بعد غياب دام خمسين عامًا، لم يكن أحد يتوقع أن تتمكن فيراري من العودة إلى سباق 24 ساعة لومان، لا لتكتفي بمركز متقدم على منصة التتويج، بل لتحجز لنفسها المركز الأول مع انتصار فاجأ الجميع. 
كان هذا قبل بضعة أشهر. أما اليوم، وكي يشارك الصانع الإيطالي هذا المجد مع عشاقه حول العالم، فقد وفّر لهم فئة خاصة وحصرية من بطلة لومان تحمل تسمية 499P Modificata. إنها سيارة غير مرخصة للسير على الطرقات بل على الحلبات ولكن من دون أي قيود.

في بداية الحديث عن هذه السيارة التي تتوفر لمجموعة محدودة من أصحاب الحظ السعيد بسعرٍ يقارب 21 مليون ريال سعودي، لا بد من الإشارة إلى أنّها سيارة للحلبات وليس للتسابق ضمن أي بطولة من البطولات العالمية. فهي مخصّصة كي يستمتع بها المالك على الحلبات ضمن فعاليات خاصة تنظمها فيراري من خلال برنامج Sport Prototipi Cliente، وهو برنامج يتيح لفريق خاص من فيراري الاهتمام باللوجستيات والمساعدة على الحلبات والصيانة حتى يتمكن الملاك من الحضور إلى الحلبة والقيادة.

وكون السيارة غير مخصّصة للمشاركة في أي من السباقات التي ينظمها الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، بل هي حصرية لعشاق Ferrari الذين يرغبون بقيادتها على الحلبة بكل حرية، لم يُفرض على 499P Modificata أن تتبع قواعد وقوانين لومان التقنية.

التصميم الخارجي

جرى تصميم سيارة 499P Modificata بالتعاون مع مركز فيراري للتصميم الذي يديره فلافيو مانزوني، وهي لا تختلف كثيرًا على صعيد الشكل عن سيارة السباق التقليدية التي تتمتع أساسًا بإطلالة راقية، إلى جانب حضور جذاب يميزها عما عهدناه في سيارات السباق الأخرى، إذ جرى نحت السطح العلوي المسطّح كي يبرز شكلاً متناغمًا ينسجم مع الفتحات الكبيرة في أقواس العجلات التي تهدف لتقليل الضغط الهوائي حول الإطارات عبر تمريره إلى الأعلى.

أما في الجزء الخلفي، فإنّ أول ما يلفت الانتباه هو الجناح الكبير الذي يوفر قوة ضغط هوائي من أعلى إلى أسفل بهدف تعزيز تماسك المحور الخلفي، فيما تحمل باقي أجزاء المؤخرة مزيجًا من مزايا الديناميكية الهوائية والتصميم الأنيق: يلتف الهيكل المصنوع من ألياف الكربون حول المجموعة المحركة، ما يترك العجلات ونظام التعليق مكشوفين تمامًا.

Ferrari 499P Modificata.. سيارة مخصّصة للحلبات بقوة 858 حصانًا

Ferrari

مختلفة تمامًا بمفهومها

قد لا تتمكن عبارة "معدلة" التي استخدمناها في وصف 499P Modificata من إعطاء السيارة حقها. فرغم أنّ الأخيرة لا تختلف كثيرًا على صعيد الشكل عن مركبة 499P التقليدية، إلا أنّ ما خفي كان أعظم. فبالإضافة إلى عملية إعادة ضبط المحرك المكوّن من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات والمثبّت في الوسط، وضمن هيكل السيارة، أصبح بإمكان سائق Modificata أن يستفيد من عمل المحركات الكهربائية حتى خلال السير على سرعاتٍ منخفضة.

Ferrari 499P Modificata.. سيارة مخصّصة للحلبات بقوة 858 حصانًا

Ferrari

وهنا يكمن الفارق الكبير. ففي الحالات الطبيعية مع سيارة السباق التقليدية، وتبعًا للقوانين التي يفرضها الاتحاد الدولي، لا يسمح للمحركات الكهربائية بالتدخل إلا عندما تصل السيارة إلى سرعة تزيد على 190 كيلومترًا/الساعة، أي أنّ الدور الذي تقوم به الطاقة الكهربائية هنا هو التوفير في استهلاك الوقود (الأمر الذي يُعد في غاية الأهمية في سباقات لومان، كونه يقلل من الحاجة لكثير من وقفات الصيانة والتزوّد بالوقود خلال السباق).

أما على متن سيارة Modificata، فيمكن تشغيل المحركات الكهربائية والاستفادة من طاقتها، حتى خلال السير على سرعاتٍ منخفضة، أي تحديدًا عند الانعطاف، ومن ثم يصبح للطاقة الكهربائية دوران، الأول هو خفض استهلاك الوقود، والثاني تعزيز التماسك من خلال توفير العزم للإطارات الأمامية. وبذلك يتحسّن توزيع العزم بين المحورين الأمامي والخلفي، في الوقت الذي تكون فيه السيارة بأمس الحاجة إلى هذا الأمر، علمًا أنّ قوة محرك الاحتراق الداخلي تنتقل إلى العجلات الخلفية من خلال علبة تروس تسلسلية ذات سبع نسب.

 

Ferrari 499P Modificata.. سيارة مخصّصة للحلبات بقوة 858 حصانًا

Ferrari

المزيد من القوة

بالإضافة لكل ما تقدم، تستفيد Modificata أيضًا من نظام تُطلق عليه فيراري تسمية Push to Pass، أو ما معناه بالعربية "اضغط للتجاوز". فما إن يضغط السائق على زر خلف المقود، حتى يجري الإفراج عن قوة إضافية تبلغ 163 حصانًا وتتوفر لمدة سبع ثوانٍ، شرط أنّ يستمر السائق بالضغط على دواسة الوقود بالكامل. ويؤدي هذا إلى زيادة القوة القصوى للمجموعة المحركة لتصل إلى 870 حصانًا بدلاً من 707 أحصنة.

 

Ferrari 499P Modificata.. سيارة مخصّصة للحلبات بقوة 858 حصانًا

Ferrari

خلف مقود 499P Modificata

داخل المقصورة، تحتوي Modificata على تصميم مستمد بشكلٍ مباشر من سيارة سباق لومان، مع مقعد واحد فقط يمكن للمالك ضبط عياراته تبعًا لتفضيلاته، علمًا أنه يُلاحظ الغياب التام لأي تجهيز لا يخدم الأداء العام للسيارة. هذا ويساهم توضيب أدوات القيادة ونقطة تثبيت المقعد بتوفير شعور بالجلوس وسط السيارة كي يتمكّن السائق من رؤية الزاوية الأمامية بشكلٍ واضح، ومن ثم تحديد مكان العجلات الأمامية بدقة، كي يتمكّن من اختيار الزاوية المثالية للدخول في المنعطف.