حين يكون السفر امتدادًا للهوية، تصبح الطائرة أكثر من وسيلة تنقّل؛ إنها انعكاس لذوق صاحبها، وخلاصة لاختياراته الدقيقة. وبالنسبة إلى بيل غيتس، لا تُقاس الطائرات بقدرتها على التحليق فحسب، بل بما تمنحه من تجربة تُلائم رؤيته للحياة. ولأن طائرات بيل غيتس لا تُشبه سواها، نسلّط الضوء في هذا التقرير على اثنين من طرزه المفضّلة: Gulfstream G650ER، الطائرة التي ترافقه في رحلاته العابرة للقارات برفاهية لا تحدّها المسافات، وBombardier Challenger 350، الخيار الذكي الذي يجمع بين التملّك والمرونة عبر نموذج الملكية الجزئية. 

وبينما تتنقّل هذه الطائرات بين القارات، تحمل في طيّاتها قصصًا عن الأداء المتقن، والتصميم الذكي، والرفاهية المصمّمة لتليق بمن يُدير العالم بأفكاره واستثماراته.

Gulfstream G650ER: طائرات توازن بين الفخامة والأداء

عندما يتنقل بيل غيتس بين القارات، فإنه يختار طائرة تعكس مكانته وذوقه الرفيع. وهنا تبرز Gulfstream G650ER من غلفستريم بوصفها واحدةً من الخيارات المفضلة لديه، إذ يمتلك نموذجين من هذا الطراز الفاخر، مسجلين تحت الرقمين N887WM وN198WM.

Gulfstream G650ER N887WM، التي جرى إنتاجها عام 2018، تقدم أداء لا يُضاهى بفضل سرعتها التي تصل إلى 594 ميلًا في الساعة، مع مدى طيران يصل إلى 7,500 ميل بحري، ما يجعلها الخيار المثالي للرحلات الدولية الطويلة. 

هذه الطائرة توفر راحة استثنائية داخل مقصورتها الفسيحة التي تستوعب 19 راكبًا، ما يجعل كل رحلة على متنها تجربة فاخرة بامتياز. استخدم بيل غيتس هذه الطائرة بشكل متكرر في رحلاته إلى وجهات مشهورة عالميًا، مثل مطار لوس أنجليس الدولي، ومطار فوشان شادي في الصين، ومطار كانساي الدولي في اليابان، بالإضافة إلى مطار إنديرا غاندي الدولي في الهند.

أما الطائرة المسجلة تحت الرقم N198WM، فهي أيضًا إنتاج عام 2018 وتتمتع بأداء مشابه؛ لكنها تحمل الرقم التسلسلي 6321، ما يجعلها أقدم قليلًا من الطائرة الأولى. 

Gulfstream G650ER: طائرات توازن بين الفخامة والأداء/ طائرات بيل غيتس

Gulfstream

على الرغم من أن هذه الطائرة مسجلة تحت ملكية الشركة الأمريكية TVPX Aircraft Solutions، إلا أن غيتس هو المستخدم الرئيس لها، واستخدمها في رحلات إلى وجهات متعددة، من بينها مطار ميلانو مالبينسا في إيطاليا، ومطار بويمان يلوستون الدولي في مونتانا، لتظل الخيار الأمثل لرحلاته المتواصلة حول العالم.

داخل أروقة طائرات Gulfstream G650ER، لا تقتصر الفخامة على المساحة فحسب. فقد جرى تصميم هذه الطائرة لتكون ملاذًا متكاملاً يجسد رفاهية لا مثيل لها. 

تتوزع المقصورة على أربع مناطق معيشة قابلة للتخصيص بالكامل، إذ يمكن للركاب اختيار ما يليق بذوقهم، سواء كان مطبخًا كاملًا، أو مقاعد ناد فاخرة، أو غرفة اجتماعات مجهزة بأحدث التقنيات. وإذا كان الاسترخاء هو الهدف، فالجناح الخاص مع حمامه الفاخر يوفر أجواء من الخصوصية التامة.

إلى جانب ذلك، تتمتع الطائرة بنظام ترفيهي متقدم يعرض محتوى متنوعًا على شاشات ضخمة، فيما خدمة واي فاي المتطورة تضمن بقاء الركاب على اتصال دائم بالعالم الخارجي. 

