بضع سنوات فقط مضت على ظهور الجيل الثامن من شيفروليه كورفيت الذي أعلن عن إعادة ولادة الأيقونة العصرية التي يتجاوز عمرها السبعين عامًا. ومع دخول السيارة عصرًا جديدًا من القوة، انتقل محركها إلى منتصف الهيكل ليضيف توازنًا جديدًا للتجربة، ومعه، أبرزت ستينغراي عضلاتها الأمريكية مطلقةً معيارًا جديدًا للأداء من سيارات كورفيت. 
وفي العام الماضي، عززت كورفيت Z06 من موقف المنصة الجديدة لسيارات كورفيت، وأثبتت أنها قادرة على تقديم أداء فائق في هيكل ذي تصميم فريد قادر على منافسة السيارات الإيطالية الفارهة التي طالما سيطرت على حلبات السباق مثل Porsche 911 GT3. وبعد هذا التحدي الناجح، قررت كورفيت أن تتحدى سيارة إيطالية أخرى مع وحش كاسر جديد ومنظومة طاقة هجينة تحت اسم E-Ray، التي تعد باكورة إنتاج كورفيت الهجين واعتمادها على الطاقة المستدامة. 

كورفيت E-Ray وقوتها المفرطة

لم تخسر كورفيت قوتها عند الانتقال إلى المنظومة الهجينة، إذ أتت بشكل عزز من إرثها العميق وأبرز استعدادها لاحتضان المستقبل المستدام، وذلك بفضل محرك كهربائي في منتصف السيارة وتحديدًا بين الإطارين الأماميين، ليضيف إليها قوة 160 حصانًا إلى جانب قوة المحرك الأصلي البالغة 495 حصانًا، لتصل قوة السيارة إلى 655 حصانًا. 

كورفيت E-Ray تحقق المعادلة الصعبة

Chevrolet

وأما عن البطارية، فإن الصانع تمكن من إخفائها في نفق ناقل الحركة الذي يتوسط السيارة بشكل لا يؤثر على مركز الجاذبية أو أداء السيارة في المجمل. ولأن البطارية أصغر من أن تشحن بمنفذ خارجي، فإنها تعتمد على المكابح ومنظومة الطاقة التقليدية. وبسبب القوة المفرطة للسيارة، فإن عملية شحن البطارية لا تستغرق وقتًا طويلاً. 

ورغم صغر حجم البطارية والمحرك الكهربائي، إلا أنه قادر على تشغيل السيارة بشكل كامل بمفرده لبضعة أميال على سرعة أقل من 75 كيلومترًا/الساعة، وهذا لأن القيادة المنفردة والاعتماد على المحرك فحسب ليس الهدف الرئيس من وجوده، بل هو يسعى لزيادة أداء السيارة. 

ينجح المحرك الكهربائي في هذا المسعى على نحو ملحوظ، إذ يساعد السيارة على التسارع حتى 100 كيلومتر/الساعة في 2.5 ثانية فقط ليماثل في ذلك الأداء الذي تقدمه Z06 الخارقة، ولكن في حزمة تناسب الاستخدام اليومي داخل المدن. 

الراحة والسلاسة

هذه القوة المفرطة التي تتمتع بها كورفيت E-Ray لا تؤثر تمامًا على معاني الراحة في القيادة، وذلك بفضل منظومة التحكم المغناطيسية وأوضاع القيادة المتنوعة، فضلاً عن ناقل الحركة المكوّن من ثماني نسب والقادر على الانتقال بين السرعات بسلاسة منقطعة النظير. 

كورفيت E-Ray تحقق المعادلة الصعبة

Chevrolet

كما لم تبخل شيفروليه على التجهيزات الداخلية لكورفيت E-Ray التي جُهزت بشاشة لمس بحجم 8.0 بوصات تدعم تقنيات الاتصال بالهواتف المحمولة المختلفة سواءً كانت أندرويد أوتو أم كار بلاي، فضلاً عن الاتصال بنحو 14 مكبر صوت من Bose. 

استطاعت كورفيت أيضًا أن تتجنب الكثير من التعليقات السلبية على أسلوب قيادة ستينغراي في E-Ray، إذ أصبحت مقدمة السيارة أسهل في التحكم، وهو الأمر الملحوظ بشدة في حلبات السباقات، إذ تستجيب السيارة بسهولة لمحاولات التوجيه المختلفة وتتغير وضعيتها بشكل كبير اعتمادًا على الاتجاه الذي توجه إليه. 

الإحساس المميز الذي تنقله آلية التحكم والتوجيه في كورفيت E-Ray ليس وليد ناقل الحركة أو المقود بمفرده، إذ يشارك المحرك الكهربائي في توجيه السيارة وتسهيل التحكم فيها. ورغم أن هذه المنظومة الهجينة تزيد من وزن السيارة بمقدار 180 كيلوغرامًا، إلا أنها تستحق وزنها الإضافي بفضل المزايا التي تقدمها إلى التجربة بشكل عام. 

لذلك، ورغم أن E-ray أثقل وأقل استجابةً من ستينغراي، إلا أنها تقدم تحكمًا أفضل ومنظومة طاقة محسنة بشكل كبير. وبفضل المنظومة الهجينة، فإنها تصبح اختيارًا أنسب للاستخدام اليومي، وهو ما يجعلها فئة جديدة مختلفة تمامًا عن بقية سيارات كورفيت.