من مشاهد الدراجات النارية في فيلم The Great Escape، إلى المطاردة الشهيرة بسيارة موستانغ في Bullitt، وصولًا إلى تصوير السباق الثوري في Le Mans، ومرورًا بالسيارات المميزة في The Thomas Crown Affair، ارتبط اسم الممثل الراحل ستيف ماكوين دومًا بـالسيارات الاستثنائية.
واغتنامًا لهذه العلاقة الوثيقة، تعرض دار مزادات آر إم سوذبيز RM Sotheby’s الشهر المقبل سيارة من طراز Hudson Wasp من عام 1952، كان يملكها ستيف ماكوين، ولم تكن مجرد وسيلة تنقل بالنسبة للممثل الراحل، بل إحدى السيارات الأقرب إلى قلبه، والمركبة التي اعتاد قيادتها في سنواته الأخيرة، على ما أكدت زوجته باربرا مينتي.
ورغم أن اسم هادسن Hudson لم يعد حاضرًا بقوة اليوم، إلا أن الشركة التي انطلقت من ديترويت أدت دورًا محوريًا في تاريخ سباقات السيارات الأمريكية خلال خمسينيات القرن الماضي، إذ ارتبط اسمها بالأداء المثبت في السباقات، ولا سيما في سلسلة ناسكار NASCAR.
فقد هيمنت سياراتها على البطولة في أوائل الخمسينيات، عندما فازت بمجموع 12 سباقًا في عام 1951، و27 من أصل 34 سباقًا في 1952، و22 من 37 في 1953، و17 من 37 في 1954. وخلال تلك الفترة، حقق سائقو سيارات هادسن ثلاثة ألقاب متتالية في بطولة سلسلة ناسكار الوطنية الكبرى NASCAR Grand National Series.
ورغم أن الشركة بدأت في إنتاج السيارات منذ العقد الأول من القرن العشرين، إلا أنها لم تشرع في طرح طرزها ذات الأداء العالي إلا في عام 1952، ومن بينها Wasp. وقد تميز الطراز الجديد حينها بقاعدة عجلات قصيرة، واعتمد على هيكل step-down الذي اشتهرت به الشركة، وجاء بنسخ ثنائية ورباعية الأبواب مع أنماط عدة للهيكل.
السيارة المعروضة للبيع هي نسخة Brougham ثنائية الأبواب، وهي تتميز بلون أخضر فاتح يتناغم مع تفاصيل كرومية أنيقة وسقف أسود يضفي لمسة كلاسيكية مميزة. أما المقصورة الداخلية، فتجمع بين الكروم والقماش على الأبواب والمقاعد الأمامية والخلفية، محتفظةً بأصالتها على الرغم من مرور عقود. ورغم الاستخدام المتواصل الذي منحها شخصية خاصة، إلا أن السيارة لا تزال تحتفظ بمعظم طلائها الأصلي، ما يجعلها مرشحة مثالية لعملية ترميم تليق بمكانتها.
بعد وفاة ماكوين، ظهرت السيارة ضمن مزاد ممتلكاته في نوفمبر 1984 في قصر إمبريال، حيث بيعت بوصف مقتضب يذكر العام والطراز والحالة العامة "جيدة جدًا". وفي نوفمبر 2006، بيعت مرة أخرى وانتقلت إلى متحف بترسن للسيارات Petersen Automotive في لوس أنجليس، حيث عُرضت لجمهور عشاق ماكوين وشاركت في فعاليات عدة، منها معرض Steve McQueen Car and Motorcycle Show عام 2013، وStreet to Screen Car Classic في كلية آرت سنتر عام 2014، وFriends of Steve McQueen Show عام 2015.
القيمة الحقيقية لهذه السيارة تكمن تحت غطائها الأمامي، حيث زودت بمحرك سداسي الأسطوانات مع غطاء أسطوانات Power Dome ونظام Twin H-Power للمكربنات المزدوجة، إلى جانب ناقل حركة أوتوماتيكي من طراز Hydra-Matic Drive بأربع سرعات، وهو خيار كان نادرًا آنذاك ضمن طراز Wasp.
والأهم هو أن السيارة لم تُعامل بوصفها قطعة للعرض، بل قادها ماكوين حقًا، وهو ما يفسر عداد المسافات الذي يشير إلى 63,537 ميلاً. ومع ذلك، خضعت السيارة لصيانات منتظمة على مر السنين، لتحافظ على حضورها الميكانيكي والعملي حتى اليوم.
ورغم أن سنوات ماكوين المبكرة تميزت بمقتنياته من السيارات الأوروبية الراقية، مثل سيارات فيراري وبورشه حتى Jaguar XKSS من جاكوار، إلا أنه كان أكثر ميلاً في سنواته اللاحقة إلى السيارات الأمريكية.
ومن السهل إدراك جاذبية هذه النسخة من سيارة Hudson Wasp، بتصميمها الأنيق وخطوطها الكلاسيكية التي ترجع إلى خمسينيات القرن الماضي، وسجلها في سباقات ناسكار، وناقل الحركة الأوتوماتيكي الاختياري، الذي يجعلها سيارة مثالية للقيادة المريحة. وقد قال ماكوين ذات مرة: "لقد عملتُ بجد. وإذا عملتَ بجد، فإنك تحصل على المكافآت". وهذه السيارة تُعد بلا شك واحدة من تلك المكافآت.