أما على صعيد الراحة الصحية، فإن الطائرة مجهزة بفلاتر هواء من أيونات البلازما تجدد وتعقم الهواء بشكل دوري كل دقيقتين إلى ثلاث دقائق، لتبقى المقصورة دائمًا في أبهى حالاتها.

Gulfstream G650ER: طائرات توازن بين الفخامة والأداء/ طائرات بيل غيتس

Gulfstream

طائرتان من طراز Challenger 350 في خدمة بيل غيتس

لكن رفاهية بيل غيتس الجوية لا تقتصر على امتلاك الطائرات الفارهة فحسب، بل تمتد إلى نماذج أكثر مرونة وذكاء، إذ يجد في الملكية الجزئية للطائرات خيارًا يُجاري إيقاع أعماله وتنقّلاته المستمرة.

في هذا السياق، تأتي طائرتا Bombardier Challenger 350 من بونبارييه لتُجسّدا هذا التوجّه العملي المدروس، إذ ارتبط غيتس منذ أوائل الألفية بشراكة طويلة الأمد مع شركة نت جتس NetJets، الاسم الأبرز في قطاع الملكية الجزئية. 

طائرتان من طراز Challenger 350 في خدمة بيل غيتس/طائرات بيل غيتس

Bombardier

تتيح هذه الشركة لزبائنها امتلاك نسبة محددة من طائرة خاصة، تمنحهم إمكانية استخدامها عند الحاجة ضمن منظومة تشغيل مرنة. ومن خلال هذه الشراكة، امتلك غيتس حصصًا في طائرتين من هذا الطراز الذي يجمع بين الأداء الفعّال والراحة المصمّمة بعناية ضمن فئة الطائرات متوسطة الحجم فائقة المدى.

وتعود جذور هذه العلاقة إلى نصيحة قدّمها له الملياردير وارن بافيت، مؤسس شركة بيركشاير هاثواي Berkshire Hathaway المالكة لنت جتس، الذي شجّعه على اعتماد هذا النمط من الاستثمار الذكي في الطيران الخاص. 

وتشير تقارير متعددة إلى أن الطائرتين المسجلتين تحت الرمزين N769QS وN754QS كانتا جزءًا من هذه الحصص، رغم عدم توافر معلومات مؤكدة عمّا إذا كان لا يزال يحتفظ بملكيته لهما حتى اليوم.

طائرتان من طراز Challenger 350 في خدمة بيل غيتس/ طائرات بيل غيتس

Bombardier

دخلت طائرات Challenger 350 الخدمة في عامي 2015 و2017، وتبلغ سرعتها القصوى 528 ميلًا في الساعة، مع مدى طيران يصل إلى 3682 ميلًا، ما يمنحها القدرة على تسيير رحلات عبر القارات من دون توقف، وتعمل بمحركين من طراز Honeywell HTF7350، فيما تتيح تجهيزات المقصورة إمكانية استيعاب ما يصل إلى ستة عشر راكبًا في إعداداتها القصوى.

أما النماذج المخصصة لشركة "نت جتس"، فجرى تهيئتها لتستقبل ثمانية ركاب فقط، ما يوفّر مستوى راحة نخبويًا ومساحة أمتعة سخية تبلغ 106 أقدام مكعبة يمكن الوصول إليها في أثناء التحليق. 

وتتميّز المقصورة بأبعاد رحبة: ست أقدام في الارتفاع، سبع أقدام وبوصتين في العرض، وأكثر من ثمان وعشرين قدمًا في الطول، وتوزيع داخلي راقٍ يضم منطقتين مستقلتين، كل منهما مؤثثة بأربعة مقاعد متقابلة وطاولات قابلة للطي، مثالية للاجتماعات أو لحظات الاسترخاء. في الخلف، نجد حمامًا مستقلًا، بينما يستقر في المقدمة مركز للمرطبات يلبّي احتياجات الركاب خلال الرحلة.

ولأن التكنولوجيا عنصر لا يتجزأ من راحة السفر، جهّزت "نت جتس" طائراتها من طراز Challenger 350 بخدمات الاتصال بالإنترنت، ومخارج طاقة عالمية عند كل مقعد، ومنافذ USB، فضلًا عن شاشات عالية الدقة تدعم تطبيق الترفيه الجوي التفاعلي الخاص بالشركة، ليغدو التحليق على متن هذه الطائرات أقرب ما يكون إلى تجربة صالون طائر يلبّي تطلّعات النخبة.