تحفة هندسية جديدة تشقّ طريقها إلى سجلات التاريخ، خطّتها شركة شاومي Xiaomi بإبداع لا يُضاهى على مضمار نوربورغرينغ نوردشلايف الشهير، حيث سجّلت سيارتها الكهربائية SU7 Ultra أسرع زمن لسيارة إنتاجية على هذا المضمار.
لم يكن هذا الإنجاز مجّرد شعار تسويقي، بل تجسيدًا حقيقيًا لوعود العلامة الصينية، التي بدأت في تنفيذ رؤيتها منذ مطلع عام 2024، واليوم تؤكّد قدرتها على المنافسة في أقوى الساحات العالمية.
سيارة SU7 Ultra.. قوة صامتة تهزّ مضمار الأساطير
بحسب ما أعلنته الشركة، فقد أكملت SU7 Ultra دروة كاملة على مضمار نوربورغرينغ نوردشلايف، البالغ طوله 12.9 ميل، بزمن قدره سبع دقائق وأربع ثوانٍ و957 جزءًا من الألف من الثانية، وهو رقم لم يكن ليبدو ممكنًا قبل سنوات قليلة، لا سيما حين يصدر عن سيارة تحمل توقيع علامة حديثة العهد في عالم صناعة السيارات.
الرقم الجديد لم يكن تحسينًا هامشيًا، بل جاء ليطيح رسميًا بريماك نيفيرا Rimac Nevera، إحدى أعنف السيارات الكهربائية الخارقة على الإطلاق، التي سجّلت في أغسطس 2023 زمنًا بلغ 7:05.298. ولم يتوقف تفوّق SU7 Ultra عند هذا الحد، إذ تجاوز أيضًا الرقم الذي حققته بورشه تايكان توربو جي تي بنسختها الاختبارية، والبالغ 7:07.55، ما يفتح المجال أمام قراءة جديدة تمامًا لخريطة الأداء في قطاع السيارات الكهربائية.
لكن المفاجأة لا تكمن في عقارب الزمن فحسب. فالسيارة، المصنّفة ضمن فئة سيارات الصالون الكهربائية رباعية الأبواب، قد لا تبدو ثائرة من حيث الشكل؛ إلا أنها تخفي في أعماقها منظومة دفع ثلاثية تُنتج قوة تُزاحم بها نُخبة السيارات الخارقة، إذ تولّد قوة تزيد على 1,527 حصانًا، وتستعين بحزمة ديناميكية هوائية تُولّد أكثر من 4,700 رطل من القوة السفلية لتكتب فصلًا جديدًا في قاموس السرعة الكهربائية.
وتُترجم هذه الأرقام إلى أداء حقيقي على الحلبة: انطلاقة من السكون إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.8 ثانية فقط، وسرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومترًا في الساعة، علمًا بأن الفيديو الرسمي يُظهر السيارة وهي تلامس سرعة 346 كيلومترًا في الساعة في أثناء الجولة.
تُظهر هذه الخطوة من شاومي أن المستقبل لا تحتكره أسماء بعينها..
بل يتّسع للمنافسين الجدد حين يملكون ما يكفي من الجرأة والبراعة الهندسية. وربما لهذا السبب تحديدًا، تُصرّ الشركة على التأكد من جاهزية السائقين قبل اصطحاب SU7 Ultra إلى الحلبات، لما تحمله من طاقة مذهلة تحتاج إلى انضباط حقيقي خلف المقود.