشاق السيارات الكلاسيكية المجهزة بناقل الحركة اليدوي، إلا أن بعض الزبائن، ومنهم الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم في الفورمولا 1 مرتين وسائق فريق أستون مارتن الحالي، أرادوا شيئًا أكثر جرأة وتخصيصًا.
تلبية لرؤية ألونسو، طوّرت العلامة البريطانية طراز فاليانت بوصفه نسخة مخصصة للحلبات، مستندة إلى قاعدة فالور لكن مع تعديلات جوهرية في الوزن ومزايا الديناميكية الهوائية.
جرى تصنيع الهيكل بالكامل من ألياف الكربون، مع عجلات مصنوعة من المغنيسيوم، ونظام عادم من التيتانيوم، وبطارية خفيفة الوزن، جميعها ساهمت في تخفيف وزن السيارة بشكل كبير. أما الجناح الخلفي الضخم، ونظام التعليق المتطور، والمكابح المصنوعة من السيراميك الكربوني، فصُممت لتحقيق ثبات وأداء مثاليَّين في بيئة الحلبات.
ورغم أن فاليانت لا تزال قانونية للسير على الطرقات العامة، إلا أنها وُلدت بروح سيارات السباق، وصُمّمت لتمنح سائقها تجربة قيادة فائقة التطرف لا تضاهى. اقتصر إنتاجها على 38 نسخة فقط، لتكون واحدة من سيارات أستون مارتن الأشد ندرة على الإطلاق.
ومن بين القلائل الذين حظوا باقتنائها، يبرز اسم الطاهي العالمي غوردون رامزي، المعروف بشغفه الكبير بجمع السيارات الفريدة.
Aston Martin
Aston Martin Vulcan
رغم تاريخها الطويل في تقديم السيارات الرياضية الفاخرة، إلا أن أستون مارتن نادرًا ما تذهب إلى أقصى حدود التطرّف الهندسي، لتبتكر سيارة مخصصة للحلبات فحسب.
لكن هذا ما حدث تمامًا مع أستون مارتن فولكان، السيارة التي تُخاطب نخبة من الجامعين الذين يبحثون عن تجربة سباق خالصة خارج قيود الطريق.
ولم يُنتج من هذه المركبة سوى 24 نسخة فقط، وهو ما يعكس التزام أستون مارتن بابتكار تجربة سباق نخبوية لا تُقدَّم إلا لقلة مختارة.
تستمد فولكان قوتها من محرك V12 بسعة 7.0 لترات يولّد قوة 820 حصانًا وقوة عزم دوران تبلغ 780 نيوتن متر، وهي أرقام يمكن التحكم بها عبر مفتاح داخلي يتيح للسائق الاختيار بين 500 حصان و675 حصانًا، أو الاستفادة الكاملة من القوة القصوى.
هذا الأداء الجبّار، مدعوم بوزن لا يتجاوز 1,360 كيلوغرامًا، يتيح للسيارة التسارع من الثبات إلى 96 كيلومترًا في الساعة خلال 2.9 ثانية فقط، مع قدرة على بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 335 كيلومترًا في الساعة في حال نُزع الجناح الخلفي المخصص للقوة الضاغطة.
وفيما يخص منظومة الحركة، تعتمد السيارة على علبة نظام ناقل حركة يدوي متتابع من 6 سرعات، جرى تطويره خصوصًا لتحمّل ظروف القيادة القاسية على الحلبات.
Aston Martin
Aston Martin DB4 GT Zagato
وإن كانت سيارات أستون مارتن محدودة الإنتاج في العصر الحديث تذهل العالم بتقنياتها المتطوّرة، فإن الأساس الجمالي والميكانيكي لهذا الإرث يعود إلى أيقونة تاريخية استثنائية، سيارة DB4 GT زاغاتو. هذا الطراز الكلاسيكي هو الوحيد من نوعه ضمن القائمة، ويُعد من أجمل ما أنجبته العلامة البريطانية في القرن العشرين.
لم يُصنّع منه سوى 19 نسخة، حملت توقيع دار زاغاتو الإيطالية الشهيرة في التصميم الخارجي، لتُجسّد انسجامًا نادرًا بين البساطة الرياضية واللمسة الفنية الآسرة.
استمدّت السيارة قوتها من محرك سداسي الأسطوانات مستقيم بسعة 3.7 لتر، خضع خلال فترة إنتاجه لتعديلات عديدة، حتى بلغ معدل قوته نحو 314 حصانًا مع قوة عزم دوران تقارب 377 نيوتن متر، وهي أرقام مذهلة بمعايير ستينيات القرن الماضي. اقترن المحرك بناقل حركة يدوي رباعي السرعات، ووجّه القوة إلى العجلات الخلفية، ما منح السيارة أداءً رياضيًا صريحًا يُواكب رشاقتها الانسيابية.
Aston Martin
Aston Martin Victor
وفي ختام هذه الرحلة بين تحف أستون مارتن محدودة الإنتاج، لا بدّ من التوقف أمام الطراز الذي اختزل الجنون التصميمي والميكانيكي في أعلى تجلياته، أستون مارتن فيكتور.
هذه السيارة ليست مجرّد نموذج خاص، بل رؤية متكاملة لما يمكن أن تكون عليه سيارة خارقة تجمع بين التصميم الكلاسيكي وقوة الأداء المعاصر.
Aston Martin
استند طراز فيكتور إلى قاعدة One-77 الأسطورية، غير أن محرك V12 سعة 7.3 لتر خضع لتعديلات جذرية على يد شركة كوسوورث Cosworth، رفعت قوته إلى 836 حصانًا وقوة عزم دورانه إلى 822 نيوتن متر.
هذه القوة الهائلة نُقلت إلى العجلات الخلفية عبر ناقل حركة يدوي تقليدي بست سرعات، ما منح فيكتور لقب أقوى سيارة يدوية في تاريخ أستون مارتن على الإطلاق.
أما التصميم، فكان بمثابة تحيّة معاصرة لطراز V8 Vantage الكلاسيكي من سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته، وقد تولّى المصمم كايز كين تشينغ ابتكار لغة بصرية تجمع بين الخطوط الرجعية واللمسات المستقبلية، ليتحوّل المظهر إلى استعراض جمالي نادر من نوعه.
صُنعت نسخة واحدة فقط من هذه السيارة، بتكليف خاص من أحد جامعي السيارات، ولن يُنتج منها أي نموذج آخر، ما يجعلها تحفة غير قابلة للتكرار.